على الرغم من جاهزية حزب «نداء تونس» للانتخابات التشريعية بعد استكمال اغلب قائماته حيث تم الاتفاق أمس داخل الحزب على اسماء بعض الدوائر الانتخابية التي عرفت بعض التجاذبات على غرار دائرة تونس 1 حيث تم ترشيح حافظ قائد السبسي نجل رئيس الحزب الباجي قائد السبسي على رأس هذه القائمة، بعدما اختارت الحركة وضع رجل الأعمال المنصف السلامي على رأس قائمة صفاقس 2 فإنّ مكاتب الحزب الجهوية شهدت خلال الايام الماضية تململا احتجاجا على ما اعتبرته «تعيينات فوقية» مهددة بالاستقالة. القيروان ولقد اعترض عدد كبير من أعضاء المكاتب الجهوية والتنسيقيات المحلية لحركة «نداء تونس» على تعيين عبد الله خليف على رأس قائمة «النداء» في القيروان معتبرين أنّ التعيين مسقط من قبل المكتب التنفيذي.و أفاد الصغير سعيدان المنسق الجهوي المساعد لمكتب «نداء تونس»بالقيروان في تصريح إعلامي ان المعترضين على تعيين عبد الله خليف أمضوا عريضة تضم توقيعات 5 أعضاء مكتب جهوي من بين 30 وامضاء 4 تنسيقيات محلية من بين 11 وعبروا عن امتعاضهم من طريقة فرض القائمة من مكتب تونس بالتنسيق مع المنسق الجهوي. ورفض الممضون على العريضة العمل مع عبد الله خليف مقدمين اسبابا من بينها ضعف اشعاعه الجهوي وخصوصا في المعتمديات وعدم قدرته على تسيير العمل السياسي والحملة الانتخابية في ظل منافسات وصفوها بالشرسة. اوتيك - بنزرت في المقابل، اعلن المنسق المحلي لحركة «نداء تونس» في أوتيك من ولاية بنزرت لطفي الفرجاني، استقالة جميع أعضاء المكتب.وقال الفرجاني في تصريحات اعلامية أنه تم إرسال الاستقالة إلى الهياكل المركزية بالعاصمة وإلى التنسيقية الجهوية ل«نداء تونس»ببنزرت احتجاجا على سياسة التهميش التي يعاني منها المكتب المحلي للحزب في أوتيك. وأضاف الفرحاني أن التنسقية الجهوية ل«نداء تونس»ببنزرت لا تقوم بواجبها. لكن مناضلي الحركة القاعديين الميدانيين لولاية بنزرت عبروا في بيان تلقت «التونسية» نسخة منه عن دعمهم المطلق لاختيار علي بن سالم لرئاسة قائمة «نداء تونس» بولاية بنزرت رافضين في المقابل ما أسموه «ممارسات المنسقة الجهوية للحركة المنافية لروح الديمقراطية والعمل الجماعي والتي عمدت الى اقصاء هياكل الحزب بالجهة والتأثير على رئيس القائمة بقبول مقترحاتها ودعمها لدى الحزب دون مده بملفات موضوعية حول نضال كل جهة بالولاية وصد كل محاولات اللقاء به». جندوبة في جندوبة ، اعترضت التنسيقيات المحلية لحزب «نداء تونس» في عين دراهم وفرنانة وطبرقة من ولاية جندوبة في رسالة موجهة إلى رئيس الحزب الباجي قائد السبسي على القائمة التي ستمثل الجهة في الانتخابات التشريعية القادمة حيث كشف مبروك سلطاني عضو جهوي من «نداء تونس» ل«التونسية» انّ هنالك تململ في ولاية جندوبة قد يتطوّر إلى حدّ الإستقالة الجماعية وانسحاب عديد المنخرطين بسبب فرض القيادة المركزية لمترّشح عن الجهة لم تختره الهيئة التنسيقية الجهوية ولا التنسيقيات المحلية بالولاية بالإضافة إلى تجاهل رئيس الحزب لمراسلاتهم المتعددة على حدّ قوله. وقال سلطاني انّ قواعد الحزب وأعضاء هياكله الجهوية والمحلية إختارت «كمال العيّادي» باعتباره المترّشح الذي حاز على أكبر نسبة من الأصوات (24 جهويا و42 وطنيا أي بمجموع 66 صوتا) وأنه من الشخصيات التي تتمتع بالكفاءة ويرى الأهالي انه سيمثلها أحسن تمثيل وانه سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب وسيخدم الجهة لكن قيادة الحزب اختارت مترشحا آخر لرئاسة القائمة الإنتخابية ل«النداء» بولاية جندوبة مضيفا أنه غير معروف. مدنين اما التنسيقيّة المحلية لحركة «نداء تونس»بمدنين فقد اصدرت بيانا عبرت فيه عن استنكارها لتنصيب رئيس قائمة انتخابية للحزب بالجهة كان يعمل منسقا عاما ل«التجمّع» المحلّ على حدّ نص البيان . واكد رئيس مكتب «نداء تونس»بمدنين الشمالية علي الزموري في تصريح ل«شمس آف.آم» أن بشير بن عمر عَمل لمدة 30 سنة ضمن حزب «التجمع» وفق تعبيره. وشدد الزموري على أن الأهالي عبروا عن رفضهم التام لتنصيب هذا الشخص كرئيس قائمة، بالإضافة الى أنهم لن يصوتوا له بحسب نفس المصدر داعيا السبسي الى التراجع عن هذا القرار. القلعة الكبرى من جانبه شهد المكتب المحلي بالقلعة الكبرى احتجاجات للمطالبة بحصول عضو من المكتب على المرتبة الثالثة في القائمة مهددا باستقالة جماعية احتجاجا على «التعيينات الفوقية» وعدم مراعاة ما قدّمه المكتب للحركة حيث رشح المكتب المنسق المحلي للحركة بالقلعة الكبرى محمد قايد وطالب بإدراج اسمه في المرتبة الثالثة للاعتبارات المذكورة سلفا غير أنّه تمّ طرح اسم فيصل خليفة، عضو المكتب الوطني بصفة «مسقطة» وقد تمسك المكتب المحلي للحركة بالقلعة الكبرى بالمرتبة الثالثة أو الاستقالة الجماعية واللجوء إلى «خيارات وبدائل أخرى»سيتم الكشف عنها في الإبان. الساحلين في المقابل، عبر اعضاء التنسيقية المحلية لحركة «نداء تونس» بمعتمدية الساحلين عن استيائهم من مواصلة قاسم مخلوف المنسق الجهوي بجهة المنستير ما أسموه «وضع العراقيل امام نشاط المكتب المحلي بالساحلين والسعي لتقسيم وتشتيت جهوده في العمل وذلك بالضغط على بعض أعضائه للتوقيع على عرائض تخدم مصالحه الخاصة بغاية فرض ارادته على الجهة بشتى الوسائل». وطالب أعضاء التنسيقية رئيس الحزب والأمين العام بالتدخل لوضع حد لمثل هذه الممارسات والتجاوزات التي من شأنها أن تبث الفوضى والتفرقة بين أبناء الحركة. أسبوع فقط يفصل «نداء تونس» عن تقديم قائماته الرسمية الى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فهل يستطيع حزب الباجي ايجاد حلول سريعة لهذه المشاكل التي طفت على السطح؟