ربما يتساءل البعض هل أنّ المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم الذي حجز مقعده لنهائيات كأس إفريقيا للأمم للمرة 17 (والثانية عشر على التوالي) بإمكانه تخطّي عقبة المنتخب المصري المنهار هذا الأربعاء لإنهاء مشواره في التصفيات دون هزيمة وهل سيكون إنجازا جديدا غير مسبوق؟ هل سبق أن سجلنا مثل هذه المسيرة لو تتم كما نريدها كيف ومتى كان ذلك؟ بالفعل لقد سبق أن ترشح منتخبنا الوطني لكرة القدم مرّتيْن في مسابقة 1982 و2013 دون أن يتكبّد أيّة هزيمة في التصفيات لكن هذه التصفيات اقتصرت آنذاك على مباراتيْن فقط أي ضد منافس واحد. في 1981 ضد السينغال (0-0) و(1 - 0) وتأهل منتخبنا إلى نهائيات (ليبيا 82) مع الممرن عامر حيزم وفي 2013 ضد سياراليوني (0-0) في تونس و(2-2) في سياراليوني والتأهل بفضل الهدف المسجّل خارج الميدان مع الممرن سامي الطرابلسي والآن لو يتجاوز منتخبنا عقبة مصر سيكون إنجازه أفضل وذا معنى وحجم أكبر لأنه يكون قد خاض ست مباريات دون أيّة خسارة. ندم وحسرة لمراد محجوب هذا ولا بدّ من الإشارة في هذا المجال كذلك إلى أنّ منتخبنا تمكّن في عام 1991 من إنهاء التصفيات مع الممرن مراد محجوب دون أيّة هزيمة (فوزان و3 تعادلات) ولكنه لم يترشح (إلى داكار 92 كصاحب مرتبة ثانية بعد مصر لأنه في ذلك الزمن كان التأهّل للأوّل فقط في كلّ مجموعة إلى الآن وكلّما لاقينا وتحدثنا مع الممرن مراد محجوب حول هذه المشاركة وكيف ضاعت تذكرة العبور إلى نهائيات (داكار 92) لمسنا في جوابه وردّه الكثير من الحسرة والنّدم على ضياع ترشح كان في المتناول خاصة وإن علمنا أنّ منتخبنا آنذاك كان عجز عن العودة بالفوز من التشاد (0-0) ممّا عسّر مهمّته ومنح الفرصة للفراعنة لاستغلال هذه العثرة.