ستنظر احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس في بداية شهر جويلية في جريمة اعتداء بالعنف تورطت فيها امرأة في عقدها السادس بعد اعتدائها بالعنف على خطيبة ابنها مما تسبب لها في اضرار بدنية جسيمة وقد ادينت الجانية ابتدائيا بالسجن مدة 8 اشهر فاستأنفت الحكم الصادر ضدها . وقد انطلقت القضية التي تعود الى شهر جوان 2013 عندما تقدمت فتاة الى السلط الامنية بشكاية افادت ضمنها انها تعرفت على شاب يعمل معها بشركة خاصة وانه تقدم لخطبتها وان طلبه حظي بالقبول وانه لم يكدر صفو الفرحة الا رفض والدة الشاب مشيرة الى انه كان واضحا من خلال تصرفاتها انها حضرت مجاملة لابنها مشيرة الى ان خطيبها اسرّ لها بذلك وطلب منها تحمل ملاحظات والدته. وقالت الفتاة في شكواها ان خطيبها استدعاها في احدى المرات لتناول الغذاء بمنزله فرحب جميع افراد الاسرة بها ماعدا حماتها التي قالت انها امعنت في استفزازها بكلامها الجارح وأنها تمالكت اعصابها ولم ترد الفعل اكراما لخطيبها وانها خيرت الانسحاب محتجة بصداع براسها مشيرة الى ان والدة خطيبها واصلت تصرفاتها المهينة نحوها كلما صادفت ان التقتها وقبل موعد الزفاف بحوالي شهرين توجهت الفتاة الى منزلها الذي يقع بنفس منزل حماتها اذ هو عبارة عن منزل صغير له نفس مدخل عائلة خطيبها وذلك لوضع بعض الحاجيات وبينما هي بصدد ترتيب الحاجيات قدمت المشتكى بها وشرعت في استفزازها واهانتها دون موجب واعلمتها انها تتمنى لابنها امرأة احسن منها لكنها للأسف لم تتمكن من اقناعه بفسخ العلاقة معها لرغبتها في ان يقترن بابنة شقيقتها التي تراها تليق بالعائلة وبمكانة ابنها فحاولت الشاكية اقناعها ان الزواج يقوم على المودة وانها تحب ابنها وانها ستسعى لاسعاده. واضافت الفتاة ان والدة خطيبها طلبت منها اختلاق سبب والانسحاب من حياته وانها عندما لم تنجح في اقناعها بالرضوخ الى املاءاتها جذبتها من شعرها وانهالت عليها ضربا مبرحا رغم توسلاتها بترك سبيلها الى ان تمكنت من الفرار من قبضتها وقدمت شكاية ضدها وتمسكت بتتبعها عدليا من اجل ما نسب اليها. وعلى ضوء هذه الشكاية القي القبض على المظنون فيها وباستنطاقها انكرت ما نسب اليها وافادت ان زاعمة الضرر تكيد لها ليقينها التام انها تكرهها وترغب في افساد الود بينها وبين ابنها والظهور بمظهر المظلومة وانه لم يكن يخلد بذهنها ان تتطور الامور وتصل الى حد هذه الدرجة. وقد اجريت مكافحة بين الطرفين تمسكت خلالها كل واحدة منهما بأقوالها ,لكن المتضررة استظهرت بتسجيل فيديو من هاتفها الجوال يوثق الواقعة ويثبت ان المشتكى بها هي من بادرت بتعنيفها واهانتها. وبمواجهة الحماة بهذا الدليل اكدت ان الفيديو والتسجيل مفبرك وان ما تنسبه لها المتضررة من نسج خيالها المريض الى أن كان الدليل الذي لم تملك حياله المشتكى بها اي وسيلة للرد عليه وهو شهادة احدى الجارات التي شاهدت المتضررة تغادر المنزل وكانت منخرطة في موجة من البكاء وتحمل كدمات على مستوى وجهها وكانت المشتكى بها تطاردها وتشتمها وشاهدتها تمسك بها من شعرها وتدفعها خارج المنزل. وبمواجهة الحماة بهذا الدليل القاطع اعترفت بما نسب لها وافادت انها تكره الشاكية لأنها لولاها لتزوج ابنها ابنة شقيقتها التي تحبها كثيرا لأنها بمثابة الابنة لها معترفة بانها كانت تحاول جاهدة ان تفسد الود بينهما وأن كل مجهوداتها باءت بالفشل وانها عندما شاهدتها يوم الواقعة انتابها الغضب وتولت تعنيفها. وقد اعربت المشتكى بها عن ندمها لان الغضب قادها الى نتائج لا تحمد عقباها وطلبت الصفح من المتضررة التي تمسكت بتتبعها عدليا من اجل ما نسب لها وقد ادينت ابتدائيا بالحكم المضمن اعلاه فتولت استئنافه رغبة في الحط من العقوبة المسلطة عليها .