تونس تدعو للوقوف صفا واحدا ضد حرب الإبادة والتهجير القسري التي يشنها الاحتلال    توقيع اتفاقيات مشروعي إنجاز محطتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية    الأستاذ محمد العزيز بن عاشور يرصد تحولات الموروث الثقافي التونسي في كتاب جديد باللغة الفرنسية    فوشانة: الكشف عن شبكة مختصة في تدليس العملة النقدية    النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تنعى الصحفي علي الجريدي    محيط قرقنة يُقصي الترجي من سباق كأس تونس    الرابطة ترفض إثارة النادي الصفاقسي.. و لا ويكلو ضدّ النادي الإفريقي    أول تعليق من عميد المحامين على "أزمة المهاجرين"    عاجل - إغلاق محل لبيع منتجات لحوم الخيول في بن عروس    وجيهة الجندوبي :'' ايتها الوطنية رجعلنا المسلسلات المكسيكية والكويتية خاطر كرهتني في وجهي الحقيقة''    وكالة التحكم في الطاقة: نحتاج استثمارات ب 600 مليون دينار لتخفيض الاستهلاك الطاقي في البلديات    أبطال أوروبا: تشكيلة بايرن ميونيخ في مواجهة ريال مدريد    غياب الحفناوي عن أولمبياد باريس: الناطقة الرسمية باسم جامعة السباحة توضّح    كأس الكاف :الزمالك يحتج على تعيين حكمين تونسيين في النهائي ضد بركان    كيفاش تتحصل على منحة العائلات المعوزة ؟    بين المنستير وصفاقس: الاحتفاظ بشخصين والقبض على منظمي "حرقة" ووسطاء    باب بحر: القبض على متورّط في عمليات سرقة    نُصب له كمين: القبض على عون رقابة للصحة العمومية مُتلبّسا بالرشوة    تطاوين: الشرطة البلدية تُنقذ طفلين من الموت    وزارة الفلاحة تؤكّد أهميّة استعمال التقنيّات الرقميّة لإرساء تصرّف ذكي ومستدام في المياه    معهد باستور: تسجيل ما بين 4 آلاف و5 آلاف إصابة بمرض الليشمانيا سنوياّ في تونس    90 % من الالتهابات الفيروسية لدى الأطفال لاتحتاج إلى مضادات حيوية    التنوير العمومي للبلديات يستحوذ على 80 بالمائة من استهلاك الطاقة في ظل وجود اكثر من 730 الف عمود انارة    سليانة: تسجيل جملة من الاخلالات بكافة مراكز التجميع بالجهة    منزل تميم: تفكيك شبكة مختصة في سرقة المواشي    هام/ تسميات جديدة في وزارة التجهيز..    وزيرة الإقتصاد في مهمة ترويجية " لمنتدى تونس للإستثمار"    بطاحات جزيرة جربة تاستأنف نشاطها بعد توقف الليلة الماضية    انطلاق اختبارات 'البكالوريا البيضاء' بداية من اليوم الى غاية 15 ماي 2024    البطولة العربية لألعاب القوى: ريان الشارني يتوج بذهبية سباق 10 الاف متر مشي    التونسي أيمن الصفاقسي يحرز سادس أهدافه في البطولة الكويتية    عاجل : قضية ضد صحفية و نقيب الموسقيين ماهر الهمامي    أريانة :خرجة الفراشية القلعية يوم 10 ماي الجاري    قصر العبدلية ينظم الدورة الثانية لتظاهرة "معلم... وأطفال" يومي 11 و12 ماي بقصر السعادة بالمرسى    نجيب الدزيري لاسامة محمد " انتي قواد للقروي والزنايدي يحب العكري" وبسيس يقطع البث    إنقاذ فلاّح جرفه وادي الحطب بفوسانة..    عاجل/يصعب إيقافها: سلالة جديدة من كورونا تثير القلق..    قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 8640 فلسطينيا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي..    بطولة مصر : الأهلي يفوز على الاتحاد السكندري 41    جرحى في حادث اصطدام بين سيارتين بهذه الجهة..    الاقتصاد في العالم    بشرى سارة للتونسيين بداية من هذا التاريخ..    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 8 ماي 2024    تراجع عدد أضاحي العيد ب13 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية    احتياطي النقد الأجنبي يغطي سداد القروض الاجنبية بنسبة هامة    هزة أرضية بقوة 4.7 درجات تضرب هذه المنطقة..    "دور المسرح في مواجهة العنف" ضمن حوارات ثقافية يوم السبت 11 ماي    لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية "الوثائق السرية"    محرز الغنوشي: رجعت الشتوية..    سحب لقاح "أسترازينيكا" من جميع أنحاء العالم    رئيس جمعية مالوف تونس بباريس أحمد رضا عباس ل«الشروق» أقصونا من المهرجانات التونسية ومحرومون من دار تونس بباريس    مصر: تعرض رجال أعمال كندي لإطلاق نار في الإسكندرية    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    المهديّة :ايقاف امام خطيب بسبب تلفظه بكلمة بذيئة    اتصالات تونس تنخرط في مبادرة "سينما تدور" (فيديو)    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    العمل شرف وعبادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمّة الهمّامي ل«التونسية»: المديونيّة استعمار جديد
