العباسي يدعو الى فتح المفاوضات الاجتماعية وزراء يكشفون أوراقهم ل «التونسية»!
تسلمت اليوم الحكومة الجديدة مهامها خلال احتفال رسمي لتسليم السلطة بين الحبيب الصيد ورئيس الحكومة السابق مهدي جمعة. وأدى أعضاؤها اليمين الدستورية امام رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي متعهدين باحترام الدستور والقوانين والسهر على مصالح تونس. وقال المهدي جمعة رئيس الحكومة المتخلي خلال موكب تسليم المهام لحكومة الصيد إن تونس تشهد اليوم فترة هامة تتمثل في انتقالها من الحكم المؤقت إلى الحكم الدائم مضيفا، في خطاب الوداع ، إن حكومته استندت في أدائها لمهامها إلى لقاء فريد فرادة التجربة التونسية في إدارة انتقالها وترجمة ثورتها إلى مشروع إصلاحي شامل، لقاء بين شرعيتين، الأولى انتخابية مصدرها المجلس الوطني التأسيسي والثانية توافقية مصدرها الحوار الوطني. وأضاف أن حكومته اتخذت ثلاث أولويات رئيسية، الأولى سياسية هي إنجاز الانتخابات في أفضل الظروف والمناخات والانتقال بالبلاد من وضع المؤسسات المؤقتة إلى وضع المؤسسات الدائمة، والأولوية الثانية متعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب، الجانب الذي حققت فيه الحكومة إنجازات كبيرة ,وقلصت من خطر الإرهاب، وأولوية ثالثة تتعلق بالجانب الاقتصادي قائلا: «ان هذا الجانب فيه كثير من التناقضات التي استلزمت العديد من الإصلاحات التي تحول دون مزيد من الاختلال للمعادلات المالية الكلية الكبرى للبلاد وإعادتها إلى مربع التوازن مؤكدا على أن هذه الفترة إضافة إلى كونها فترة استحقاقات فهي أيضا فترة واجبات»، داعيا الى مساندة الحكومة الجديدة وكل الفاعلين من أجل الارتقاء بتونس التي يمكن أن تكون أمل المنطقة. وشكر جمعة كل من عمل لما فيه مصلحة تونس وأكد أن السنة التي قضاها على رأس الحكومة لم تكن بالسهلة. وقال جمعة في تأثر شديد « أنا ابن تونس وثمرة تعليمها وثمرة تربيتها وثقافتها وأصالتها وحداثتها، ولقد توفرت لي الفرصة لخدمتها وخدمة أهلها وهذا واجب وفخر لي»، معبرا عن شكره ايضا لعائلته وزوجته مشيرا الى أن السنة التي قضاها على رأس الحكومة لم تكن بالسهلة. الحبيب الصيد: سنكون في مستوى الامانة في المقابل، قال الحبيب الصيد رئيس الحكومة الجديد إن هذه المرحلة هي مرحلة استكمال البناء مشيرا الى أنه لولا شهداء 17 ديسمبر - 14 جانفي لما عاشت تونس هذه اللحظة الفارقة من تاريخها لحظة الانتقال الديمقراطي. وترحم الصيد على روح شكري بلعيد وأكد أنه سيبذل قصارى الجهد لإماطة اللثام عن عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت هذا المناضل الكبير متعهدا ايضا بتحقيق كافة الالتزامات الواردة في برنامج حكومته وبالشروع مباشرة في إعداد آليات تنفيذ عملية تكون في مستوى تحديات المرحلة وتطلعات الشعب تونسي مؤكدا ان الحلول التقليدية والمسكّنات لم تعد تنفع أمام الاستحقاقات المطروحة وحجم الانتظارات مشيرا الى ان تشخيص واقع بلادنا يبرز جسامة التحديات القائمة في ضوء الوضعية الحرجة للمالية العمومية وتدنّي مستوى النموّ وتقلّص الاستثمار وتعطّل آلة الانتاج في عدد من القطاعات وضعف الانتاجية الى جانب تفشّي البطالة خاصة في صفوف حاملي الشهادات العليا. وشدّد الصيد على ضرورة تظافر الجهود من اجل العمل على تذليل الصعاب والوصول بتونس الى بر الامان، مؤكّدا انه سيعمل رفقة فريقه الحكومي ليكون في مستوى ثقة نواب الشعب والامانة. واعتبر الصيد هذه المرحلة ترجمة للنجاح السياسي في الانتقال الديمقراطي وإرساء الانتقال الاقتصادي، من خلال ضبط منوال تنموي جديد يرتكز على التلازم والتكامل بين القطاعات العمومي والخاص