بدعوة من النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي تجمّع صباح أمس عدد هام من أعوان الأمن عن كافة الأسلاك الأمنية أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تنديدا بما اعتبروه «هرسلة العمل النقابي وتعمد إيقاف قيادات نقابية عن العمل» وللمطالبة بالتسريع بحل العديد من الملفات المهنية والاجتماعية العالقة. ودعا المحتجون سلطة الإشراف إلى ضرورة تفعيل المفعول المالي لتسوية المسار المهني ومراجعة وضعية أصحاب الشهائد العلمية والتقنية والمدمجين بعد الثورة والمعزولين وإلى تصحيح المسار للمتقاعدين مع مجانية النقل والعلاج والنظر في وضعية النقباء الذين لم تشملهم الترقية لرتبة رائد وإلى إعادة ترتيب المسار المهني للسلك الفرعي للزي المدني والنظر في وضعية المدمجين من الزي النظامي إلى الزي المدني . كما طالب أعوان الأمن بضرورة التعجيل بإعداد مجلة قانونية تضمن الحقوق والواجبات وتمكينهم من منحة الحدود والصحراء ومنحة التدخل والإرهاب والنظر في مسائل السياسة الصحية والسياسة السكنية والتعاونيات. وأكد لسعد اليحمدي عضو النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي أن مطالبهم تتمثل أساسا في إرجاع زملائهم الأمنيين من سلك الحرس الوطني وأعضاء المكتب التنفيذي الذين تم إيقافهم من قبل آمر الحرس الوطني منير الكسيكسي على خلفية ممارستهم للعمل النقابي مشيرا إلى أنّ عددا من المطالب الأخرى المتمثلة في تفعيل المفعول المالي للترقيات مشيرا إلى أنّ هناك من رُصدت لهم مبالغ مالية ضخمة على غرار المتمتعين بالعفو التشريعي العام في حين أنّ بقية الأعوان الذين تمّت ترقيتهم لم يحصلوا على مستحقاتهم إلى حدّ اليوم». و تطرّق لسعد اليحمدي إلى مسألة تسوية المسار المهني للأعوان قائلا إنّها لم تسو بطريقة قانونية ولا سلمية وان العديد من زملائهم من المتقاعدين ومن هيئة الضباط ومن الرقباء تعرضوا للظلم داعيا سلطة الإشراف إلى إنصافهم بتسوية مسارهم. وتحدث اليحمدي عمّا أسماه ب«عودة السياسة النوفمبرية» من خلال الإيقافات التي طالت النقابيين وخاصة من أبناء النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي قائلا « لن ترضخ نقابتنا وستقول كلمة الحق كلفها ذلك ما كلفها ونقابتنا تتعرض اليوم للهرسلة لأنها قالت «لا» ورفضت الإمضاء على صك الغفران ودخول بيت الطاعة لذلك تعمل العديد من الأطراف السياسية والحقوقية على حلّها». صدرية لكلّ وحدة أمنية أما توفيق الشاهر كاتب عام مساعد للنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالمنستير فقد قال: «في هذه الفترة الحرجة وفي هذا الوقت العصيب الذي تخوض فيه المؤسّستان الأمنية والعسكرية حربا على الإرهاب كنا ننتظر من الحكومة التي أكدت منذ تنصيبها أنّ الملف الأمني من أولوياتها ومن أوكد اهتماماتها أن تفي بوعدها لكن ما حصل هو العكس فقد غابت المساندة والتدعيم وشحذ العزائم ورفع الهمم وأول انجازاتها هو قرار تسوية المسار المهني الذي أحدثت من خلاله تفرقة بين الأسلاك كما أن عمليات الترقية لم تتبعها تسوية مالية وهذا إحباط للعزائم». واستنكر توفيق الشاهر الترفيع في منحة الصحراء لزملائهم العسكريين إلى 200 دينار مقرا بأنّ الرقيب بالجيش الوطني في توزر يتحصل على جراية نقيب بالحرس الوطني في الشعانبي على حد تعبيره معتبرا أنّ تسوية المسار دون تسوية مالية ذرّ للرّماد على العيون أصاب الأمنيين بالغبن متابعا «لقد طالبنا منذ ثلاث سنوات بصدرية وسلاح ولم يوفّروا لنا الإمكانيات بل عكس ذلك فقد مكنونا من صدريات واقية للسلاح الأبيض لا غير بمعدل صدرية لكل وحدة أمنية وحاليا نحن نواجه الإرهاب بصدور عارية وبعزيمتنا الفولاذية القوية فقط». والد الشهيد في الموعد دموع الحسرة والألم حضرت أمس في عيني جمعة إبراهيم العيادي والد شهيد الأمن نيثر العيادي الذي استشهد رفقة ثلاثة من زملائه ليلة الثلاثاء 27 ماي الماضي اثر هجوم مسلّح لمجموعة إرهابيّة على منزل لطفي بن جدو وزير الداخلية بحي الزهور من ولاية القصرين. عم جمعة حضر وقفة الأمنيين تخليدا لاسم عائله الوحيد ولروح شهيده حتى انه لم يقو على الكلام من فرط البكاء اكتفى بالقول بأنه يريد حق ابنه لا أكثر قائلا « لازال نيثر في ريعان الشباب وكان عائلي الوحيد وقرّة عيني وكل ما أملك ولا أطالب بغير حقه». من جهته تحدث محمد الناصر الصالحي الناطق الرسمي للنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالقيروان عن الوضعية الاجتماعية الصعبة لعائلة الشهيد نيثر العيادي مقرا بغياب أبسط مقومات العيش الكريم قائلا « على سلطة الإشراف أن تستفيق وعلى الحكومة أن تستحي وأن تلتفت لمثل هذا البطل الذي أنجب شبلا ذهب ضحية لحراسة منزل وزير الداخلية وأشير إلى أننا إذا ضحيّنا بأبنائنا فنحن لاحقون وسنتمرّس ولن نخاف الإرهاب أو القتل وسنكون دائما مشروع شهداء من أجل هذا الوطن». متقاعدو المؤسسة الأمنية في الموعد و كان في الموعد أمس عدد من الأمنيين المتقاعدين الذين طالبوا بتسوية وضعياتهم المهنية على غرار زملائهم المباشرين داعين وزير الداخلية ورئيس الحكومة الى ايجاد صيغة قانونية تكفل عملية تمكينهم من مستحقاتهم المادية . كما طالب المحتجون بضرورة العناية بالأرامل وبتمكينهنّ من مجانية التنقل والعلاج داعين وزارة الإشراف إلى انتداب أبنائهنّ من حاملي الشهائد العليا. غادة مالكي