سياسيون يجيبون أصدرت أمس حركة «النهضة» بيانا حول حملات الانتخابات الرئاسية جاء فيه بالخصوص أن الحركة «لا تدعم مترشحا بعينه وان الخيار متروك لقواعدها وانصارها لاختيار المترشح الذي يضمن حماية مكتسبات الثورة واستقرار البلاد «في ما اعتبره بعض الملاحظين السياسيين ومن المجتمع المدني «رسالة مشفّرة» لأنصارها باختيار مرشح بعينه، أجمعت العديد من التأويلات والتفسيرات على انه المنصف المرزوقي. «التونسية» سألت قياديي بعض الأحزاب التي لها مرشحين ل«الرئاسية» عن رأيهم في ما رآه البعض دعوة خفية من «النهضة» لأنصارها لانتخاب مرشح بعينه مع ما يعني ذلك من أقصاء بقية المترشحين. عبد العزيز القطي :»ضمان مصلحة الاخوان» أكّد عبد العزيز القطي القيادي بحركة «نداء تونس» ان الرسالة التي مررتها حركة «النهضة» ليست مشفّرة بل هي رسالة واضحة المعنى مشيرا الى ان قواعد «النهضة» تساند المترشح ل«الرئاسية» محمد المنصف المرزوقي وتدعمه من خلال حضورها الملتقيات والاجتماعات الكبرى لحملته الانتخابية. وأضاف ان الحركة تدعم المرزوقي لأنها تعتبره المرشح الوحيد الذي يستطيع ضمان مصلحة الاخوان المسلمين و«النهضة» في تونس على حدّ قوله. وأفاد أنّ الشعب قد عاقب حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» في النتائج الأخيرة للانتخابات التشريعية والدليل انه حصد أربعة مقاعد فقط في مجلس النواب القادم وعبر عن استغرابه قائلا «كيف لحزب تراجعت شعبيته أن يحشد هذا الكم الهائل من الانصار؟» ملاحظا أن «النهضة» جنّدت أنصارها لانتخاب المرزوقي لأنّه سيضمن استمرارية سياستها حسب تعبيره. محرز بوصيان : «النهضة تلمّح الى مرشح مستقل» من جهته،اكد محرز بوصيان المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية ان حركة «النهضة» لا تلمّح لانتخاب المترشح المنصف المرزوقي بل هي تلمّح الى انتخاب مترشّح مستقل يستطيع ان يضمن مكاسب الثورة وان يحافظ على استقرار البلاد .و اضاف ان «النهضة «ليست لها مصلحة في تفريق الشعب وأنّها تدعو الى الوحدة وأنّ الدليل على ذلك أنّها امتنعت عن تقديم مُرشّح من قيادييها في «الرئاسية» إلى جانب تهنئتها لحركة «نداء تونس «الفائزة في «التشريعية». وأوضح بوصيّان أنّ المواصفات التي قدّمتها الحركة من خلال نص البيان غير موجودة في المرزوقي وموجودة في مرشح مستقل غير متحزّب وبعيد عن التجاذبات السياسية. وأشار الى أنّ المرزوقي لا يستطيع توحيد البلاد مضيفا ان المرحلة القادمة تقتضي مرشحا «مثلي أنا» يجمَع التونسيين ويحافظ على مكتسبات الثورة. وأشار الى انه الوحيد الذي يستطيع ان يجمع ايجابيات الماضي وان يتجاوز سلبياته باعتبار ان شعاره في الانتخابات الرئاسية هو «الطريق نحو البناء». ماهر بن ضياء: «نرفض الاستقطاب الثنائي» أما ماهر بن ضياء الامين العام للاتحاد الوطني الحر فقد اكد ان بيان حركة «النهضة» يتضمن رسالة مشفّرة لانتخاب المرزوقي مشيرا الى انه كان بامكان الحركة توخي الموضوعية والحياد