من ألطاف الله ان الالغام التي انفجرت اول امس في الشعانبي بمكانين بعيدين عن بعضهما بعدة كيلومترات وفي وقتين مختلفين تفصل بينهما حوالي 6 ساعات لم تخلّف ضحايا .. لكن حصيلتها من الجرحى كانت ثقيلة وبلغت 15 جريحا من بينهم 14 عسكريا والآخر هو سائق الجرار الذي يشتغل بادارة الغابات.. فاللغمان الاولان اللذان انفجرا في عمق محمية الشعانبي على الطريق المعبدة الرابطة بين قمة التلة حيث محطة الارسال الاذاعي والتلفزي ومركز الاقامة والاستقبال بالشعانبي في السفح الجنوبي للجبل تسببا كما اشرنا الى ذلك امس في جرح 4 عسكريين وسائق الجرار الى جانب اضرار مادية بمدرعة والجرار .. اما اللغم الاخر الذي انفجر في بداية الليل بالسفح الآخر للجبل (الشمالي المقابل للطريق الوطنية عدد 17 وقرية «المنقار») فقد أوقع 10 جرحى كلهم من العسكريين لما مرت عليه ناقلة جند من نوع «هامر» أحدهم برتبة ملازم اصيب في صدره ورقبته والبقية من رتب مختلفة كانت اصاباتهم غير خطيرة. تكتّم لم تسمح وحدات الجيش الوطني للاعلاميين صباح امس بالدخول لقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي لاخذ المعطيات اللازمة عن حالة الجرحى العسكريين وعددهم وكان هناك تكتم كبير حولهم مما تسبب في غضب عدد من مصوري القنوات التلفزية في حين أسرّت لنا مصادر من المستشفى أنّ عدد الجرحى الذين وصلوا ليلة الجمعة اثر انفجار اللغم الاخير بلغ 10 على 3 دفعات وكلهم حالتهم لا تبعث على القلق وان بعضهم تجري الاستعدادات لنقلهم الى المستشفى العسكري لمتابعة العلاج. سائق الجرار: اللغم فصل الصهريج عن الجرار الجريح الوحيد الذي سمح للاعلاميين بالتحدث اليه وتصويره هو سائق الجرار الذي انفجر لغم وراءه لما كان متجها بمرافقة مدرعة عسكرية الى اعالي محمية الشعانبي لنقل صهريج مياه لوحدة عسكرية متمركزة قرب محطة الإرسال الاذاعي والتلفزي. وقد أفادنا حول حادثة الانفجار انه كان يسير ببطء وسط الطريق الجبلية ووراءه مدرعة وفجاة سمع صوت الانفجار الذي اسقطه من فوق الجرار وفصل هذا الاخير عن الصهريج الذي كان يجره وانقلب ثم غاب عن الوعي ولم يدر ما دار حوله الى ان استفاق في المستشفى.