نشر في التونسية يوم 07 - 04 - 2014


«حزب التحرير» يدعو إلى الإشتراكية الإقطاعية
لا يمكن لأيّ شعب النظر إلى المستقبل دون تصفية حساباته
مع ماضيه
هذا هو الإسلام الذي يعرفه حمّة الهمّامي
غلق ملف رجال الأعمال خارج القانون ... فضيحة
«الترويكا» سعت إلىتركيع المؤسّسات لخدمتها
لن ندخل في «حرب» مع «الاتحاد من أجل تونس» وعلينا تجنّب تدويل قضية شكري بلعيد
أيّ معنى للعدالة الانتقالية إذا تمسّكنا بقانون العزل السياسي؟
حوار:محمد بوغلاّب
تُشكّل «الجبهة الشعبية» التي «تنتشر في الأرض» بحسب أنصارها رقما مهما في المشهد السياسي بعد انتخابات 23 أكتوبر وخاصة بعد أن قدمت وجهين من أبرز قياداتها شهداء في معركة تونس ضد «الإرهاب» والتشدد
الذي يتدثر برداء الدين . ولا يكلّ
هل يعني إعلان ترشحك ل«الرئاسية» أن التحالف مع «نداء تونس» قد انتهى؟
أولا أنا لم أترشح بعد بشكل رسمي، ثانيا «جبهة الإنقاذ» التي تجمع عدة مكونات سياسية لم تتشكل لتكون جبهة انتخابية بل بعثت لتحقيق مهام محددة وقد نجحت في ذلك (الدستور ورحيل حكومة العريض)... هذا لا يعني أن علاقتنا بشركائنا في «جبهة الإنقاذ» قد انتهت فما زالت أمامنا مهام للإنجاز (تنفيذ خارطة الطريق وتحقيق مناخ انتخابي سليم، ومراقبة الانتخابات...). أما الترشح فمن الأفضل حتى انتخابيا (من زاوية القانون الانتخابي الحالي) أن تقدم كل «عائلة» قائماتها وفقا لبرامجها وتصوراتها، أضف إلى ذلك أن الانتخابات الرئاسية تنتظم على دورتين، أولى وثانية وبالتالي فإمكانية الاتفاق تبقى دائما قائمة. ومن جهة أخرى نحن لن ندخل في «حرب» مع «الاتحاد من أجل تونس» حتى لو تنافسنا، وسيكون همنا تقديم برامجنا دون الدخول في مهاترات زائدة، بل سيكون همنا سد الباب أمام عودة الاستبداد بأي عنوان كان... وسندرس كافة أشكال التعاون خلال الانتخابات لتحقيق ذلك الهدف. كما أن يدي «الجبهة الشعبية» تبقى ممدودتين لكل القوى المدنية والحزبية التي تتفق مع البرنامج الذي ستتقدم به للانتخابات... نقول كل هذا إذا كتب بالطبع للانتخابات أن تجرى في موعدها وإذا لم يطرأ طارئ يقلب الأوضاع....
أسأل عن موقفك الشخصي لا موقف «الجبهة الشعبية»، هل أنت مع تدويل قضية شكري بلعيد؟
علينا أن نجتنب التدويل أكثر ما يمكن وعلينا أن نضغط بأكبر قدر ممكن حتى نلزم القضاء التونسي بالبت في هذه القضية بكامل الشفافية والاستقلالية لأن الالتجاء إلى القضاء الدولي يعني عجزنا عن حل المسألة داخليا أي أن القضاء التونسي عاجز عن حسم قضية ذات طابع وطني، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى الحقيقة فلكل حادث حديث، لا ننسى أن لعائلة الشهيد شكري بلعيد حقوقا ولعائلته السياسية حقوقا وللحركة الديمقراطية حقوقا وهي أن تكشف الحقيقة، ولا نطلب شيئا غير الحقيقة، كل ما نتمناه أن تحسم القضية وطنيا لأن ذلك سيعطي لمؤسسة القضاء مصداقية.
ماذا لو مازال شكري بلعيد على قيد الحياة؟
لو بقي شكري على قيد الحياة كان سيساعد على تغيير أشياء كثيرة...
ولكن شكري بلعيد فشل في انتخابات 23 أكتوبر 2011؟
وماذا يعني ذلك؟ هل الفشل في موعد انتخابي محدد وفي ظروف معينة يعني فشل رجل السياسة المؤبد ؟ كل انتخابات لها ظروفها وهناك ظروف تؤثر في النتائج مثل وعي الناخبين وقوة المال، أحيانا حتى المعطيات الإقليمية والدولية تؤثر في نتائج انتخابات ما ، وبقطع النظر عن انتخابات 23 أكتوبر فشكري بلعيد فاعل في الساحة السياسية منذ كان طالبا في الثمانينات ومواقفه ليست طارئة ، شكري شخصية جريئة وحاسمة وعلى عكس ما يتصور البعض فإن شكري بلعيد شخصية مرنة جدا ولكنه ثابت في مبادئه.
خلافا لحمة الهمامي؟
(يضحك ) أنا مرن أيضا، وأصبحت تربطني بشكري في الأشهر الأخيرة قبل استشهاده صداقة متينة ناهيك أننا نلتقي ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا لمدة ربع ساعة كل يوم لحسم كل شيء ثم يغادر قائلا «خليني نمشي نخدم على روحي ونخليك تخدم على روحك» شكري رحمه الله كانت لديه مرونة كبيرة وقدرة على التجميع وهو إنسان عملي.
ما سر هذا الخلاف المزمن بينك وبين محمد الكيلاني زعيم الحزب الاشتراكي؟
هو خلاف سياسي وليس خلافا شخصيا.
كيف لخلاف سياسي أن يستمر أكثر من ثلاثين عاما؟
هو مستمرّ لأن القضايا المختلف حولها مستمرة...
هل أنتما على تواصل؟
عندما نلتقي «نسلمو على بعضنا بالعناق »لا إشكال في ذلك، علاقاتنا الإنسانية طيبة.
