ما تزال جهة القصرين تعيش على وقع الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء دورية للحرس الوطني كانت متمركزة بمفترق قرية « بولعابة» بين جبلي الشعانبي وسمامة. و مع مرور الساعات ازداد حزن و استياء أمنيي الجهة على كيفية استشهاد زملائهم الأربعة بطريقة قدمتهم حسب وصفهم كأنهم « فريسة» سهلة للإرهابيين في ليل القصرين البارد .. وكان قدوم وزير الداخلية محمد الناجم الغرسلي مساء الاربعاء لتفقد وحدات الأمن والرفع من معنويات ضباطها وأعوانها والمشاركة في تشييع جنازة الشهيد مهدي العبيدي (ابن فريانة) فرصة للتعبير له عمّا يخالجهم من مرارة كبيرة وأسى عميق على فقدان الشهداء الأربعة وكيف حصد رصاص الإرهابيين حياتهم نتيجة لأخطاء تكتيكية من بعض القيادات الأمنية المشرفة على أمن الجهة وفق ما ذكروه له .. ووصل الأمر إلى مطالبة الغرسلي بإقالة من اعتبروهم المسؤولين المباشرين عن حصول الفاجعة وذكروا في هذا الخصوص كلا من مدير اقليم الحرس ورئيس منطقة الحرس بالقصرين خصوصا. تحقيق داخلي: بعد ساعات من مغادرة وزير الداخلية القصرين وصل صباح أمس إلى الجهة المتفقد العام للحرس الوطني العميد نوفل الميلي وانطلق في الاستماع للمسؤولين بإقليم الحرس في إطار تحقيق داخلي لمعرفة كل ملابسات ظروف الهجوم الارهابي وما سبقه من اجراءات وما لحقه من ملابسات لوضع صورة كاملة حول ما وقع واتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكراره.. كما علمنا أن مسؤولين سامين من الإدارة العامة للحرس الوطني قدموا أمس إلى القصرين في إطار نفس الموضوع.. ويبدو حسب بعض التسريبات أن من أولى القرارات التي بدأ التحضير لها ادخال تغيير على مستوى بعض القيادات الجهوية بسلك الحرس الوطني.. قضية في حق الشهداء: في لقاء أمنيي الجهة بوزير الداخلية مساء الاربعاء قال بعض ضباط و أعوان الحرس بالقصرين إنهم يعتزمون رفع قضية عدلية على كل من سيكشف عنه البحث في المشاركة من قريب أو بعيد حتى بالتقصير في استشهاد زملائهم الأربعة ملمّحين إلى عدد من القيادات الأمنية بالجهة خصوصا وأن معطيات بدأت تظهر أشارت إلى حصول أخطاء غير مقبولة في توفير الحماية الكافية لرجال الدورية سواء من حيث العدد أو السيارة أو التعزيز والإسناد لها .. وأكد الأمنيون الذين هددوا برفع الأمر للقضاء أن ذلك ينبع من حرصهم على ضرورة تطوير العمل الأمني بالقصرين وخاصة المتعلق بمحاربة الارهاب والارتقاء به إلى أعلى درجات الكفاءة والفاعلية بعد أن تحولت الجهة إلى مقبرة لزملائهم من الأمنيين والعسكريين على حد تعبير بعضهم. قصف مدفعي: على إثر عمليات تمشيط قامت بها وحدات خاصة من الحرس و الجيش الوطنيين مساء الاربعاء في نواح من مرتفعات جبل سمامة بين قريتي المراونة وخمودة غير بعيد عن مفترق « بولعابة» بحثا عن ارهابيين أبلغ بعض المواطنين أنهم شاهدوهم يتسللون بين الأشجار قام الجيش الوطني خلال الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس بقصف جوانب من الجبل المذكور بالمدفعية الثقيلة التي ظلت أصوات انفجارات قذائفها تمزق صمت ليل «سمامة» لفترة من الزمن. فريانة تودع شهيدها: بحضور وزير الداخلية محمد الناجم الغرسلي واطارات عليا من أمنيين من مختلف الاسلاك ووالي الجهة وأعداد كبيرة من أفراد وحدات الحرس والشرطة والسجون والاصلاح والحماية المدنية وأعضاء من النقابة الوطنية لقوات الأمن من بينهم كاتبها العام نبيل العياري وبمشاركة الآلاف من أهالي المدينة صغارا وكبارا ودعت منطقة فريانة (35 كلم جنوبالقصرين) بعد ظهر الاربعاء شهيدها مهدي العبيدي الذي سقط برصاص الإرهابيين في حادثة مفترق بولعابة دفاعا عن الوطن في جنازة مهيبة التف خلالها عدد من المواطنين بالعلم الوطني والشهيد من مواليد 1985 وهو متزوج منذ أشهر رحل وترك زوجته حاملا.