أكد أمس رياض الشعيبي الأمين العام ل«حزب البناء الوطني» أنّ حزبه لن يكون مفتوحا لكلّ المستقيلين من حركة «النهضة» لأنه لم يتأسّس على انشقاق تنظيمي بل على أساس مراجعة قام بها أشخاص من «النهضة» والمستقلّين وبعض المنشقين عن أحزاب أخرى كحزب «الخيار الثالث» و«الحزب الديمقراطي الإشتراكي» وبعض النقابيين والرابطيين إضافة إلى شخصيات وطنيّة موضّحا أن حزبه مناقض لكلّ المشاريع الإيديولوجيّة اليمينيّة واليساريّة الموجودة على الساحة. و قدّم رياض الشعيبي في ندوة صحفيّة أعلن من خلالها عن تأسيس حزبه رسميّا الأرضيّة الفكرية والسياسيّة لهذا الحزب ومواقفه تجاه مجمل القضايا المطروحة وطنيّا وإقليميّا أهمّها الملف الأمني والعمليات الإرهابيّة الأخيرة حيث قال إنّ التهديدات الأمنية خطيرة وليست بجديدة بل تعود إلى ما قبل الثورة مشيرا إلى أنها شهدت بعد الثورة منعرجا خطيرا لأسباب إقليمية وخارجيّة مؤكّدا أنّ الوحدة الوطنيّة هي الوحيدة الكفيلة بمجابهة الخطر الإرهابي الذي يهدد السلم والتعايش بين التونسيين. وأضاف أنّ حزبه لا يكتفي بإدانة ما حصل في القصرين بل يرحّب بكلّ مبادرة سياسيّة تهدف إلى التصدّي لهذه الظاهرة مهيبا بكلّ الفاعلين على الساحة تقديم ما لديهم للتصدّي لهذا الخطر. و عن الحوار الوطني الإقتصادي عبرّ الشعيبي عن رفضه الإنخراط في هذا الحوار الذي «يبتعد عن التوصيف ويشهد توظيفا غير مناسب لأزمة التونسيين أهمّها الإملاءات التي صاحبت عمليّة الإقتراض الخارجي والتي سيتحمّل المواطن التونسي تبعاتها» مشيرا إلى أنّ التونسي لا يحتاج إلى حوار إقتصادي لأنّ هذا الأخير لا يمكنه تقديم الأفضل لأنّه «عبثي وعقيم ما لم تتحرّر القرارات التي تهمّ التونسيين من مكبّلاتها السياسيّة» حسب قوله مضيفا انّ مهمة هذه الحكومة تقتصر على إيصال البلاد إلى الإنتخابات وليس إثارة الحوار الإقتصادي متسائلا عن نواياها من وراء ذلك. و بخصوص الإنتخابات أكّد الشعيبي أنّ اوّل إمتحان للدستور هو إحترام موعد الإنتخابات كما جاء في باب الأحكام الانتقالية داعيا الأطراف السياسيّة إلى تأجيل حساباتها والعمل على إنجاح المسار الإنتقالي واستكمال بلورة المشروع التونسي بعيدا عن كلّ التوترات السياسيّة الضيّقة. كما قال الشعيبي إن الإنتقال الديمقراطي يقتضي القطع مع المنظومة السابقة وبناء مؤسسات حديثة وعصريّة لتثبيت التجربة الديمقراطية مؤكّدا على ضرورة الإبتعاد عن نوازع الردّة والعودة إلى الوراء لإنجاح المسار. ليلى بن إبراهيم