والخلاف السياسي أما آن له أن ينتهي؟
ليس عيبا أن نختلف سياسيا، هو اختلاف يتعلق ببرامج ومواقف، ما فرّقنا ليس خلافا شخصيا .
يرى البعض أن اليسار في تونس مُصرّ على أن يكون مشتتا؟
الشهيد شكري بلعيد كان يقول إن التشتت هو سمة الحركة السياسية في تونس لا اليسار فقط أعطيك مثالا ، هل نجحنا كتونسيين في تكوين جبهة وطنية ضد الاستعمار؟ لا « ما وصلناش» كل حزب كان منفردا في مواجهة المستعمر ، ربما كان هذا من تقاليد التوانسة، كان شكري بلعيد يقول بأننا في تونس نتعلم كيف نختلف ولكننا لا نتعلم كيف نتوحد، ولكني اعتقد أننا تجاوزنا هذه المرحلة من خلال «الجبهة الشعبية» فهي بكل مكوناتها الماركسية والقومية والاشتراكية الديمقراطية والتقدمية عنوان قدرتنا على التوحد، و بالنسبة للحزب الاشتراكي اليساري الذي يرأسه السيد محمد الكيلاني فنحن نعمل مع بعضنا ضمن «جبهة الإنقاذ» حول مواقف مشتركة ولكن الخلافات التي دبت في النصف الأول من التسعينات ضمن« حزب العمال» كانت خلافات سياسية ومحمد الكيلاني لم يطرد من الحزب بل غادر بحكم الاختلاف في الرؤية السياسية وهذا طبيعي في حياة الأحزاب، أنظر ماذا حدث ويحدث في حركة« النهضة» وفي حركة الديمقراطيين الاشتراكيين مثلا، تحصل خلافات سياسية والمهم أن تكون هذه الخلافات مرتبطة ببرامج ورؤى سياسية ولا تتعلق بنزعات شخصية فردية....
تسمية «الجبهة الشعبية» تحيل مباشرة على «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وحكيمها جورج حبش فهل أنت حكيم «الجبهة الشعبية»التونسية؟
بصراحة في «الجبهة الشعبية» أكثر من حكيم.
لو ظل شكري بلعيد بينكم هل سيكون هو حكيم «الجبهة»؟
شكري مازال بيننا، «كان معنا فأصبح فينا» كما قالت الفنانة ليلى طوبال... صدقني، نحن نشعر بغيابه الجسدي فقط، ولكنه حاضر بيننا دائما بمواقفه ورؤيته ، هو أحد ابرز حكماء «الجبهة» ومن أهم ميزات «الجبهة» أننا نتكامل، شكري له مكانته ، محمد براهمي أيضا كانت له مكانة كبيرة في خلق التوازن داخل «الجبهة الشعبية»، لا أذيع سرا إن قلت لك إن زياد الأخضر وأحمد الصديق ورياض بن فضل و جلول عزونة والحبيب الكرّاي ونزار عمامي وفتحي الشامخي ... كلّ طرف من هذه الأطراف له دور في خلق التوازن داخل «الجبهة الشعبية». «كيفاش؟» لأننا ننتمي لمدارس فكرية مختلفة وكانت بيننا حتى خلافات تاريخية وكنا مشتتين لذلك فكل هذه الرموز لعبت ومازالت دورا كبيرا في كبح النزعات الفئوية الضيقة وخلق التوازن داخل أحزابها وداخل« الجبهة الشعبية» و ما مكن من ذلك عقلية سيادة العلاقات الديمقراطية داخل« الجبهة الشعبية» فكل القضايا نناقشها سويا ونتخذ فيها قرارات مشتركة... بعبارة أخرى الحكمة موزعة بيننا ولا يستأثر بها طرف دون آخر وهذا شيء جميل في رأيي وضامن للاستمرارية.
ماذا جهزتم للحوار الوطني الذي سيُستأنف خلال أيام؟
سنحضر في الحوار الوطني ولكن النقطة الأساسية التي سنطرحها هي تقييم أداء حكومة السيد مهدي جمعة في علاقتها بخارطة الطريق. مرّ الآن شهران وهي مدة طويلة إذا نظرنا إلى عمر هذه الحكومة (مبدئيا 9 أو 10 أشهر) وإلى حد الآن ثمة بطء كبير في تطبيق خارطة الطريق سواء في جانبها السياسي بمراجعة التعيينات وحل رابطات حماية الثورة وتحييد المساجد وكشف الحقيقة عن الاغتيالات... بالطبع حصل استرجاع عدد من المساجد من أيدي المتطرفين. هذه خطوة. ولكن الخطوة الأهم هي تحييد الخطاب الديني حتى لا توظف المساجد سياسيا لحساب «النهضة». وبالنسبة للميليشيات فإن إيقاف شخص واحد لا يعني أن «رابطات حماية الثورة» انتهت وأن خطرها زال، وأنا أتساءل لو لم يتجرأ عماد دغيج على الأمن هل كان سيقع إيقافه ؟ ولو لم تضغط النقابات الأمنية هل كان هذا الشخص سيدخل السجن؟ وأخيرا ثمة الجانب الاقتصادي الاجتماعي فحكومة السيد مهدي جمعة تواصل سياسات فشلت وأدت بتونس إلى ما هي عليه من تأزم، وهذه فرصة لكي نحذر من التمادي في تنفيذ تعليمات صندوق النقد الدولي وبالتالي الاعتداء على قوت الشعب وعلى سيادة البلاد...
طالب البنك الدولي برفع الدعم عن الأسعار وعن الفلاحين وإنهاء تدخل الدولة في الإنتاج؟
هل تعرف ماذا يعني هذا ؟ إنه السير بتونس نحو الكارثة...
