بان بالكاشف أن التقرّب من حمدي المدب يدرّ الخير الكثير على البعض المسؤولين في الترجي الرياضي، واتضح بما لا يترك مجالا للشك أن الدخول إلى سدة التسيير في شيخ الأندية التونسية لم يكن بالنسبة لبعض الأسماء خدمة لنادي باب سويقة أو حبا فيه بل إن وراءه مخططات شخصية ومصالح ضيّقة وبرامج «مطروزة» على المقاس من «توارزية» قمم فعلا في مهنتهم، ومن أهم هذه المخططات توسيع رقعة النشاط المهني الذي يتخصص فيه هؤلاء وما يدرّه ذلك من الربح الوفير على المستوى المالي، وقد كان النجاح حليف هؤلاء، وكيف لا ينجحون وهم مثلما ذكرنا «توارزية قماقم» يحذقون الغرزة والطريزة ، فوصلوا إلى ما خططوا له ووضعوه هدفا رئيسيا لاجتياحهم في يوم من الأيام حديقة الرياضة «ب» ... هذا «الخير الكثير والوفير» هو السبب الرئيسي وراء دخول بعض المسؤولين منذ ثلاث سنوات إلى هيئة الترجي، وهو اليوم السبب الوحيد وراء تكالبهم على قائمة حمدي المدب القادمة قصد البقاء بها وعدم الخروج منها مهما كان الثمن لأن اللعب هنا «ولّى بعشاهم». إذن فإن كل الطرق والسبل التي تساعد على المحافظة على الكرسي في قائمة المدب مشروعة وواردة بما في ذلك القوانين التي تمر « تحت حس مس « والهادفة إلى المساعدة والمساهمة في البقاء في سدة التسيير، ومن أخطر القوانين التي وضعت في هذا الصدد وخدمة للمصالح الضيقة هو اشتراط مدة انخراط بثلاث سنوات على كل من يرغب في الإنضمام إلى الهيئة الجديدة للترجي الرياضي وهذا ما يعني أن بعض الأشخاص ممن يوجدون اليوم في الصورة اشتروا البقاء في سدة التسيير بتسعين دينار وأقصوا في المقابل أبناء النادي الذين لم يعد لهم الحق اليوم في الإلتحاق بهيئة ناديهم وخدمته فيما يهيمن الفاشلون على دائرة القرار والتسيير في الترجي بأمور قانونية بحتة ... إن هذه الخطة الجهنمية التي حيكت خيوطها «بطريزة معلمية» منذ ثلاث سنوات تفتح الأبواب اليوم أمام المسؤولين الفاشلين الذين دفعوا 90 دينار فقط لنيل مكان في الهيئة الجديدة، ومقابل ذلك فإن أبناء النادي ممن لا هم لهم سوى خدمة الأحمر والأصفر، والذين دفعوا المال الكثير لمساندته ومساعدته على امتداد عقود من الزمن يجدون أنفسهم اليوم مقصيين من الهيئة المديرة وغير قادرين على تقديم أي إضافة لفريقهم، وهذه هي الطامة الكبرى وأصل الداء اليوم بالنسبة للترجي الرياضي الذي يجد نفسه تحت سيطرة البعض واستحواذهم على مناصب القرار فيه رغم فشل مشاريعهم وغياب الدعم المالي من طرفهم بل العكس صحيح وعدم تفكيرهم ولو لحظة واحدة في مصلحة الفريق وخدمته... هكذا أصبحت الأمور في الترجي، وإلى هذا الحد وصلت اللاّمبالاة بما ينفع نادي باب سويقة فعلا ليحل محله التخطيط الذي يخدم المصالح الشخصية الضيّقة فقط, والخوف كل الخوف اليوم في أوساط الأنصار الأوفياء هو أن الضرر الذي لحق بالترجي الرياضي في الموسم الفارط على وجه الخصوص من جراء العلاقات والصداقات والفوائد الذاتية سيتواصل مستقبلا في ظل استمرار تواجد أصحاب العلّة والداء وكأن قدر الأحمر والأصفر العيش تحت سيطرة الفاشلين ومتحيّني الفرص الذين لا همّ لهم سوى المنفعة الشخصية. هل من قضاء على هذا «الخنّار»؟ كل الترجيين يتساءلون عن الحلول الكفيلة بإنقاذ الأحمر والأصفر من الأيدي التي تلاعبت بمصالحه مؤخرا وكانت سببا رئيسيا في تردي وضعيته فنيّا سواء قاريا أ ومحليا وأيضا إداريا من خلال خذل رئيس النادي حمدي المدب ثم إقصاء أبناء النادي بقوانين سنّوها على المقاس ... أحباء الترجي الرياضي يبحثون بل يصرون على الحلول التي تنقذ ناديهم من الفاشلين خصوصا في ظل عمل ونوايا وجري هؤلاء إلى مواصلة مخطّطهم هذا والذي يبدأ أولا بالبقاء في دائرة التسيير والقرار وما سيدرّه ذلك عليهم من مزيد الخير الشخصي مقابل الرمي بمصالح النادي جانبا وهو السيناريو الذي عرفه فريق باب سويقة في الموسم الفارط ثم ثانيا بإقصاء كل من لا يسايرهم في برامجهم ولا يمشي معهم في عبثهم بالترجي أو كذلك من يحاول منعهم من ذلك ... هو فعلا «خنّار» موجود في الترجي الرياضي بسبب هؤلاء، وكل الأحباء الخائفون على ناديهم مستقبلا محقّون في ذلك، إذ لا نجاح في وجود عناوين وأسباب الفشل وهذا طبيعي جدا، وعلى هذا الأساس لا مفر من قطع دابر الفشل من جذوره لإنقاذ فريق باب سويقة ولضمان عدم مرور العدوى في كواليس النادي لأن مخطط هؤلاء معد ويتسرب بسرعة بدليل سقوط البعض في الفخ والتحاقهم بهذه المجموعة رامين كذلك بمصلحة الترجي عرض الحائط ... هذا القطع مع الماضي ومع الفشل يبدأ أولا وقبل كل شيء «بتقليع « المسامر» المصددة « من دائرة القرار والتسيير ومناصب المسؤولية في الترجي الرياضي من طرف حمدي المدب وشطب بعض الأسماء من قائمته الجديدة وهي التي لم تخدم النادي أبدا ولن تفعل ذلك مستقبلا، ومن هذا المنطلق فإن إبعاد أهل الفشل مسؤولية جسيمة تفرضها مصلحة الترجي قبل أي شيء آخر لأن الفريق لن يقدر على تقبّل نفس سيناريو الموسم الفارط لفسح المجال في حديقة الرياضة «ب» لمن يعملون فقط من أجل نجاح الأحمر والأصفر ولمن يساهمون في ذلك بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة، لا العكس.