بعد ليلة عصيبة عاشتها جماهير النادي الصفاقسي إثر انسحاب فريقها من نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بعد هزيمته أمام نادي فيتا كلوب الكنغولي بهدفين لهدف واحد،تسارعت الأحداث بشكل ملحوظ داخل البيت «الصفاقسي» ليخيّر المدرب الفرنسي فيليب عمر تروسيي الانسحاب بعد أن تعالت الأصوات المنادية بإقالته بسبب تراجع أداء الفريق منذ توليه زمام الأمور الفنية خلفا لحمادي الدو.وبخروج تروسيي بدأت هيئة لطفي عبد الناظر رحلة البحث عن البديل ولم تدم العملية طويلا بعد أن تم الاتفاق صبيحة أمس مع غازي الغرايري لتدريب الفريق بمساعدة أنيس بوجلبان. «التونسية» كانت كعادتها في الموعد ورصدت في الورقة التالية انطباعات كل من الغرايري وبوجلبان عن التجربة الجديدة: غازي الغرايري ( مدرب ال «css» الجديد): «لبّيت نداء الواجب وسنعود قريبا إلى الواجهة» عن كيفية الاتفاق مع هيئة النادي الصفاقسي أكد الغرايري أنه لم يفكر كثيرا عندما تم الاتصال به لتولي تدريب الفريق خلفا للفرنسي فيليب تروسيي مشيرا إلى أن الاتفاق لم يستغرق وقتا طويلا حيث اجتمع صبيحة أمس برئيس النادي لطفي عبد الناظر وتم التطرق إلى وضعية النادي وضبط الأهداف المستقبلية والاتفاق على توقيع عقد لمدة موسمين لينطلق اليوم في تجربته الجديدة. وفي هذا الصدد قال الغرايري «عندما يتعلق الأمر بدعوة من فريقك الأم لا يمكن لك أن ترفض العرض،أود أن أشكر هيئة النادي الصفاقسي على الثقة التي وضعتها في شخصي وأرجو أن أوفق في إعادة النادي إلى وضعه الطبيعي ونحن واثقون من ذلك لأن فريقنا يمتلك كل الممهدات فقط بعض «التروشيك» وستسير الأمور على النحو الذي نبتغيه وتبتغيه جماهيرنا العريضة». قدر ال «css» اللعب على الألقاب حول الأهداف التي تم الاتفاق عليها مع هيئة النادي الصفاقسي أكد الغرايري أن قدر الفرق الكبيرة هو اللعب دوما على الألقاب وبالتالي فإن الأهداف الأساسية هي التتويج بالبطولة الوطنية والكأس أو طبعا رابطة الأبطال الإفريقية سيبقى الحلم الأكبر لكل «الصفاقسية» وأوضح المدرب الجديد لفريق عاصمة الجنوب أن المجموعة الحالية تعد الأفضل في تونس وقادرة دون شك على استعادة بريقها في أسرع وقت وعلى تحقيق الأهداف المرسومة وفي هذا المجال أكد الغرايري «عندما تكون مدربا لفريق بحجم النادي الصفاقسي فإن الأهداف تكون واضحة وهي التتويج بالألقاب لأنها القدر الطبيعي للفرق الكبرى،لدينا كل الإمكانيات وسنسعى لتعويض إخفاقنا في الحصول على لقب رابطة الأبطال الإفريقية، إذ لم يوفقنا الحظ ليلة أول أمس في بلوغ دورها النهائي بعد أن قدمنا مباراة محترمة خاصة في الشوط الأول،سنعمل على تعديل بعض الأمور وسنعود إلى الواجهة قريبا لأننا نملك مجموعة ممتازة قادرة على المنافسة على كل الألقاب وجماهير رائعة نطلب منها بكل لطف الوقوف إلى جانبنا ومساندة اللاعبين كما تعودت دائما لأن الانسحاب من رابطة الأبطال الإفريقية ليس نهاية العالم رغم مرارته طبعا.» لا اشكال مع الجامعة وعن سؤال حول طبيعة علاقته مع الجامعة بعد تركه لمنصبه كمدرب مساعد للمنتخب الوطني أكد الغرايري أنه لم يقبل عرض النادي الصفاقسي إلا بعد حصوله على موافقة المكتب الجامعي والذي توجه له بالشكر على رحابة صدره وعلى تفهمه لرغبته في المغادرة وتلبية نداء الواجب، وقال الغرايري «حقيقة أود التوجه بالشكر الى أعضاء المكتب الجامعي وإلى رئيسه وديع الجريء الذين تفهموا الوضع وسمحوا لي بالمغادرة وتلبية نداء الواجب وقبول عرض النادي الصفاقسي.