أكثر من الكارثة التي نحن إزاءها؟
نعم أكثر..« تعرفش علاش؟» لأن هذه الإجراءات تدمر البلاد والطبقات والفئات الفقيرة والمتوسطة وتقضي على إمكانات النهوض المبشر... وبالطبع فمثل هذا الوضع يفتح الباب أمام ثورة الجياع الذين من حقهم أن يقطفوا ثمرات ثورة سقوها بدمائهم.. وأنا أذكر هنا أن كل المصائب والانتفاضات الكبرى كان وراءها صندوق النقد الدولي بما في ذلك ثورة الخبز في تونس في جانفي 1984 وفي مصر وفي المغرب والسودان في نفس الفترة تقريبا، كما أذكر بموقف «جوزيف ستيقليتس» الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2001 وصاحب كتاب «الوهم الكبير» الذي زار تونس وقال في ربيع 2011 وأكد أكثر من مرة أنه إذا كانت هناك بلاد تريد إنقاذ نفسها فعليها عدم تطبيق تعليمات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي... وإلى ذلك كله فإن سياسة حكومة جمعة مناقضة لمبادرة الرباعي التي تنص على ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية للحد من ارتفاع الأسعار ومن البطالة ومن التهميش والتفاوت الجهوي...
تريد أن تجعل الاقتصاد التونسي نسخة من اقتصاد الإتحاد السوفياتي ومعسكره الشيوعي الخلفي؟
لا لا، إطلاقا لا ، انتهى زمن تلك التجارب، كانت تجارب ذهبت مع التاريخ، فيها الإيجابي وفيها السلبي، ثم إن لكل وضع مستلزماته ولا وجود لوصفات جاهزة... ما نريد لتونس الآن هو اقتصاد وطني ينهض بالقطاعات المنتجة وبالخدمات الأساسية بما يلبي حاجات التونسيين والتونسيات ويوفر لهم مقومات الحياة الكريمة معنى ذلك أن العامل والفلاح والتاجر وصاحب المؤسسة الذي يحب هذه البلاد ويرغب في النهوض بها مدعوون إلى العمل في إطار مشروع وطني مشترك...مشروع وطني كبير...
تشترك «الجبهة الشعبية» في موقفها من المؤسسات المالية الدولية مع «حزب التحرير»؟
مع فارق أساسي أن «حزب التحرير» مازال ينتمي إلى عصر ما قبل الرأسمالية ودعواته تنتمي إلى ما أسماه ماركس «الاشتراكية الإقطاعية»... «حزب التحرير» يعارض الرأسمالية ليعود إلى ما قبل الرأسمالية ونحن نعارض المؤسسات المالية الدولية والرأسمالية لنتقدم، لنتجه نحو تحقيق الاستقلال الفعلي والعدالة الاجتماعية لشعبنا...«فهمتني؟ مشكلتنا مع المؤسسات المالية الدولية أن وصفاتها لها هدف أساسي هو ضمان استرجاع أموال الدائنين مع نسب الفائدة المفروضة عليها ولا تهتم بالوضع الاجتماعي للدول المدينة وبمصالحها الحيوية..هي مؤسسات نهب و«يا ويح الي يحصل ما بين يديها...تريشو وتخليه عالعظم ما يهمهمش»... وبالطبع نحن في فترة ما بعد ثورة علينا أن نفكر في مصلحة بلادنا وشعبنا...نحن في «الجبهة الشعبية» من خلال مشروع الميزانية الذي قدمناه هدفنا هو إصلاح الميزانية التي قدمتها حكومة «الترويكا» وتبيان كيف أنه يمكن بالاعتماد على أنفسنا في المقام الأول أن ننجز ميزانية دون مزيد الاقتراض... مع العلم أننا في «الجبهة الشعبية» لسنا ضد الاقتراض بشكل مطلق بل نحن ضد الاقتراض المشروط، الاقتراض الذي لا يخدم مصالحنا.. مثلا يوم 16 أفريل ستتم مناقشة منح تونس 300 مليون أورو من طرف الإتحاد الأوروبي، نحن لسنا ضد هذا القرض لكننا ضد شروطه. فالإتحاد الأوروبي يشترط تطبيق توصيات صندوق النقد الدولي للحصول على هذا القرض... «شرط العازب عالهجالة» كما يقال... بعبارة أخرى «يحب يدخلنا في أزمة» ونحن حاليا في« الجبهة الشعبية» بصدد الاتصال بالكتل في البرلمان الأوروبي من أجل حذف هذا الشرط... تريد أن تقرض تونس فافعل ولكن دون شروط مجحفة «تزيد تغرق البلاد» لأن المديونية لم تساعد تونس على التنمية، أكثر من هذا، المديونية هي عنوان الاستعمار الجديد فإذا كان الاستعمار القديم عماده المُعمّر والجيش فعماد الاستعمار الجديد هو القروض والمديونية... مثال بسيط، بن علي اقترض تقريبا 41 مليار دينار على مدى 23 سنة ودفعت تونس 48 مليار دينار خدمة دين لنفس الفترة ومع ذلك مازلنا غارقين في الديون وأحوال البلاد والشعب لم تتقدم بل حصلت ثورة...
أنت دائم الحديث عن العمال وحزبك هو «حزب العمال» ولكنك لم تعمل يوما؟
(يضحك طويلا) سمعت هذا الكلام، أنا عملت لمدة قصير كأستاذ في الحضارة العربية الإسلامية وكنت أعد لشهادة الدكتورا....