والاجتماعي والتضامني، وعلى الانشطة المجددة ذات المحتوى التكنولوجي والقيمة المضافة العالية داعيا الى استحثاث نسق النموّ وتوزيع ثماره بأقرب ما يكون من العدل والتصدي لمظاهر الاختلال والتفاوت بين الجهات، ومكافحة الفقر وفتح أبواب الأمل أمام الشباب. تقليد جديد وقدم مهدي جمعة الى الحبيب الصيد «التوجيه الحكومي لسنة 2014» الذي يتضمن كل الملفات ومنهجيات العمل إلى رئيس الحكومة الجديد الحبيب الصيد، وكذلك ملخصات لعمل كافة الوزارات قائلا: «إن تسليم هذه الوثائق والتوجيه يأتي لخلق تقليد جديد لتسليم السلطة وهي عبارة عن وثائق كاملة وتصورات للحكومة المقبلة المستقبلية عملت عليها الحكومة المتخلية في الفترة الماضية مضيفا هذه الوثائق تعتبر ملخصات لعمل كل وزارة وتحمل توجهات واستراتيجيات عمل لكل الوزارات وفي كافة المجالات، وهو ما قد يساعد الحكومة القادمة على العمل وحلّ المشاكل». حسين العباسي: فتح المفاوضات الاجتماعية دعا حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل، في تصريح صحفي، حكومة الحبيب الصيد إلى فتح المفاوضات الاجتماعية في أقرب وقت مؤكدا انه كان يتمنى إنهاء ملف المفاوضات الاجتماعية مع حكومة المهدي جمعة لكن كان هناك إصرار من طرفها على عدم إجراء المفاوضات رغم موافقة مجلس نواب الشعب وكافة الأطراف. سليم شاكر: أولويتي مشروع قانون المالية التكميلي أكّد سليم شاكر وزير المالية الجديد ل«التونسية» أن اولوية وزراته تتمثل في وضع مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2015 لكي يستطيع وزراء الحكومة الجديدة تطبيق برنامج ال 100 يوم والتحضير لقانون المالية سنة 2016الذي يتطلب اعداده بين 6 و8 اشهر مشيرا الى أن هناك عدة ملفات على رأس اولوياته على غرار اصلاح هيكلي للجباية وإعادة هيكلة البنوك العمومية الى جانب عدة ملفات اخرى ستتم معالجتها بعد فترة قصيرة من تسلم مهامنا في الوزارة. حكيم بن حمودة: مهمة الحكومة الجديدة صعبة قال حكيم بن حمودة ل«التونسية» ان حفل تسليم السلطة اتسم بأسلوب حضاري وتم في ظروف طيبة داعيا الى ترسيخ مثل هذه التقاليد والمواصلة على نهجها في تونس. واضاف بن حمودة قائلا «نحن حاولنا العمل بكل جهد رغم الظروف الصعبة تمكنا من رفع بعض التحديات لكن مازالت هناك العديد من الصعوبات «متمنيا التوفيق للحكومة الجديدة التي اعتبر ان مهمتها صعبة جدا وتنتظرها العديد من الملفات العاجلة داعيا في نفس الصدد الى تظافر الجهود لمساعدتها ومنحها الدعم الكافي. زياد العذاري: سنعمل على تحقيق انتظارات الشباب وعد زياد العذاري وزير التشغيل والتكوين المهني ل«التونسية» الشباب بالعمل من اجل تحقيق اكثر ما يمكن من انتظاراتهم مشيرا الى ان الوزارة لا تملك عصا سحرية لكن الاكيد ان هناك إجراءات عاجلة ستتخذها وزارته على المدى القريب والعاجل وإجراءات أخرى على المستوى البعيد والمتوسط وذلك بالتنسيق مع بقية الوزارات ووفق البرنامج الذي ستتفق عليه الحكومة مشددا على ضرورة النجاح في الاستماع والإنصات الفاعل والإيجابي لكل المقترحات وإيجاد حلول جذرية مؤكدا أن وزارته ستعمل بطريقة أفقية مع العديد من الوزارات المعنية بالتشغيل والتكوين . نجيب درويش: ايجاد حلول سريعة للأزمة البيئية قال نجيب درويش وزير البيئة ل«التونسية» إنّ مسألة البيئة تعدّ من أهمّ أولويّات الدولة مشددا على ايلائها الأهميّة اللازمة خاصّة في ظلّ وجود الحلول معبرا عن افتخاره بمشهد التداول الحضاري على السلطة معتبرا ان هذا المشهد كان حلما لكل التونسيين منذ سنين واصفا هذا الاحتفال بالعرس السياسي وهو سعيد جدا بان يكون جزءا من حكومة منتخبة في الجمهورية الثانية. جيهان لغماري