المطلق ملاحظا أنّ موقفها المتذبذب لا يخدم مصلحة البلاد ولا الانتخابات على حدّ تعبيره. وأوضح ان حزبه يرفض فكرة الاستقطاب الثنائي. وأنه كان بإمكان «النهضة» الإعلان صراحة في بيانها وفي خطاباتها عن دعمها للمرزوقي ولا التليمح . وأضاف أنه بالرغم من هذه «المناورات» فإنّ الانتخابات محسومة بين طرفين اثنين هما الباجي قائد السبسي وسليم الرياحي على حدّ تعبيره. ودعا الشعب الى انتخاب مرشح «الرئاسية «حسب الكفاءة مشيرا الى ان الرياحي هو الاجدر بالفوز حسب رأيه لأن برنامجه يتضمن اصلاحات كبيرة في المنظومة الامنية والاقتصادية والاجتماعية . الجيلاني الهمامي: «خطاب مزدوج ومخادع» من جهته أوضح الجيلاني الهمامي القيادي ب«الجبهة الشعبية» أنّ نص بيان «النهضة» يبعث على الاعتقاد في أنّ مرشح «النهضة «هو محمد المنصف المرزوقي مشيرا الى ان قياديي الحركة مجنّدون في كل مكان لتنظيم تظاهرات وانشطة المرزوقي وقال متسائلا: «الى متى ستواصل «النهضة» اعتمادها خطابا سياسيا مزدوجا ومخادعا ؟». وأضاف الجيلاني أنّ «النهضة «لا تريد الافصاح جهرا عن دعمها للمرزوقي لانها تخشى ان يفشل وأن تظهر في صورة «الفاشلة «مشيرا الى ان «النهضة» تعتمد سياسة المغالطة والمنطق الانتهازي والمناورات. وأضاف ان رسالة «النهضة» واضحة المغزى مشدّدا على أنّ المرزوقي هو المرشح الوحيد لها على حدّ تعبيره. نور الدين البحيري «لن ندعم أي مرشح» أمّا نور الدين البحيري القيادي بحركة «النهضة» فقد أكّد أنّ حزبه لا يدعم أيّ مترشح وانه متمسّك بموقفه مشيرا الى ان الحركة ليست في حاجة الى تمرير رسائل مشفّرة وان القرار لا يمكن تاويله بأي وجه من الوجوه بأنه اصطفاف ضدّ مرشح بعينه وأن القرار متروك لقواعد الحركة وأنصارها وعامة الشعب. ودعا التونسيين الى تحكيم ضمائرهم في اختيار مرشحهم ومراعاة المصلحة الوطنية. وأضاف البحيري أنّ «النهضة» اختارت ان تمتنع عن تقديم مرشح من اعضائها في هذه الانتخابات تجنّبا لتعميق الاستقطاب وتقسيم البلاد داعيا الشعب الى اختيار مرشح حسب قناعاته وذلك خدمة للمصلحة العليا للبلاد . وثمّن البحيري مستوى الوعي السياسي المتقدم الذي بلغه الشعب داعيا النخب السياسية الى الترفّع عن المصالح الشخصية والفئوية وتغليب المصلحة العليا للبلاد وتجنّب كل سلوك أو خطاب من شأنه أن يعمّق الانقسامات الايديولوجية والجهوية. وجدّد دعوة حزبه الى الوفاق الوطني في ادارة المرحلة القادمة. عبد الله العبيدي: «رسالة غير مشفّرة» أما عبد الله العبيدي المحلل السياسي فقد اكد ان مضمون البيان غير مشفّر لان المرزوقي لم يكن المرشح الوحيد الذي يدعو للحفاظ على مكاسب الثورة بل ان حمة الهمامي والباجي قائد السبسي يتكلّمان باسم الثورة ويدعوان الى بناء دولة جديدة ولا يريدان العودة الى الوراء . وأشار إلى أنّ أنصار حركة «النهضة» يدعون ميدانيا إلى انتخاب المرزوقي عن طريق حضورهم المكثف أاثناء الحملة الانتخابية ومن خلال شعاراتها المرفوعة خلال الاجتماعات .