أليس غريبا أن حمة الهمامي الشيوعي متخصص في الحضارة العربية الإسلامية؟
وأين التناقض في ذلك؟ حمة الهمامي لعلمك فخور بحضارتنا العربية الإسلامية التي يجهلها غالبية الإسلامويين المتطرفين، بل ينفونها ولا يعتزون بها ويعتبرونها «انحرافا»...
انظر صفحات الفيسبوك وشعار «لا نريد حمة الهمامي رئيسا لأنه ملحد»؟
هذه إشاعات من باب التشويه والافتراء... هذه خزعبلات من لا سلاح لهم غير الكذب...أنا أثق في ذكاء التونسيين ، ليدركوا أنني أحترم ديننا الإسلامي، أكثر من ذلك أنا أعتقد أن الحركات المتطرفة تفقر الإسلام من ثرائه... لأن ديننا بنيت عليه حضارة كاملة هي الحضارة العالمية للعصر الوسيط التي لم تُضاهها حضارة أخرى.. وعندما جاء الإسلام إلى مكة وجد قبائل فوحدها في أمة عظيمة... و«الإسلامويون» اليوم يأتون إلى شعوب وحدتها ثورات فيقسمونها كما حدث في السودان والصومال أو كما يحاولون فعله في تونس باسم الدين.. «يلقاو شعب موحد يحبو يفرتوه »، و لما جاء الإسلام إلى مكة لم يجد دولة فبنى دولة... «هوما لقاو دولة يحبو يكسروها باش يؤسسو للخراب»...
الإسلام وجد بعض شعر وبعض نثر وبعض فكر في شبه الجزيرة العربية فبنى حضارة وثقافة متعددة هي حضارة القرون الوسطى، والإسلام هو الذي بنى الأندلس في قلب أوروبا هذا هو الإسلام الذي يعرفه حمة الهمامي ويغيب عن أذهان الذين يرفعون زورا شعار الإسلام... «أنا مرات نسخف على المعري أو الجاحظ شنوة يعملوا فيهم « لو كانا في عصرنا؟ ألم يقطع المتطرفون في سوريا رأس تمثال المعري بحجة أنه من أجداد الأسد؟ ما يشاع حول عدائي للإسلام لا أساس له من الصحة ولا أظن أن مثل هذه الأكاذيب مازالت تنطلي على التونسيين والتونسيات.. أكثر من ذلك الصراع ليس حول الإسلام، صراعنا هو مع مذهب «الإخوان المسلمين» ومع المذاهب الدينية المتطرفة التي تشوه الإسلام والمسلمين ولا تريد لهم الخير.. وإذا توفرت لك الفرصة كصحافي اسأل بعض رموز «النهضة» عن موقفهم من الفترة الكلاسيكية العربية اسألهم عن فترة ازدهار الدولة العباسية وسترى ماذا سيجيبونك لأنهم في كتاباتهم وكتابات شيوخهم مثل أبو الأعلى المودودي وسيد قطب يعتبرون تلك المرحلة الحضارية الكبرى «انحرافا» عن الإسلام وكأن هذا الأخير جهل وتخلف....
لم تجبني عن سؤالي أنت لم تعمل يوما واحدا وتدافع عن الطبقة العمالية؟
أنا منذ أكثر من أربعين سنة أتنقل في أغلب الوقت بين السجن والسرية، لم تكن أمامي خيارات كثيرة إما أن أخضع للد كتاتورية أو أن أسخّر حياتي للنضال ضدها، كان بإمكاني لو رضخت أن أصنع ثروة طائلة « ونولّي ما نولّي «ربما ملياردير ولكني خيرت أن أناضل من أجل تونس وشعبها، لم أناضل يوما لتحقيق انقلاب عسكري أو لحرق أحد حتى لو كان خصمي السياسي ولم أناضل من أجل مصلحة فئة بل ناضلت من أجل العدالة الاجتماعية لكل التونسيين والتونسيات... أن تكون عماليا ليس مرتبطا بأن تعمل أو لا تعمل بل بما تقدم من برامج وتوجهات وأفكار ومبادئ...
من قضى أربعين عاما في السرية هل يمكنه أن يعمل اليوم في كنف العلنية؟
نحن عملنا في السرية ولكن مواقفنا كانت دائما علنية حتى في فترة بورقيبة وبن علي فرضنا أنفسنا في العلنية ولم تكن لدينا مخططات في الظلام، مواقفنا في السر هي مواقفنا في العلن نريد الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الحقيقي لتونس، كنا نجاهر بمعارضتنا لبن علي ولا نخشاه... وهنا أسوق لك طرفة، كنا في مطار تونس قرطاج أنا وراضية النصراوي نهتف «يسقط بن علي»، حتى نتمكن من الخروج ومن وضع حد للمضايقات.. وأمام مقر «الحزب الديمقراطي التقدمي» كنا نهتف « يسقط بن علي» أيضا حتى نتمكن من الدخول لأن البوليس كان يمنعنا.. نحن لم نخف من سطوة بن علي وهو في الحكم ولم نتبع «التقية» ولم نقع في فخ التسويات تحت الطاولة ، « شنوة الشيء إلي باش نخبوه أكثر من هكة؟» السرية هي فقط لحماية التنظيم من التدمير والمناضلات والمناضلين من الإيقاف والتعذيب... وأكثر من ذلك نحن لم نغادر تونس وخيرنا السجن والسرية في تراب تونس على العيش في «الغربة»...
أي دور لراضية النصراوي في «الجبهة الشعبية»؟
راضية النصراوي ليست عضوا في «الجبهة» وليس لها تأثير فيها حتى وإن كانت صديقة لها وترى فيها الوسيلة للخروج بتونس من الأزمة...
