سوف لن نعود الى مجريات الجلسة العامة الانتخابية الاخيرة والتي كنا قد نقلناها الى قرائنا الكرام لحظة بلحظة ولكننا سوف نتناول بالدرس الحالة التي اصبح عليها النادي اثر انقضاء هذه الجلسة والتي انتهت بنكسة لم يشهد لها الفريق بل كل الفرق التونسية مثيلا حيث اصبح النادي الرياضي الصفاقسي اشبه بمدينة روما التي قام ملكها «نيرون» في القديم بإضرام النار فيها وإحراقها بالكامل ووجه الشبه هنا هو ليس الحرق بعينه ولكن هوية الذي قام بالحرق، ففي حال روما نجد انه ملكها واما في النادي الرياضي الصفاقسي فيمكن القول بأنه يعاني من الدمار الشديد الذي سبّبه له رجالاته الذين بان بالكاشف انهم يميلون الى مصالحهم الخاصة والضيقة على حساب « قلعة الأجداد» التي يتغنى بها الاحباء وهو مصطلح لا يعرفه الا أنصار النادي الذين هالهم ما جرى ليلة السبت الفارط. لا يستقيم الظل والعود أعوج كما قلنا فقد سقطت ورقة التوت وانتقلت الحرب الباردة بين بعض رجال النادي وخاصة عبد الناظر والزحاف الى دائرة الاضواء خاصة اثر التصريح الاخير للطفي عبد الناظر والذي اتهم فيه ضمنيا صلاح الدين الزحاف بعرقلة مسيرته مع النادي والوقوف كحجر عثرة امام مواصلة مهمته على رأس النادي الى غاية جوان 2016 و لا بد من الإشارة الى ان الرجلين قد خدما الفريق كثيرا اثناء قيادتهما له فلا ينسى احد ان اول لقب افريقي تحصل عليه النادي الرياضي الصفاقسي كان سنة 1998 مع لطفي عبد الناظر اضافة الى العديد من الالقاب الاخرى آخرها البطولة وكأس الكنفيدرالية الافريقية السنة قبل الفارطة واما صلاح الدين الزحاف فيمكن القول بأنه قد انتشل الفريق من الرباعية المظلمة من سنة 2000 الى 2004 واستطاع بناء فريق عتيد اصبحت لديه الطاقة وطول النفس اللازم للحصول على الالقاب ولكن ما يشيب لهوله الولدان هنا هو تحول الرجلين من خدمة الفريق الى التنافر بوعي او دون وعي ويكفي هنا ما حصل ليلة السبت الفارطة والتي تعتبر سابقة خطيرة جدا في تاريخ النادي وسوف لن ندخل هنا في متاهات اسباب الخلاف ولكن نقول بأن وجود الخلاف يكفي للاقتناع بأن العلاقة ليست على احسن ما يرام وهو ما يعرقل النادي وما يزيد في حجم المعاناة لدى الانصار وان هذه الصراعات اصبحت شبه ملازمة للنادي الرياضي الصفاقسي دون غيره من الفرق التونسية فالترجي الرياضي يعيش تحت ظل حمدي المدب طيلة سنوات شأنه في ذلك شأن افريقي سليم الرياحي واما النجم الرياضي الساحلي فهو يتسع لثلاثة مكونات اجتمعت لخدمة ناديها حاليا وهي عائلة جنيح الممثلة في ابنها حسين وايضا عائلة ادريس الممثلة ليس فقط في جنيح وانما في نائب رئيس النادي جلال كريفة الذي اشتغل كثيرا مع الرئيس السابق معز ادريس وكان ذراعه الايمن قبل ان تتدهور العلاقات بين الرجلين اضافة الى عائلة شرف الدين وهو ما زاد في حنق الاحباء واصابهم بالذهول التام لكون فريقهم هو الوحيد الذي يتخبط في المشاكل الناتجة عن الصراعات بين ابنائه . هذا ما يحسب ل «عبد الناظر » يمكن القول بأن الفترة الاخيرة للنادي تحت قيادة لطفي عبد الناظر كانت خاصة جدا ومليئة بالتقلبات من الافراح والاتراح في العام الاول بالحصول على البطولة وكأس «الكاف» إضافة الى الخماسية التاريخية في الكرة الطائرة الى النكسات المريرة في الموسم الفارط والتي انطلقت بالتفويت بطريقة مخجلة في كأس السوبر الافريقي ومن بعده لقب البطولة وكأس تونس ثم واخيرا الطامة الكبرى تحت قيادة الفرنسي الفاشل فيليب تروسيي بالخروج من المربع الذهبي لأمجد الكؤوس الافريقية ولكن هنا وحتى نعطي قيصر ما لقيصر فإنه يجب التنويه بالجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة المديرة بقيادة لطفي عبد الناظر وذلك بإقناع اللاعبين بالبقاء في النادي وعدم التفريط في أي منهم الى حين انقضاء مسابقة رابطة الابطال اضافة الى التضحية بالغالي والنفيس في سبيل الحلم الاكبر للجماهير وذلك بتوفير الطائرات الخاصة وكافة مستلزمات النادي في التمارين او في الاقامة التي كانت تكاليفها باهظة جدا في صفاقس او خارجها خاصة العام قبل الفارط اثناء الاشغال التي اجريت على ملعب الطيب المهيري مما استوجب العشرات من التربصات خارج صفاقس مما اثقل كاهل الميزانية التي تشكو دائما من الاختناق وغياب الموارد القارة المنتظمة الى جانب شح الدعم الا من بعض «الكبارات» والوجوه التقليدية للدعم كما لا ننسى ابرز النجاحات التي حققتها الهيئة الميدرة وذلك بكسبها لأغلب الاحترازات التي قامت بها اضافة الى دفاعها المستميت على حقوق الفريق وكلنا يتذكر النجاح في كسب الاثارة على حساب الفريق النيجيري اينوغو رانجرز وايضا كسب النزاع في قضية ندونغ الموسم الفارط . الخطأ القاتل يمكن القول بأن رئيس النادي لطفي عبد الناظر قد اظهر من الشجاعة الشيء الكثير حيث انه الوحيد الذي ترشح لرئاسة الفريق قبل عامين ونصف لما غاب المرشحون واستطاع ان يذهب بالفريق بعيدا في اغلب الاختصاصات كما واصل تحديه بتقديمه للمطلب الوحيد في الترشح لخطة رئيس النادي في الفترة النيابية المقبلة ولكن هذه الشجاعة لا تحجب وجود خطأ استراتيجي قاتل قام به لطفي عبد الناظر ساهم كثيرا في النكسة التي حصلت له السبت الفارط ويتمثل هذا الخطأ في دخوله الجلسة العامة الانتخابية في ظل وجود جبل من التحديات والمشاكل التي لم يفلح في حلها لعل ابرزها عدم التوفق في التوقيع لعقود جديدة مع بعض اللاعبين لعل ابرزهم الفرجاني ساسي ومن بعده رامي الجريدي اضافة الى التوقيت غير المناسب لهذه الجلسة خاصة في ظل عدم اندمال الجرح الاكبر للانصار والذي يتمثل في الانسحاب من رابطة الابطال الافريقية هذا دون نسيان الفشل في القيام ببعض الانتدابات القيمة وايضا الضعف الفادح في فرض الانضباط لدى اللاعبين الاجانب للنادي مؤخرا وخاصة بالنسبة للغابوني ديديي ندونغ , هذا وقد كانت جل تدخلات الاحباء في الجلسة العامة تتمحور حول هذه النقاط . التداعيات السلبية للنكسة سوف لن نطيل في سرد التداعيات السلبية لما حصل السبت الفارط ولكن يمكن الجزم بأن اكابر كرة القدم هو اكثر فرع سوف يتضرر من النكسة حيث انه وفي ظل الصراعات المعلنة بين كبار النادي لا نعتقد ان النادي سوف يجد الطريق مفروشة بالورود في اقناع اللاعبين الذين سوف تنتهي عقودهم بالتجديد خاصة وان العديد منهم قد انتابتهم الصدمة جراء ما حصل كما ان هذا الغموض في مصير النادي سوف يؤثر كثيرا على الجانب الذهني للرصيد البشري للنادي الذي يمكن القول بأنه يعيش حالة من الفراغ التسييري رغم وجود لجنة خاصة تشرف على مقاليده والخشية هنا كل الخشية ان يعزف اللاعبون عن تمديد عقودهم خاصة وان الاجواء الحالية للنادي للأمانة لا تشجع على ذلك الا انه وفي ظل كل ذلك فإنه يمكن الجزم بأن الاصلاح يبقى رهين ما سيقدم عليه المترشح لرئاسة الفريق في الفترة المقبلة والذي تشير كل المعطيات الى انه سوف يكون لطفي عبد الناظر من مخططات على المدى القريب والبعيد تنطلق بالنجاح في تمديد عقود اللاعبين وتوفير السيولة المالية الضرورية لتسيير شؤون الفريق في الفترة اللاحقة اضافة الى النجاح في ابرام بعض الصفقات المدوية لتعزيز الرصيد البشري للنادي الرياضي الصفاقسي الذي يبقى دائما فوق الجميع .