يمكن القول أن الفوز الذي حققه النادي الرياضي الصفاقسي أمس الأحد أمام مضيفه الشبيبة الرياضية بالقيروان ميزانه من ذهب لعدة عوامل، اولها ان الفريق مازال يعاني من مخلفات الانسحاب المرير من رابطة الابطال والذي بعثر أوراق الفريق الى أبعد مدى وثاني هذه العوامل هو الاستغناء عن المدرب السابق الذي عرف الفريق تحت قيادته فشلا ذريعا، سواء في المسابقة القارية او في سباق البطولة الوطنية والتي فرط فيها النادي الصفاقسي في عدة نقاط من ذهب جراء التكتيك الفاشل الذي اعتمده تروسيي. وثالث هذه العوامل هو الصراع الخفي بين بعض مكونات الفريق والذي خرج في الفترة الفارطة الى الملإ جراء لجوء البعض إلى وسائل الاعلام من أجل كيل التهم للهيئة المديرة للفريق والعكس بالعكس. وقد قلنا بأن هذا التناحر على أعمدة وسائل الاعلام لا يزيد الطين الا بلة وهو ما تفطن اليه الجميع ووقع تغليب صوت الحكمة لايجاد افضل السبل للنهوض بالفريق من جديد. وبالتالي فانه يمكن التأكيد كما قلنا في البداية بأن الفوز على الشبيبة يعتبر على درجة بالغة من الاهمية في الفترة الراهنة للفريق الذي عليه ان يؤكد ذلك في قادم الجولات . العلامة كاملة انطلاقة المدرب وابن الفريق غازي الغرايري مع ناديه كانت مثالية إلى أقصى درجة، رغم الظروف العصيبة التي أحاطت بتعيينه. فبمنطق الارقام فاز الغرايري في جميع مبارياته التي خاضها مع الفريق، الودية منها والرسمية رغم انها ليست كثيرة. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فقد حقق الغرايري مع الفريق اول انتصار له هذا الموسم خارج الديار حيث لم يفلح النادي الصفاقسي منذ انطلاق الموسم الحالي في الرجوع الى صفاقس بنقاط الفوز في اي مباراة. ويعتبر الانتصار خارج الديار من ابرز عوامل النجاح واحسن وسيلة لتعبيد الطريق امام الحصول على الالقاب ونتذكر جميعا ان آخر لقب بطولة حققه الفريق كان الفضل فيه للنتائج التي أحرزها خارج صفاقس وخاصة الفوز على النجم الساحلي في سوسة والترجي الرياضي في تونس إضافة الى الانتصار على كل من حمام الانف والشبيبة فإن احد ابرز الانجازات التي حققها الغرايري هي إعادة الثقة بين المدرب واللاعبين التي افتقدها الفريق اثناء اشراف فيليب تروسيي على النادي، حيث اصبحت الآن العلاقة بين الطرفين علاقة اخوة واحترام اكثر من كونها علاقة لاعبين بمدرب وهو ما ساهم كثيرا في إعادة الاجواء النقية داخل المجموعة التي تستعد لاعادة فرض لونها من جديد على الساحة الوطنية . هذه أسباب عدم تشريك «الفرجاني» منذ البداية حامت العديد من التساؤلات حول عدم اقحام المدرب غازي الغرايري لاعب خط الوسط وصاحب آخر هدف للمنتخب الوطني لكرة القدم الفرجاني ساسي منذ البداية. وقد كانت جل التخمينات تصب في خانة انطلاق سياسة لي الذراع بين اللاعب وفريقه خاصة اثر عدم تجديد العقد بين الطرفين الى حد الآن وهو ما يجعل الفرق التونسية امام حتمية اتباع العقلية المعتادة بترك اللاعبين على بنك الاحتياط او حتى فوق المدارج لاجبارهم على التوقيع او افقادهم نسق المباريات. وقد صدّق الجميع الرواية التي انتشرت كالنار في الهشيم خاصة وان « لحمة الفرجاني ساسي «حلوة» في وسائل الاعلام او في الشارع الرياضي، لكن هذه التخمينات كانت مجانبة للصواب على طول الخط، حيث عاد الفرجاني إلى تمارين مع الفريق وهو يعاني من اصابة في كاحله الذي كان منتفخا بعض الشيء، وقد كان الاعتقاد سائدا بعدم تشريكه في المباراة وايضا عدم وضعه على مقعد الاحتياط. وقد تحدث الغرايري مع الفرجاني في هذا الموضوع وكانت الامور على درجة كبيرة من التفاهم بين الطرفين لكن صبيحة المباراة اكد الفرجاني لمدربه انه يرغب في اللعب لبعض الوقت بما انه يشعر بشيء من التحسن وهو ما حصل حيث تم وضعه على دكة الاحتياط وحتى قرار تشريكه فقد كان بالتوافق بين كل الاطراف وبالتالي فانه لا مجال للصائدين في الماء العكر من أجل بث البلبلة في الفريق من جديد . اليوم الاحتياطيون وغدا البقية يعود اليوم النادي الرياضي الصفاقسي إلى تمارينه من جديد بالملعب الفرعي للطيب المهيري عقب الراحة التي منحها الاطار الفني للاعبين اثر انتهاء مباراة شبيبة القيروان. وسوف تقتصر حصة اليوم على اللاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة ملعب حمدة العواني الاخيرة واما بالنسبة للعناصر الاساسية وأيضا العناصر الدولية فقد وقع تمكينها من راحة بيوم إضافي على ان يسجلوا العودة للتدريبات من جديد غدا الاربعاء في الحصة الصباحية التي برمجها الإطار الفني للنادي . ثلاث مباريات ودية في الطريق كما يعلم الجميع فقد أقرّت سلطة الاشراف ببلادنا راحة رياضية لمدة عشرة أيّام إلى حين انتهاء الموعد الانتخابي الذي تنتظره بلادنا في الايام القليلة القادمة. وقد برمج الاطار الفني للفريق عدة مباريات ودية للمجموعة طيلة الاسبوع الجاري وذلك لتعويد بعضهم على نسق المباريات وخاصة اولئك الذين لم يتمتعوا باللعب فترة اشراف تروسيي على الفريق، حيث أثبت بعضهم جدارته باللعب في فريق عاصمة الجنوب مثل حمزة حدة الذي قدم مباراة جيدة جدا في القيروان وساهم في انتصار فريقه وسوف يكون أول المواعيد أمام نادي بدر العين بعد غد الخميس وثانيها صبيحة السبت أمام فريق النخبة بالنسبة للعناصر الاحتياطية وثالثها أمام منافس وقع الاتفاق معه عشية السبت المقبل. ومن المعلوم ان كل هذه المباريات سوف تدور دون حضور الجمهور في ظل الظرف الراهن للبلاد .