تأثيرها في حمة الهمامي إذن؟
تأثير كلانا متبادل هو تأثير في الاتجاهين ولكن أؤكد لك أن المكسب الذي حققناه أنا وراضية هو الاستقلالية الفكرية، فراضية النصراوي لا تساوم في المجال الحقوقي قالت لي لو تصل إلى الحكم سأكون قاسية معك في مجال حقوق الإنسان أكثر من قسوتي على الآخرين «وأنا عمري ما كنت حاجز» أمام نشاطها كما لم تكن هي حاجزا أمام نشاطي وأنا أفتخر بأني وجدتها معي في كل الفترات الصعبة... هي التي تحمّلت العبء المادي للعائلة وهي تعرف أنني إذا لم أعمل فلا يعني ذلك
أني لم أكن أرغب في العمل بل لأنني منعت من ذلك ولأنني سخّرت أيضا حياتي للعمل السياسي والنضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وكنت وأنا أعيش في السرية أعمل لساعات طويلة في القراءة والكتابة والاتصالات لا تنس أنني ابن فلاح استيقظ في السادسة صباحا... ولذلك طلبت منك أن نلتقي في الصباح الباكر....
ما موقعكم في لجنة إسناد الحكومة التي يعتزم الرباعي الراعي للحوار الوطني تشكيلها ؟
إسناد الحكومة في «شنوة»؟ في ما تطبقه الآن ؟ وفي ما لم تنجزه؟ موقفنا أن الأهم في دور هذه اللجنة هو مراقبة عمل الحكومة التي هي ثمرة حوار وطني وهي مقيدة بخارطة طريق وبمهام... وإذا حادت عن ذلك فقدت كل شرعية... في رأي «الجبهة الشعبية» من الضروري اليوم محاسبة حكومة مهدي جمعة عن تباطئها في إنجاز خارطة الطريق وكذلك عن سيرها في نهج اقتصادي واجتماعي مخالف لها ومضر بالطبقات والفئات الفقيرة والمتوسطة وبالبلاد أيضا...
دعا راشد الغنوشي التونسيين إلى التوحد خلف حكومة مهدي جمعة والعمل على حشد الدعم الخارجي والداخلي لها؟ فما هو تعليقكم؟
ما يطرحه السيد راشد الغنوشي مجرد شعارات لا أكثر ولا أقل... تماما مثل الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية وممارساته نقيض لهما، ماذا يعني الحشد وراء الحكومة؟ أن نطلب من صندوق النقد الدولي أن يقرضنا أكثر مثلا؟ هل نذهب إلى الإمارات والسعودية ونطلب منها الفلوس؟ هل نطلب من عامة الفقراء والكادحين أن «يزيدو يموتوا بالشر باش اللي عندو ما يضحي حتى بشيء»؟ هل نقول للمعطلين والجهات المهمشة والمفقرة «ما عنا ما نعطوكم كان الصبر»؟ وأكثر من ذلك ماذا تركت «حكومة الغنوشي وجماعتو» للبلاد؟ أليست هي المسؤولة عن «الخراب» الذي نعيش؟
الكلمة الطيبة على الأقل؟
الكلمة الطيبة بالنسبة ل «الجبهة الشعبية» هي حين قدمنا مشروع ميزانية بديل لسنة 2014 تلك هي كلمتنا الطيبة لتونس وشعبها... ونحن أول قوة سياسية في تاريخ تونس تقترح مشروع ميزانية بديل لمشروع الحكومة... كلمة «الجبهة الشعبية» الطيبة هي المقترحات والبرامج الملموسة لإخراج البلاد من الأزمة... نحن اقترحنا أيضا قانونا انتخابيا.. ونؤكد لك أننا سنتقدم قريبا بمقترحات عملية تتعلق بصندوق التعويض الذي بات يشكل عبئا على الدولة، دون الإضرار بقوت الشعب وسنقدم تصورا لإصلاح الصناديق الاجتماعية المهددة بالإفلاس، هذا ما تقوم به «الجبهة الشعبية» أما الحشد الذي يدعو إليه الغنوشي فليس من اختصاصنا....
كيف يمكنكم إنجاز مثل هذه الدراسات ؟ هل لديكم مندسون في الإدارة التونسية؟
مندسون؟ لا، الاندساس اسأل عنه أناسا آخرين... ولكن «الجبهة الشعبية» لها كفاءات في مجالات متنوعة تعمل في مؤسسات الدولة كما أن المعلومة صارت اليوم متوفرة نسبيا مقارنة بما كان عليه الوضع زمن بن علي، لطفي بن عيسى من أكفأ الخبراء في المالية ، مصطفى الجويلي أستاذ اقتصاد وحسين الرحيلي يجمع بين التنمية و البيئة ومحمود مطير مختص جباية.... وعدد كبير من الخبراء الذين تعتز بهم« الجبهة الشعبية» ...
هذه خبرات لم تسنح لها الفرصة سابقا لإبراز قدراتها وهي اليوم تقدم الحلول البديلة من أجل تونس والتونسيين، نساء ورجالا، ونحن في« الجبهة الشعبية» لا نصارع الأشخاص بل إن معركتنا الأساسية هي معركة برامج وخطط وسياسات ونحن مقتنعون بقدرة تونس على الخروج من أزمتها ولكن القضية هي قضية إرادة سياسية وتوجهات اقتصادية واجتماعية ...
ما موقفكم من الفصل 15 الذي ينص على العزل السياسي؟
نحن أيّدنا الفصل 15 الذي أقرته الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة قبل انتخابات 23 أكتوبر ولكننا نعتقد أن مواصلة التمسك بالفصل 15 اليوم ربما قد يؤدي إلى غض الطرف عن قانون العدالة الانتقالية «نحن علاش عاملين قانون عدالة انتقالية إن لم يكن للنظر في هذه الملفات ؟» إذا كنا سنواصل التمسك بالفصل 15 فماذا سنفعل بقانون العدالة الانتقالية الذي يفترض أنه إطار المحاسبة....
