حذر مازن الشريف الخبير الاستراتيجي التونسي في الشؤون الأمنية والعسكرية من سعي الجماعات الإرهابية المتطرفة لتحويل شهر رمضان الحالي إلى شهر تكثر فيه “الدماء والدموع” في تونسوالجزائر وليبيا، واصفا التحركات الأمنية والاستخباراتية على مستوى الإقليم المغاربي بأنها مُحاولة لاستباق الآتي الذي قد يكون دمويا”. وقال في تصريح ل”العرب اللندنية” إن الجماعات الإرهابية المُتطرفة بدأت تتحرك على ضوء “النجاحات” التي حققها تنظيم “داعش” في العراق، تحضيرا لتنفيذ أعمال إرهابية قد تشمل تونسوالجزائر وليبيا.
ولفت إلى أن هذه الجماعات “تعتبر شهر رمضان الكريم شهر قداسة كبيرة، مضيفا :"للأسف قداسة وهمية ومُسقطة بالنسبة إلى هؤلاء الإرهابيين الذين لا يترددون في سفك الدماء خلال هذا الشهر المبارك".
واعتبر مازن الشريف أن ثمة جملة من المؤشرات التي تدل على أن الخطر أصبح جديا، ولم يعد وهميا ولا فزاعة كما يريد البعض تصويره ، على حد قوله.
وأشار في هذا السياق إلى دعوة أبو سياف الأنصاري، القيادي في تنظيم “داعش”، إلى اختطاف السياح الأجانب، في تونس ومصر، والجزائر، والمغرب، لجعلهم سبيلا للتفاوض بهدف إطلاق سراح العناصر “الجهادية” المقبوض عليها في تلك الدول، بالإضافة إلى مُطالبة تنظيم “القاعدة” بدعم الإرهابيين التونسيين المُتحصنين في جبل الشعانبي غرب تونس.
وشدد على أن الدائرة الثانية لنشاط تلك الجماعات الذي “يلتزم حركة خيوط العنكبوت، تشمل دول شمال أفريقيا، وكذلك منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، وبالتالي ليس غريبا تلك التحركات الأمنية والاستخباراتية الحثيثة التي تشهدها المنطقة في هذه الأيام.
ووصف الخبير الاستراتيجي التونسي في الشؤون الأمنية والعسكرية تونس بكونها “جزءا من تفاعل إقليمي” يتسم بالكثير من الاضطراب، ما يستوجب القيام بأعمال استباقية للوقاية من الخطر الداهم.
وكانت تقارير إعلامية أشارت في وقت سابق إلى اجتماعات أمنية واستخباراتية عُقدت الأسبوع الماضي في الجزائر شاركت فيها تونس وليبيا ومصر، خُصصت لبحث تداعيات تقارير أمنية غربية حذرت من انتقال تنظيم “داعش” للعمل في ليبيا، في الوقت الذي اعتبرت فيه مصادر أمنية جزائرية أن انتقال “داعش” إلى ليبيا بات مسألة وقت.