عزا الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية مازن الشريف تبنّي تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي للهجوم على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدّو، الى كون التنظيم يستشعر في الوقت الراهن كثيرا من القوة بفضل عملية داعش الأخيرة في العراق التي منحته مزيدا من الثقة والشجاعة. وأضاف الشريف في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة 13 جوان 2014 أنّ اعلان تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي تبنّيه للعملية الارهابية التي استهدفت منزل بن جدّو جاء بعد سيطرة تنظيم داعش على مدن عراقية، موضحا أن التنظيم الأوّل رأى في ذلك "نزولا للملائكة من السماء لتحارب الى جانبهم" باعتبار اشتراك التنظيمين في نفس المرجعية الروحية والدينية. وبيّن الخبير الاستراتيجي أن تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي كان ينتظر الأمر باعلان تبنّي العملية المذكورة، وجاء ذلك مباشرة بعد تحرّك داعش في العراق، وهو التنظيم التي لم تستشرف حتى الولاياتالمتحدة أبعاد قوته وامكانياته وفق المعطيات الاقليمية الجديدة، فكان أن سيطر على جزء كبير من العراق في وقت قياسي، حسب تعبيره. أمّا بخصوص تداعيات اعلان القاعدة بالمغرب العربي تبنّيها للهجوم الذي استهدف بن جدّو في عقر داره بالقصرين، الأمر الذي يعدّ سابقة للتنظيم في تونس، فقد أعرب مازن الشريف عن أسفه للتهاون الذي تمّ اعتماده في التعامل مع ملف الارهاب والذي أدّى الى مثل هذه النتائج الخطيرة...حيث اعتبر أن ادّعاء "نهاية الارهاب بعد عملية روّاد" كان مضحكا، وتمّ التعامل مع الخطر المتربّص بأسلوب "الفقاعات الاعلامية" في جهل بخطورة المرحلة. ووصف الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية تونس بكونها "جزءا من تفاعل اقليمي"، موضحا "أنه لو كان موقف السلطات التونسية من عديد القضايا مثل الأزمة السورية أكثر ذكاء مما هو عليه لأمكن تلافي الكثير من الانعكاسات..وكذا بالنسبة للموقف الرسمي من الوضع في مصر وليبيا". واعتبر الشريف في السياق ذاته، أنّ التونسيين أصبحوا اليوم تحت تهديد إرهابي مباشر أكثر خطورة وإمكانية خاصة مع التطورات الاخيرة وتفاعلاتها القادمة. وختم محدّثنا بالقول انّه "سيكون هناك تغيير في مسار الأحداث في الفترة التي تفصلنا عن شهر رمضان تحدّد على ضوئه الكثير من المسائل"، مضيفا "وقد يتحكّم هذا التغيير المرتقب في مصيرنا طيلة الخمسين عاما القادمة."