يرى البعض أن موقفكم الرافض لعزل التجمعيين هو مغازلة للباجي قائد السبسي؟
لا، إطلاقا، بالنسبة إلينا لو أن سي الباجي ثبتت عليه أية تهمة فهو مثله مثل أي مسؤول سابق ليس فوق المحاسبة....
هل تعتقد أن قانون العدالة الانتقالية سيفعّل قبل الانتخابات ؟
هذا ما نعمل عليه، والتباطؤ في تفعيل العدالة الانتقالية يزعجنا ونخشى أن يكون سبب التباطؤ حسابات سياسية، قد يكون البعض غرق مع الفاسدين والمفسدين أو حتى في الفساد ولم يعد من مصلحته تفعيل العدالة الانتقالية.. موقفنا هو أن الذين يشملهم قانون العدالة الانتقالية لا يتمتعون بحقوقهم السياسية إلا بعد فصل القضاء في ملفاتهم ، حين يبرئهم القضاء لا يوجد أي إشكال... أما حركة «النهضة» فتسمع «العياط برشة» ضد «التجمع» ولكنهم يمدون أياديهم إلى التجمعيين كما يحدث مع الحركة الدستورية... كما أنهم لم يفعلوا شيئا للتسريع بالعدالة الانتقالية ولم يفتحوا الملفات الأساسية ليس بغرض الانتقام بل بغرض معرفة ما حصل وكيف حصل ومن المسؤول عما حصل حتى لا يتكرر مستقبلا...
هل تعتقد انه يوجد تنسيق بين «النهضة» والحركة الدستورية؟
ما هو واضح أن هناك تقاربا في المواقف السياسية، «تحسهم» متفقين على التصدي لتونس الجديدة... «الاثنين جربوا الحكم وفشلو»...وليس من صالحهما التغييرات العميقة... كما أن ل«النهضة» رغبة في استخدام الجزء الموالي من التجمعيين في صراعها مع الأطراف الأخرى...
هناك حديث عن صفقة لغلق ملف 114 رجل أعمال مقابل مساهمتهم بألف مليار في ميزانية الدولة؟
لو تم هذا خارج قانون العدالة الانتقالية سيكون فضيحة. نحن طالبنا حتى قبل بعث «'الجبهة الشعبية» بأن من ارتكب جناية تتطلب عقابا يحال على القضاء أما الذين انتفعوا من نظام بن علي، وعدد كبير، فلا يمكن أن يحاكموا جميعا، وقد اقترحنا عدة صيغ يمكن اعتمادها مثل إقرار ضريبة استثنائية على الثروات الكبرى أو بناء مساكن أو إقامة مشاريع في المناطق المهمشة... كل هذا من شأنه أن يدفع أصحاب المال إلى الأمام و... ولكن كل هذا ينبغي أن يتم تحت الشمس وفي كنف الوضوح وأنا أسأل«علاش ما يتمش هذا بسرعة وفي إطار العدالة الانتقالية؟» لماذا يتم تحت الطاولة ؟ نحن نقول يكفي رجال الأعمال ابتزازا دون أن يحل ذلك مشاكلهم بل يحملهم أعباء فساد جديد....
أعلن منار إسكندراني عن تأسيس «حزب المصالحة» الذي سيضم وجوها تجمعية وأخرى إسلامية فما الذي يمكن أن يضيفه هذا الحزب؟
قبل أن نتحدث عن المصالحة لا بد أن يعرف التونسيون « آش صارلنا وكيفاش وشكون مسؤول عما حدث لنا ؟» « خلينا نعرفو شنوّة صار؟» ملفات الفساد والتعذيب هل طرحت ؟ ضرب الإعلام والثقافة؟... هذا يتطلب منا تقويما كما حدث في أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا... لا يمكن طرح موضوع المصالحة مع طمس معالم الجرائم السابقة لأن المصالحة الشكلية تفشل إن عاجلا أو آجلا... هل يعرف التونسيون ماذا حدث مثلا في أحداث 26جانفي 1978 « ما نعرفوش قداش مات من تونسي» هل نعرف حقيقة أحداث قفصه وانتفاضة الخبز؟ شرط المصالحة هو معرفة الحقيقة أولا...
علينا أن ننظر إلى المستقبل ونطوي صفحة الماضي؟
لا يمكن لأي شعب أن ينظر إلى المستقبل دون أن «يصفي حساباته مع ماضيه»... «يلزمنا نعرفو الحقيقة» . وحين نقول «تصفية الحساب مع الماضي» لا يعني البتة تصفية حسابات شخصية. أبدا، لابد أن يتجاوز البلد أخطاءه ونقائصه... الماضي هو مرآتنا... نحن لا نعرف مثلا ماذا حدث في كواليس يوم 14جانفي وحتى المجلس التأسيسي لم يفكر في الاستماع إلى شهود ذلك اليوم...»ماذا كان يمنعهم من أن يستمعوا إلى الفاعلين في الأحداث ليعرف التونسيون ماذا حدث وكيف هرب بن علي؟ هل هذا كثير على التونسيين؟ لا توجد إرادة سياسية لمعرفة الحقيقة،..ماذا كان سيكلف هذا المجلس التأسيسي ؟ لا بد من تصفية الحساب مع أخطاء الماضي لنتحرر منها ونبني المستقبل وإلا فسنظل دائما حبيسي إعادة إنتاج أخطائنا...
