تمرٌد أندية الرابطة 3 وتجميدها النشاط بذريعة عدم حصولها على المستحقات الموعودة بها من طرف الوزارة أضحى حديث القاصي والداني ولئن يتفهم الجميع مشروعية مطالب الأندية لما تعيشه من أزمة مالية خانقة فإن الطريقة التي اعتمدتها الأندية للي ذراع الجامعة والوزارة هي التي تدعو إلى الاستهجان فالأندية فوضت أمرها إلى ما يسمى ودادية رؤساء أندية الرابطة 3 التي من المفروض أن يكون دورها اجتماعيا وتسعى لتقريب الأندية من بعضها البعض عوض استقبالها بالتهديد والوعيد والاعتداء ( والمتسلفة مردودة ) والودادية أصبحت نقابة لطلب المنحة وتقديم مطلب تعجيزي ما هو إلا وسيلة ضغط على الجامعة لتحصل على مقايضة فتتنازل الأندية عن المال أو جزء منه مقابل إعادة توزيع الأقسام. هذه الحقيقة يدركها الخاص والعام والأغلبية الصامتة من الأندية لا حول لها ولا قوة فهي تتبع كالقطيع والذين يحركون ويقودون التمرد لهم مصلحة ضيقة جدا ولا تهمهم مصلحة الكرة التونسية وتطويرها بقدر ما تهمهم مصلحة أنديتهم والطريف أن الذين يقودون التمرد ويحاولون تغيير المشهد الرياضي في تونس ربما لا نجدهم بعد موسم أو موسمين. وبما أن ناقوس الخطر دق فعلا حيث تسربت معلومات حول إمكانية التصريح بموسم أبيض وما قد يترتب عن ذلك من إشكاليات توجهنا للمسؤول الأول عن كرة القدم التونسية ألا وهو الدكتور وديع الجريء الذي رفض في البداية مدنا بحوار لمسألة مبدئية ونحن نقدر موقفه إلا أنه لم يمانع في الإجابة عن تساؤلنا حول هذا الموضوع الحارق ولكن دون طرح أي سؤال آخر فقبلنا باللعبة لأن الذي يشغل بالنا حاليا هو هذا الوضع التعيس الذي تعيشه أندية الرابطة 3 بغنيها وفقيرها ( نعم هناك أغنياء بالرابطة 3 وهذا ليس عيبا ) وقد أجابنا الدكتور مشكورا بما يلي : «لقد دفعت الجامعة لأندية الرابطة 3 مبالغ لم تحلم بها أبدا وقامت تجاهها بواجبها وأكثر ولكن الإشكالية تتمثل في منحة الوزارة والوزير قال أنه سيحاول تدبٌر المال من شركة النهوض بالرياضة وسيطلب من وزارة المالية منحة خاصة ولكن هذه العملية تتطلب مدة زمنية لا تقل عن العشرين يوما» وعن موضوع الموسم الأبيض وما يمكن للمكتب الجامعي أن يفعله بما أنه الوحيد المؤهل لاتخاذ قرار بشأن الوضعيات التي لا ترد في قوانين الجامعة قال الدكتور : «الموسم الأبيض ليس مطروحا وسنجد حلا في القريب العاجل وإعادة توزيع الأقسام لا تتخذ إلا في جلسة عامة قانونية ولا أريد الدخول أكثر في التفاصيل . انتهى الحديث».