يسر سعد الله أو رياض المسعي مؤهلان للإشراف على قطاع التحكيم لنزاهتهما وكفاءتهما عاد الحكم الدولي التونسي السابق ناجي الجويني من البرازيل يوم الثلاثاء الماضي بعد قضاء أكثر من شهر في تأطير حكام المونديال وهي مهمة كلفه بها الاتحاد الدولي ويقضّي ناجي عطلته بين أصدقائه وذويه قبل العودة إلى قطر حيث يشرف على تكوين الحكام القطريين منذ عشر سنوات كما ان الرجل عاد بقوة للاتحاد الإفريقي بعد جفاء دام مدة طويلة. « التونسية» التقته وأخذت انطباعاته حول مردود الحكام خلال مونديال البرازيل وأيضا حول وضع التحكيم التونسي وإذا اعتبر ناجي الجويني مردود الحكام في كأس العالم الأخيرة طيبا فإنه عبٌر عن ألمه لما آل إليه التحكيم التونسي والذي يعتبره متأخرا مقارنة بدول إفريقية وآسوية أخرى وهو ما يحز في نفسه. كيف تقيٌم مردود الحكام بالمونديال البرازيلي؟ ما هو أكيد أن مستوى الحكام في البرازيل كان أفضل من النسخة السابقة بجنوب إفريقيا 2010 والحكام ولئن قاموا ببعض الأخطاء فانها لم تكن مؤثرة على نتائج المباريات فمن كان يستحق الفوز فقد فاز ولعل الفريق الوحيد الذي تضرر جراء هفوة تحكيمية هو الفريق البوسني ضد نيجيريا. ما رأيك في أداء الحيمودي في لقاء البرازيل وهولاندا ؟ لم يكن كارثيا وضربة الجزاء التي أعلن عنها كانت صحيحة ولكن الهدف الثاني لهولاندا كان مسبوقا بمخالفة تسلل. ربما كان اللقاء أكبر منه ولكن فوز هولاندا كان مستحقا. وماذا عن غياب التحكيم التونسي ؟ هو نتيجة مستوى كرة القدم التونسية المتدني عموما وعلى المسؤولين إذا كانوا يرغبون في تواجد حكم تونسي بالمونديال أن يفكروا منذ الآن في إعداد حكام أكفاء ل 2022 . يعني أنه من الصعب أن نجد حكما بمونديال روسيا 2018؟ إن الحكم يجب إعداده للمونديال في ظرف ثلاث سنوات على الأقل وتتم متابعته متابعة دقيقة فنيا وبدنيا ونفسيا. ليس بين عشية وضحاها أن يقع تعيين حكم لتظاهرة كبرى ككأس العالم. هل هناك من بمقدوره من تونس أن يكون حاضرا في روسيا ؟ شخصيا لا أرى من هو مؤهلا لذلك فعلى من يأنس في نفسه الكفاءة للذهاب لكأس العالم أن يتألق على المستوى القاري وأن يدير المقابلات في أعلى مستوى وأن يدير المقابلات الكبرى على المستوى المحلي وأن يقع استعماله باستمرارفي البطولة المحلية. غير أن ذلك غير متوفر الآن في تونس بما أن الأندية تتحكم في تعيين المقابلات الكبرى. يجب تأهيل حكم شاب من الآن ليكون جاهزا في مونديال 2022. وكأنك غير متفائل بمستوى التحكيم التونسي؟ الأمر لا يتعلق بتفاؤل أو تشاؤم. فمستوى التحكيم التونسي لم يتطور لعدة أسباب وهو مرآة لكرة القدم التونسية. ليست هناك برمجة أو تكوين. أتريد زرع الزهور في صحراء قاحلة ؟ السياسة المنتهجة خاطئة تماما وما دام التحكيم تحت رحمة الجامعة فإنه سيبقى على ما هو عليه . يجب أن يكون قطاع التحكيم مستقلا تماما عن الجامعة التي تقوم بعملية محاسبة في نهاية الموسم. من غير المعقول أن تكون للجامعة عين على تعيينات الحكام والمراقبين في جميع الأقسام. كيف ترى استقلالية القطاع؟ الجامعة تعيٌن شخصا يتمتع بكل الصلاحيات ويجب أن يكون من أهل القطاع وهو من يختار مساعديه. لكن الجامعة عادة ما تكون مقاييس اختياراتها الولاءات وليس الكفاءة. لا دخل للجامعة في عمله أو اختياراته وهو يشرف على كل شيء يهم التحكيم. المنظومة الحالية خاطئة تماما فما معنى أن يوجد شخص واحد يكون المشرف على تسيير السلك ؟ هذا مدير إداري وذاك رئيس لجنة وآخر رئيس لجنة فرعية ؟ ما هذا الخور ؟ يجب أن يكون هناك «بوس» ( boss) والبقية تعمل تحت إمرأته. ولكن ما نجده الآن هو تشتيت للإدارة وحد من المسؤوليات وهو ما جعل عدم التنسيق بين مختلف الأطراف يكون سيد الموقف. وهذا هو في حقيقة الأمر مدبٌر كي يبقى رئيس الجامعة هو «الفاطق الناطق» ويخدم مصلحة الأندية بتعيين هذا وتغيير ذاك. هل يوجد في تونس من له مواصفات الرجل الذي يقف في وجه الجامعة ويرفض الإملاءات ؟ نعم ولكنهم لا يلتفتون إليهم. في الجامعة يريدون أشخاصا بيادق يطبقون التعليمات أما الذين يحترمون أنفسهم وعملهم فهم غير مرغوب فيهم. أنا أتساءل لماذا لا يقع الانتفاع بخدمات يسر سعد الله أو رياض المسعي. إنهما شخصان نزيهان وكفاءتهما لا تناقش ولكن عيبهما أنهما لا يطبقان التعليمات ولا يدخلان في الحسابات لذلك لن يوجدا أبدا في هيكل تسييري بقطاع التحكيم. إذن قطاع التحكيم لن ينهض بتونس؟ طبعا ما دام يتحكم فيه أناس لا علاقة لهم بالتحكيم ويخدمون مصالحهم مع الأندية التي تتحكم فيهم. لا توجد برامج على المدى المتوسط أو الطويل. كل ما في الأمر هو التصرف في الموجود .بالله عليك أيعقل ألا ينجح حكم واحد في الدرجة الجامعية ؟ أيعقل أيضا أن ينجح في السنة الماضية 15 ؟ أي من النقيض الى النقيض. إنها مهزلة التحكيم في تونس ثم يتساءلون عن سر غياب التحكيم التونسي في كأس العالم. لقد سبق أن أسست ودادية قدماء الحكام . أين هي ؟ هل هي ودادية قدماء الحكام أم ودادية ناجي الجويني ؟ إن العمل يجب أن يكون جماعيا وبما أن الجماعة لم تعمل فقد لفها النسيان. قيل إن فرعا بصفاقس سيرى النور.رأيك ؟ إذا كان هناك متطوعون لما لا. وماذا عن الودادية الوطنية التي كنت من مؤسسيها والحالة التي وصلت إليها؟ دون تعليق. وحتى نلتقي ؟ أنا أتألم كثيرا لما وصل إليه حال التحكيم في تونس وألوم كل المسؤولين المتعاقبين على الجامعة والذين لم يهتموا بالنهوض بالقطاع بقدر ما فكروا في الاستفادة منه لدى الأندية بالتقرب إليها على حساب الحكام. كما أنه بلغتني أنباء عن اعتداءات مسؤولين على التحكيم وعلى غيرهم وهو ما يزيد في ألمي