مئات الشبان التونسيين ممّن يهاجرون الى إيطاليا بطرق غير شرعية يختفون في ظروف غامضة وآخرون يموتون في عرض البحر،حكايات مؤلمة عن مآسي جدت في إيطاليا ورغم مرور عديد السنوات فإن الجرح قد يظلّ ينزف ما لم تكشف الحقيقة. حكاية المرحوم «رشيد بن محمد شلبي» وهو شاب لم يتعد ال24 ربيعا قد تكون واحدة من بين عديد القصص المؤلمة. «رشيد»نجح في الوصول الى إيطاليا في سن ال16 آنذاك وتحدى «الموت» والصعاب ولكنه توفي بعد بضعة سنوات في أحد السجون الإيطالية في ظروف اقل ما يقال عنها أنها غامضة . شقيقه مراد اتصل ب« التونسية» وأكد ان وفاة شقيقه المرحوم «رشيد» غامضة جدا وأن العائلة المقيمة ب«صفاقس» تنتظر ومنذ عدة أشهر نتيجة التشريح لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاة شقيقه بأحد السجون الإيطالية . وقال «مراد» انّ شقيقه «رشيد» هاجر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية وإستقرّ هناك ،وأكدّ انه عمل في النشاط الفلاحي،ولكنه دخل السجن بعد خصومة نشبت بينه وبين أحد الشبان. وكشف انّ شقيقه توفيّ في السجن في ظروف غامضة وأنه حسب بعض روايات الأصدقاء هناك توفيّ جرّاء التعذيب داخل السجن،وأكدّ أنه كان لشقيقه صديق ايطالي زاره ليلة الواقعة ولم يعثر عليه وأنه علم ان الأعوان حملوه مع منتصف الليل ثم أعادوه الى الزنزانة صباحا ثم اعلن عن وفاته. وأكد «مراد» انّ شقيقه دفن في إيطاليا مرتين ،وقال عندما طلبنا تشريحه في إيطاليا لمعرفة أسباب الوفاة ماطلتنا السلطات الإيطالية وأرسلت إلينا بيانات خاطئة تهمّ شخص مغربي ، وقال انه إثر ذلك طالبت الأسرة بدفنه في تونس وأنهم بعد عدة مساع من المحامي الذي سخرته آنذاك العائلة نجحوا في جلبه ودفنه في تونس وأكدّ ان شقيقه دفن 3 مرات، وأضاف أنهم لاحظوا وجود كدمات على رأس شقيقه من الخلف، وأنهم طلبوا تشريح الجثة في مستشفى الهادي شاكر ب«صفاقس» وأنه مضى على نتائج التحليل أكثر من 10 أشهر ولم يكشف عنها بعد. وقال مراد انّ هذه الحادثة أثّرت كثيرا على العائلة وأضاف :«نعتبر وكأن الحادثة جدّت بالأمس ،وأضاف والدي لن يهدأ له بال إلى ان نصل الى كشف الحقيقة ونعرف المتسببين في الوفاة . وكشف «مراد» انّ احد أشقائه كان يتواجد أيضا في نفس تلك الفترة في احد السجون الإيطالية وقال انه قضى عقوبة ب10 سنوات ولكن منذ سماعه بوفاة شقيقه ورغم عودته مؤخرا إلى تونس فإن الحادثة تسيطر عليه وهو إلى الآن يعالج عند طبيب نفساني جرّاء الصدمة. وأكدّ ان الحادثة أثرت كثيرا على نفسية والدتهم وقلبت أوضاع العائلة وطالب بضرورة الكشف عن نتائج التشريح لكي لا يضيع حق شقيقه.