التونسية (مكتب صفاقس) حالة الحزن كانت كبيرة ومدمرة في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس بالنسبة لمتساكني زنقة الخروبي بطريق تونس كلم 10 في ساقية الزيتبصفاقس إثر اكتشاف جثة كهل من أبناء المنطقة مرمية بجانب السكة الحديدية ممزّقة إربا إربا تحت عجلات القطار الذي حوّل الدرّاجة النارية أيضا إلى حطام.. حادث المرور القاتل لم يجد يومها وانما في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة السبت ولم يكتشف احد الجثة رغم تفتيش أهل الهالك عنه في كل مكان ورغم ان الجثة كانت ترقد بجانب السكة الحديدية وبجانب مناطق سكنية ومدرسة ابتدائية وبجانب مركز حوادث المرور بساقية الزيت وقد لعبت الصدفة دورها في اكتشاف جثة الهالك الذي يبلغ من العمر 42 سنة ومتزوّج وأب لثلاثة أطفال ليهبّ أبناء المنطقة إلى المكان وكلهم هلع وحزن وغضبا على تكرّر حوادث القطار المميتة بمنطقتهم من دون ان تتدخل السلط الجهوية لتركيز حاجز اوتوماتيكي ومنبه لقدوم القطار... وفي التفاصيل التي استقتها «التونسية» من مكان الجثة أن الهالك كان عائدا إلى منزله ليلة السبت ولم يتفطن إلى القطار القادم من تونس العاصمة في اتجاه صفاقس فدهسه وحوّله إلى أشلاء تناثرت على الحشائش المرتفعة بجانب السكة الحديدية وتاركا دراجته النارية مطحونة ومفككة إلى اجزاء صغيرة... ومع غياب الهالك عن المنزل بحث عنه أهله في كل مكان من اقسام الشرطة والمستشفيات وأخذوا يتعقّبون أخباره بلا جدوى بل إنه حتى لما سمعوا بخبر دهس القطار أحد المواطنين بمنطقة بين دخان والجم تحولوا على عين المكان وفتشوا بجانب السكة ولم يعثروا على اثر للهالك رحمه الله وفي حدود الساعة العاشرة من صباح أمس لمح صهره وجود بقايا لعادم محرّك (échappement) الدراجة النارية بجانب تقاطع السكة الحديدية مع الطريق المؤدي إلى زنقة الخروبي بساقية الزيت فتتبع الاثر ليجد على بعد امتار قليلة من التقاطع جثه صهره ممزقة الاوصال بين الحشائش المرتفعة بجانب السكة وهو مكان يبدو مكشوفا للمارة ولمستعملي الطريق الوطنية عدد 1 وأيضا لمتساكني المنطقة حيث توجد مساكن ومتاجر إلى جانب مدرسة ابتدائية ومع ذلك فإنّ الجثة استقرت بين الحشائش لتختفي عن الانظار ولتبقى هناك ليلتين كاملتين من دون التفطن إليها. ومباشرة بعد سماع الخبر المفجع التف ابناء المنطقة حول المكان وتوقفت حركة السير على الطريق الوطنية عدد 1 وأيضا بالنسبة للقطار باعتبار تجمع عديد المواطنين إلى ان حلت قوات الأمن والشرطة العلمية التي التقطت صورا لمكان الحادث وللجثة ولبقايا دراجته المحطمة ثم تم رفع الجثة إلى قسم الاموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة... على عين المكان لاحظنا تناثر بقايا من جسد الهالك رحمه الله ملتصقة بالحشائش جانب السكة الحديدية كما لاحظنا حالة حزن شديد على وجوه أبناء المنطقة وهم يفيقون بين الحين والاخر على خبر هلاك أحد او بعض احبتهم تحت عجلات القطار بسبب عدم تحرك السلط الجهوية والاطراف المعنية لتركيز حاجز اوتوماتيكي يقطع الطريق على المارة وينبه إلى مرور قطار.