عاشت معتمدية الذهيبة من ولاية تطاوين لأيام بأقصى جنوب البلاد احتجاجات شعبية ومواجهات مع قوات الحرس الوطني عكرت صفوها وأقضت مضاجع اهلها لا سيما مع وفاة احد الشبان وهو صابر المليان الذي سقط ضحية هذه الاحداث واستعمال الرصاص الحي دخلت على إثرها ولاية تطاوين أمس في اضراب عام للمطالبة بحق الجهة في التنمية والتشغيل. ولئن كان الحزن كبيرا في نفوس أهالي الذهيبة لسقوط الشاب صابر المليان قتيلا بالرصاص وخلال تشييع جثمانه الطاهر فإن الحزن كان يعتصر هؤلاء على عدد آخر من ابناء المعتمدية تعرضوا الى جروح ومن بينهم الشاب حسين المليان الذي تم نقله يوم الاحد 8 فيفري الجاري على وجه السرعة الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس حيث يرقد بقسم العناية المركزة إثر تعرضه لإصابة برصاصة اخترقت الكتف والرئة ووصلت الى العمود الفقري وتحديدا الفقرة السادسة. بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة كان الجريح حسين المليان يرقد في احدى غرف العناية المركزة وسط الاجهزة الطبية التي ترتبط بجسمه ووسط عناية طبية كبيرة سواء من الطواقم الطبية أو شبه الطبية وأعين هؤلاء معلقة الى السماء للدعاء الى الله العلي القدير بان يتجاوز حسين محنته ويعود سالما معافى الى اهله وأحبته ومعتمديته ... وبنفس المستشفى ايضا وجدنا عددا آخر من أهله واقاربه بعيون دامعة وفي ظروف صعبة يسألون عن آخر أخبار نزيل المستشفى. «التونسية» نجحت في الوصول الى قسم العناية المركزة وهناك لاحظنا حسين المليان وهو من مواليد 20 اوت 1991 يرقد في غيبوبة وتحيط به مختلف التجهيزات الطبية للانعاش ولاحظنا على مستوى جنبه وظهره عديد الضمادات التي تخفي جروح الاصابة بالرصاص. وقد استفدنا ان الشاب تعرض الى اصابة برصاصة في الكتف امتدت الى الرئة ووصلت الى العمود الفقري. وحسب بعض المصادر الطبية فإن جسم الجريح بدأ يستجيب لبعض المؤشرات بما ينبئ بامكانية خروجه من دائرة الخطر وانه متى تبين ذلك بشكل قطعي سيتم اخراجه من قسم العناية المركزة ونقله الى قسم جراحة العظام بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لا سيما أن الاصابة بليغة على مستوى عموده الفقري. وقد التقينا بالمستشفى بوالد الجريح السيد عمر المليان الذي أكد لنا بعينين دامعتين أن ابنه حسين لم يكن معنيا أبدا بالمناوشات والمواجهات مع قوات الحرس وانه كان معه في السيارة للتحول الى مقر مشروع فلاحي خاص بالعائلة بالجهة. وأضاف الوالد الملتاع أن «حسين» كان بالسيارة لما اصابته رصاصة طائشة اخترقت صفائح السيارة ودخلت الى الكتف ومنه الى الرئة لتصيبها باضرار كبيرة ثم لتصل الى العمود الفقري. وقال إن الاطباء اشتغلوا على نزع الماء والدم من الرئة المصابة وان ابنه خضع الى عملية جراحية لاستئصال الرصاصة وأنه كانت هناك شظايا برقبته. وأضاف ان ابنه في غيبوبة منذ إصابته. وقد التقينا أيضا بالمستشفى بالسيد عادل الزواغي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وهو في نفس الوقت الكاتب العام للفرع الجامعي للصحة وللنقابة الاساسية بالمستشفى فقال لنا انه مرة اخرى يستقبل المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة جريحا من تطاوين وأن الرصاصة انفجرت داخل الجسم وخلّفت شظايا. وقال الزواغي إن الاصابة خطيرة ويمكن ان ينجرّ عنها سقوط بدني قد يصل الى الشلل على مستوى الرجلين ووجه الزواغي تحيات الى الاطارات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى على ما يبذلونه من مجهودات جبارة لتقديم الخدمات الاستشفائية للمرضى ولنجدة الجريح حسين المليان. وقال عادل الزواغي إن الاتحاد الجهوي للشغل من منطلق مسؤولياته والتصاقه بهموم ابناء الشعب تكفل باقامة عائلة الجريح حسين المليان في احد النزل بصفاقس ليخفف عنها ظروفها الصعبة.