قدّم، المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية بمقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وقال المرزوقي للصحفيين «ترشحت للدفاع عن القيم التي دافعت عنها طيلة مسيرتي وأهمها استقلالية القرار الوطني وهي قضية ليست حاضرة بقوة هذه الأيام فضلا عن الدفاع عن الحقوق والحريات الاقتصادية والاجتماعية». وأضاف المرزوقي أن تونس اليوم بمفترق طرق تاريخي يفرض على كل الاطراف الارتقاء الى ما يقتضيه الوضع مشيرا الى ان «الخطر الكبير الذي يتهدد التجربة الديمقراطية في تونس ليس الإرهاب فحسب بل هناك ما هو أكبر، وهو المال الفاسد الذي بدأ يسري بقوة في البلاد» مضيفا «إذا سمح له بذلك، فلن تكون هناك ديمقراطية أبدا». ودعا المرزوقي التونسيين والسياسيين إلى رفض المال الفاسد ومواجهته بكل قواهم، مطالبا بإدانته وتتبعه في كل مكان»، قائلا ان «السلطة لا تشترى بالمال وإنما تشترى بالنضال والقيم». وتابع أن حملته الانتخابية لن تكون مسنودة لا بالسلطة ولا بالمال الفاسد، بل بالدعم والعمل التطوعي»، معبرا عن «ثقته» في الشعب الذي «يعرف من خدمه ومن سيخدمه بكل إخلاص». وفندَ المرزوقي كل الأخبار الرائجة حول وجود خلاف بينه وبين ناطقه الرسمي سابقا عدنان منصر معلنا عن تكليف عدنان منصر بإدارة حملته الانتخابية مؤكدا على ثقته فى كل الطاقم العامل معه. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اثر تقديم رئيس الجمهورية ملف ترشحه ل»الرئاسية، تلا عدنان منصر، رئيس الحملة الانتخابية، بيان الترشح، جاء فيه ان المترشح المنصف المرزوقي سيواصل تحمّل مسؤولياته الحالية كرئيس للجمهورية إلى لحظة تسليم المشعل، وذلك، لمنع أي فراغ على رأس الدولة كما هو معمول به في كل البلدان الديمقراطية التي يتقدّم فيها رئيس مباشر للانتخابات متعهدا بنشر كل الوثائق المالية و التعريف بكل الوسائل المستعملة إبان الحملة حتى لا يكون هناك مجال للشك بخصوص حياد مؤسسة الرئاسة في المعركة الانتخابية. وأضاف منصر ان المرزوقي قرر ايضا، في نفس البيان، قبول استقالته ابتداء من غرة نوفمبر من منصبه كوزير مدير للديوان الرئاسي و تكليفه بإدارة حملته الإنتخابية و كذلك قبول استقالة كل المستشارين الذين سيتقدمون للانتخابات التشريعية أو الذين يرغبون في دعم ترشحه داعيا، في نفس البيان، الطبقة السياسية، و أساسا من المترشّحين، الى إعطاء صورة إيجابية للشعب عن الصراع السياسي النزيه حتى تفرض احترام السياسة و السياسيين و حتى تدور الحملة الانتخابية بعيدا عن تصفية الحسابات. وفي اجابته عن تساؤلات الصحفيين، أكد منصر أن نوابا من كتلة حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» في التأسيسي زكوا ترشّح أحمد نجيب الشابي و حمّة الهمامي بهدف احياء «جبهة 18 أكتوبر» لمواجهة ما سماها «جبهة 7 نوفمبر» مشددا على أن حزب «المؤتمر» يثق في التونسيين الذين سيرفضون عودة منظومة القمع والاستبداد على حد تعبيره. وأضاف منصر ان المرزوقي ترشح كمستقل وأنه لا يبحث في أن يكون المرشّح التوافقي الذي تبحث عنه حركة النهضة لأنّ في ذلك مصادرة لحق الناخبين. وأضاف أنّ المرزوقي لا يحمل انخراطا بحزب المؤتمروأنه لذلك قدم ترشحه كمستقل وانه سيتم تمويل جزء من حملته الانتخابية من مبيعات كتابه الجديد الذي يحمل عنوان « ننتصر أو ننتصر ... من أجل الربيع العربي» داعيا الراغبين في التطوع في الحملة الانتخابية للتواصل مع ادارة هذه الحملة والالتزام بمبادئ التنافس النزيه واحترام القانون وعدم التفكير في استعمال أي من موارد الدولة في دعمهم للدكتور المرزوقي. جيهان لغماري