خلص أمس وزراء خارجية دول جوار ليبيا في ختام أشغال اجتماعهم الذي انطلق يوم السبت بمنطقة الحمامات إلى تشكيل فَريق عمل امني على مستوى الخبراء الأمنيين وفريق عمل سياسي على مستوى كبار الموظفين يترأسهما منجي الحامدي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية بالتعاون مع المبعوثين الخاصين لجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي إلى ليبيا , مشكلين بالمناسبة لجنة وزارية من دول الجوار ستتحوّل في أقرب الآجال إلى ليبيا للالتقاء بالحكومة الليبية والأطراف الفاعلة والمؤثرة على الساحة الليبية للتعبير عن تضامن دول الجوار مع الشعب الليبي وللتشجيع على الحوار الوطني الشامل بين الليبيين. و أوكل المجتمعون للجزائر مهمة تنسيق أشغال فريق العمل الأمني الذي يعنى بمتابعة المسائل الأمنية والعسكرية بما فيها مراقبة الحدود والمساعدة على بلورة تصور محدد في ما يتعلق بتجميع الأسلحة الثقيلة وفق منهج تدريجي يهدف إلى التعامل الجاد مع هذه المسألة التي تهدد الأمن والاستقرار في ليبيا ودول الجوار في ما ستتولى مصر تنسيق أشغال فريق العمل السياسي الذي يعنى بالمسائل السياسية بما في ذلك الاتصال بالطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني في ليبيا ومن المنتظر أن يتولى فريق عمل إعداد تقارير ورفعها خلال الأسبوع الأخير من شهر جويلية 2014 إلى وزير الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية بوصفه رئيس فريقي العمل والذي يقوم بدوره برفع تقرير شامل في الغرض إلى الاجتماع الوزاري القادم. و اتفق الحضور على ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامتها الترابية ووقف كامل العمليات العسكرية داخلها داعين كافة الأطراف والفعاليات السياسية في المنطقة إلى حلّ خلافاتها عبر الحوار وانتهاج مسار توافقي ومشددين على ضرورة مساهمة دول جوار ليبيا في الاجتماعات والمؤتمرات التي تتناول الشأن الليبي باعتبارها الدول المعنية مباشرة باستقرار الوضع في ليبيا والأكثر تأثّرا بتداعياته وعلى دعم كافة الجهود الهادفة إلى توفير أفضل الظروف لعقد مؤتمر الحوار الوطني الليبي، ومساندة مبادرات التحرك العربي والإفريقي للتعامل مع الشأن الليبي مرحبين بالمناسبة باقتراح جمهورية مصر العربية استضافة الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول جوار ليبيا خلال النصف الأول من شهر أوت 2014. كما دعوا إلى ضرورة معالجة بؤر الإرهاب في ليبيا باعتبارها مصدر قلق للليبيين ولدول الجوار المباشرة والى تجفيف منابعه داعين المؤسسات والهيئات الدينية الوسطية بدول الجوار للتنسيق في ما بينها وتحمل مسؤولياتها في نشر الخطاب الديني المعتدل. إرساء حوار وطني ليبي و يتنزل هذا الاجتماع الذي حضره كل من وزراء خارجية الجزائر والسودان والتشاد ومصر والقائم بأعمال سفارة دولة ليبيا في تونس , في إطار مواصلة اجتماعات دول جوار ليبيا المنعقدة على هامش المؤتمر الوزاري السابع عشر لدول عدم الانحياز بالجزائر يومي 27 و28 ماي 2014، والدورة 23 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بمالابو يومي 26 و27 جوان 2014، والتي خصّصت لبحث سبل حشد الدعم للحكومة والمؤسّسات الليبية وبحث القضايا الأمنية المشتركة بين دول جوار ليبيا، واعتماد مبادرة للتحرّك الجماعي لدول الجوار لمساعدة الأشقاء في ليبيا على إرساء حوار وطني ليبي واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في كنف الأمن والاستقرار. إدانة العدوان لا تكف و اشرف محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية على افتتاح الجلسة الافتتاحية ،و أكد في كلمة بالمناسبة على الأهمية القصوى التي توليها تونس لأمن واستقرار ليبيا، داعيا إلى ضرورة مواصلة تعميق التشاور والتنسيق قصد المساعدة على إيجاد حلّ سياسي في كنف الوئام والتوافق بين أبناء الشعب الليبي، وبما يتيح تجاوز المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها ليبيا، والتأسيس لبناء الدولة الحديثة والمؤسسات الدستورية. كما تحدث المرزوقي عن الاعتداء الغاشم الذي تتعرض له الدولة الفلسطينية داعيا المجتمع الدولي الى ممارسة كل أنواع الضغط على دولة الاحتلال لإيقاف العدوان الجاري على سكان قطاع غزة معتبرا ان الموضوع يتطلب موقفا عربيا جديا على حد تعبيره مضيفا « نأمل أن ينتهي اجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع عقده في القاهرة بقرارات عملية فلا يمكن أن نكتفي اليوم بعبارات الإدانة والشجب والعدوان يواصل حصد أرواح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة» . وتابع المرزوقي « نستبشر بقرار السلطات المصرية فتح معبر رفح ونرجو أن يكون دائما لتخفيف وطأة ما يعانيه السكان في قطاع غزة في الوضع الصعب الراهن، ولتأمين علاج الجرحى ونقل المساعدات الإغاثية ونحن اليوم في تونس على أتمّ الاستعداد كي نرسل وفدا رسميا رفيع المستوى لقطاع غزة عبر معبر رفح على غرار زيارة الوفد الرسمي التونسي للقطاع أثناء العدوان الغاشم سنة 2012 الذي بعث برسالة صادقة عن دعمنا لإخواننا في غزة كما أننا على أتمّ الاستعداد لنحمل إلى القطاع كل ما أمكن من المساعدات الإغاثية الطبية في أسرع وقت وبات من الضروري اليوم ان يقع وقف العدوان العسكري لإنقاذ حياة الآلاف ومسؤوليتنا كعرب وأفارقة ومجتمع دولي هو أن نسعى جميعا للانتهاء من وضعية لا يقبلها الضمير الإنساني» .