ما تعليقكم على استفتاء «النهضة» لقواعدها بشأن تأجيل مؤتمرها؟
الاستفتاء يمكن أن يكون آلية ديمقراطية كما يمكن أن يكون شكليا... وأنا أظن أن حركة «النهضة» لا تريد مواجهة مشاكلها الداخلية، أنا أنظر إلى استفتاء «النهضة» من زاوية سياسية ، ثمة خشية لدى الجماعة من مواجهة القضايا الفكرية والسياسية التي تفرقهم، وهذه هي المرة الثانية التي ترحّل فيها هذه القضايا بعد تأجيل الحسم فيها في المؤتمر التاسع....
كيف هي علاقتك براشد الغنوشي؟
بيننا خصومة فكرية وسياسية ليس إلاّ...
هل تتحدثان إلى بعضكما البعض؟
لم تتوفر الفرصة للحديث... «حكينا » في الحوار الوطني كأطراف متقابلة... في السياسة المهم بالنسبة إليّ هو المواقف... وأنا لا أحارب الأشخاص بل أحارب الأفكار والمواقف وأزدري السب والشتم والكذب...«والأخلاق الفاسدة»....
كتب علي العريض على حسابه «الفايسبوكي» «أدليت بشهادتي في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد وفقا للقانون يوم 25 أفريل 2013» فما هو تعليقك؟
«هاو باهي» إنه اعترف بشكري بلعيد شهيدا.. «فيهم شكون ما يحكيش على شكري بلعيد شهيد». أنت تعرف أن سي علي العريض رفض في البداية الإدلاء بشهادته بمكتب حاكم التحقيق مما اضطر هذا الأخير إلى التنقل إليه؟... ونحن نعيب عليه هذا السلوك... ولو بادر هو بالمثول أمام حاكم التحقيق كان ذلك الموقف سيحسب له. « في أمريكا الفذلكة لا مع القضاء»... وحين نصل إلى هذا المستوى، أمام قضاء مستقل «موش أي قضاء» فسيكون ذلك عنوان تقدم كبير لأن العدل أساس العمران كما قال ابن خلدون...
هل القضاء التونسي مستقل؟
لم يقع إصلاحه إلى حد الآن و«الترويكا» لم تكن لديها الرغبة في إصلاح القضاء.. كان من الواضح الرغبة في السيطرة على أجهزة الدولة لتوظيفها... وهو ما جعل القضاة يصارعون إلى الآن من أجل استقلالية السلطة القضائية.
بشكل عام لم يكن هاجس «الترويكا» إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جمهورية، بالعكس كان الهدف هو تركيع المؤسسات لتخدم«الترويكا»، وهذا شمل القضاء والإعلام والأمن والإدارة ...كل هذه المؤسسات حاولت« الترويكا» وضع يدها عليها....
بماذا سيعود مهدي جمعة من الولايات المتحدة ؟
أعتقد أن ما يهم الولايات المتحدة اليوم هو موضوع الإرهاب ، لذلك فإن مهدي جمعة قد يعود بتطمينات في ما يتعلق بشراكة إستراتيجية حول مقاومة الإرهاب لكن من الناحية الاقتصادية لا أنتظر الكثير....
أمر أمير قطر بمنح السودان مليار دولار قبل حلوله بتونس فماذا تنتظر من زيارته بدعوة من المرزوقي؟
أولا أستغرب حلوله ورئيس الحكومة خارج تونس وكأن رئيس الدولة المؤقت يدير دولة أخرى غير التي يديرها رئيس الحكومة... وبصراحة «ماذا بيّ أمير قطر يبقى غادي ما يجيش»...
أين؟ في السودان أو قطر؟
يبقى في قطر لأن النظام القطري لعب دورا تخريبيا في عدة ملفات عربية...
النظام القطري هو من رعى المفاوضات اللبنانية والفلسطينية والسودانية ؟
النظام القطري لم يرع شيئا هو نظام يتدخل بقوة المال ويريد أن يوهم نفسه بأن له دورا سياسيا والحال أن الدور الحقيقي هو لأمريكا والكيان الصهيوني، أما هو فإنه «مناول» لا غير... بالطبع، أنا لا أتحدث عن الشعب القطري الذي نكن له التقدير والاحترام بل عن النظام القطري الذي هو لعبة في يد دول أخرى هذه الدول هي التي قررت إزاحة الأمير السابق ورئيس حكومته... وهو ما تم بين عشية وضحاها... لا بد من اليقظة والحذر تجاه مراكز المال الخليجية التي تخدم سياسات دول استعمارية ولا تفكر بالمرة في مصالح شعوبنا...
هل يمكن أن يكون حمة الهمامي وريثا للمرزوقي في قصر قرطاج؟
أتمنى ألاّ أرث صلاحياته....
ما هي رسالتك في نهاية هذا الحوار؟
رسالتي هي أنه على الشعب التونسي أن يحافظ على التفاؤل لأن معركة البناء صعبة وطويلة... وعليه أيضا أن يثق في قدراته وهذه الثقة عليه أن يستمدها من عمقه التاريخي العظيم... كل تجاربنا تؤكد أننا قادرون على أن ننهض باستمرار وأن نلعب أدوارا طلائعية وريادية شرط أن نثق في قدراتنا وأن نحافظ على وحدتنا... نحن اليوم في حاجة إلى لحمة قوية تجمع العامل والفلاح والتاجر والمثقف والإعلامي والأستاذ وأصحاب وصاحبات المؤسسات«إلي يحبو تونس»... هؤلاء يشكلون 99 من الشعب التونسي، «كل واحد يحط إيدو على قد جهدو وإمكانياتو»....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.