لقد قدمت كل ما لدي من أجل إنجاح مسيرة المنتخب الوطني والحمد لله وفقت في ذلك رفقة بقية الإطار الفني واليوم أغادر المنتخب وأنا مرتاح لأنني متأكد أنه في أياد أمينة وأرجو التوفيق له في بقية مشوار التصفيات المؤهلة إلى «كان» المغرب وأنا متأكد من تحقيق المنتخب للهدف المنشود وهو الوصول إلى النهائيات الإفريقية بعد الانطلاقات الجيدة في منافسات المجموعة السابعة.لهم أتمنى التوفيق ولي أتمنى النجاح في تجربتي الجديدة». «أنيس بوجلبان» (مدرب مساعد ال «css»): رابطة الأبطال ثقافة بعد الاتفاق مع غازي الغرايري لتولي تدريب الفريق اختار الأخير أن يكون أنيس بوجلبان مدربا مساعدا له لمعرفته الجيدة بأجواء النادي.عن تجربته الأولى في عالم التدريب وعن استحقاقات المرحلة القادمة تحدث بوجلبان في الورقة التالية: «سعيد بتجربتي التدريبية الأولى» عن تجربته التدريبية الأولى أكد أنيس بوجلبان أنه سعيد جدا بثقة هيئة النادي الصفاقسي والمدرب الجديد غازي الغرايري معربا عن ثقته في النجاح خاصة وأنه لا تنقصه الشهائد العلمية حيث يمتلك الدرجة الثالثة في التدريب ولا نتقصه الخبرة والمعرفة الجيدة بأجواء الفريق بعد أن كان قائد الفريق لست سنوات كاملة كان خلالها بمثابة المدرب على أرضية الملعب وأشار بوجلبان الى أن التجربة الجديدة ستنطلق اليوم وسيكون التركيز خلال الفترة القادمة على الرفع من معنويات اللاعبين وعلى الجانب النفسي الذي كان السبب الرئيسي في تراجع أداء الفريق منذ الفترة الماضية. «نهاية مرحلة لا جيل» عن أسباب الخيبة الأخيرة وعن تراجع أداء الفريق في الفترة الأخيرة قال بوجلبان «حقيقة يجب التأكيد على أن الأجواء لم تكن على مايرام خلال تولي تروسيي تدريب الفريق حيث وتر الأجواء واستهدف بشكل مباشر نجوم الفريق وهو ما انعكس سلبا على أداء الفريق وعلى نتائجه.لن نحمل الرجل وحده مسؤولية الفشل ويجب أن نعترف بأنه أضاف الكثير على مستوى الانضباط وهي نقطة سنحافظ عليها وسندعمها وسنراجع بعض الجزئيات المتعلقة بالرصيد البشري وسنفتح باب المغادرة لكل من يرغب في ذلك ولم يعد له ما يضيفه.المهم هو التعلم من الخيبة الأخيرة والعمل على تجاوزها بسرعة من خلال حماية المجموعة والمحافظة عليها لأن الانسحاب الأخير ورغم مرارته فهو بمثابة نهاية مرحلة لا نهاية جيل كما يسوق له البعض.نحن نمتلك مجموعة ممتازة قادرة بفضل بعض «التروشيك» على استعادة وجهها الطبيعي في أقرب فرصة وسننظر في إمكانية تدعيمها بمهاجم كبير في ديسمبر». «رابطة الأبطال ثقافة يجب اكتسابها» عن أهداف المرحلة الجديدة أكد بوجلبان أن الهدف الأول يبقى رابطة الأبطال الإفريقية التي سيشارك الفريق في نسختها القادمة مشددا على ضرورة أن تدخل المشاركة في هذه المسابقة في عادات وثقافة الفريق وأن لا تكون المشاركة فيها لمجرد المشاركة وإنما لترك البصمات. وأشار بوجلبان إلى أن الفريق يجب أن يتجاوز الخيبة الماضية وأن يفكر في النسخة القادمة منذ اليوم، موضحا أن الترجي لعب أكثر من نهائي من أجل التتويج بلقب رابطة الأبطال وعلى النادي الصفاقسي أن يكتسب ثقافة بلوغ النهائيات والتتويج بالألقاب وهذا ما سيعمل على تمريره رفقة الغرايري إلى اللاعبين».
