وانا اتابع عن كثب مقابلات بطولة كأس العالم للأمم التي تدور باسبانيا أول استنتاج احتفط به هو اللياقة البدنية الخارقة للعادة لجميع لاعبي المنتخب التي كانت تعتمد كليا على الاعداد البدني السليم الذي يمكن اللاعبين من النجاح في مختلف محاولاتهم سواء كانت من المسافات البعيدة ( 3 نقاط ) أو من المسافات القصيرة ( نقطتان). فعلاوة على طول قامة اللاعبين التي كانت تتعدى في كل الأحوال المترين فإن اللاعبين كانوا يمتازون بلياقة بدنية مثلى تمكنهم من فرض نسق لعبهم على نفس الوتيرة وعلى خلق فرص فنية مرموقة أكثر من ذلك ، هذه اللياقة البدنية مكنت من العودة في المقابلة بكل نجاعة وكم من فريق ذلّل الفارق في النقاط بصفة مدهشة مستغلا الدفاع المتقدم أو على كامل الملعب ... وبالطبع هذا الأداء الجماعي القوي وهذا الحضور الذهني الدائم الذي يظهر جليا في الرميات الحرة ... هذه المؤشرات الإيجابية اضف اليها النسق السريع والهجومات المعاكسة والدفاع المستميت ..ڑ. من أول ثانية من المقابلة إلى آخرها ... كل هذه المعطيات تعتمد كليا على القدرات البدنية واللياقة البدنية ... هذه المقدمة تدعو للحديث عن الفريق الوطني أكابر وبالخصوص عن المعد البدني الذي لم يحدد إلى اليوم .. وهذه الحقيقة هي المعضلة للسلة التونسية .. لأن جل اللاعبين يرفضون التحضير البدني المتواصل كان ذلك في فرقهم أو في المنتخب و كل من يتابع كواليس السلة التونسية مازالوا يتذكرون ما جرى وما قيل عن المعد البدني بعد البطولة الافريقية للامم سنة 2011 التي دارت بابيدجان ... وقد كان المعد البدني انذاك محل انتقادات لاذعة من اهل الاختصاص دون أدلة واضحة ... ولم تكن الانتقادات منطقية واصبح المعد البدني هو الضحية .. مما اجبره من « الخروج» من النافذة دون إشعار وامام هذا الواقع الذي يرفضه أهل البيت المطلوب هو تعيين معد بدني من الطراز الرفيع ( وتونس تمتلك أطر شيد قدراتها ) المطلوب هو ترك الحزازيات جانبا واتخاذ القرار الصائب والجريء. فريقنا الوطني في حاجة أكيدة إلى معد بدني مسؤول صاحب قرار ويعتمد على برنامج عمل معتمد .. أملنا أن يعترف اهل الدار بالنقص ويتجرأ على أخذ القرار الذي يتمناه الجميع.