أيّة علاقة للسحب بحوادث «التّبنيج»؟ لماذا لم تحرّك تونس ساكنا منذ الإشعار الأوّل ؟ يفترض أن تكون وزارة الصحّة قد أشرت مساء أمس على قرار يقضي بسحب أحد عقاقير «التّبنيج» من المستشفيات والمصحّات عقب تأكد وجود مخاطر صحية على مستعمليها على الصعيد العالمي. ويشمل قرار السحب ست سلسلات إنتاج لعقار «بروبوفول 200 ميليغرام» (Propofol 200ml) الأكثر استعمالا في عمليات التبنيج في تونس كما يأتي عقب إصدار المزود وهو مخبر كندي لتصنيع الأدوية إشعارا دوليا يقضي بسحب كلّ الكميات المنضوية تحت سلسلات الإنتاج الست المذكورة من الأسواق. وقالت إيناس الفرادي مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة العمومية ظهر أمس أنه يجري التأشير على قرار بسحب كل الكميات المعنية تمهيدا لتعميم تنفيذه على كل المستشفيات والمصحات وذلك تبعا لإصدار مخبر الأدوية الكندي أمس الأول إشعارا ذا صبغة دولية يقضي بسحبه. وتابعت في تصريح ل«التونسية» أن سلطات الدواء في تونس دأبت على التحرّك السريع كلما تأكد وجود مخاطر صحية على سلامة المرض جرّاء إخلالات في الأدوية وكذلك إزاء صدور إشعار على الصعيد الدولي يقضي بسحب دواء معين. إشعار ثان وأكدت أنّ الإشعار المذكور يعد الثاني من نوعه لذات المخبر الكندي في ظرف شهر حيث سبق أن سحبت وزارة الصحة العمومية 6 سلسلات إنتاج لعقار «بروبوفول 200 ميليغرام» بداية فيفري الفارط بناء على إشعار دولي. ولاحظت في المقابل أنّ عملية السحب الأولى أدت إلى تراجع مخزون أدوية «التبنيج» إلى ما يعادل استهلاك شهر واحد مقابل أربعة أشهر قبلها. فيما ستؤول عملية السحب الجارية إلى استنفاد كامل المخزون تقريبا. ويجري من هذا المنطلق تشخيص البدائل الملائمة لترميم مخزون أدوية التبنيج عبر التعاقد مع مخابر تصنيع أخرى غير الكندي. تشكيات عديدة من جهته ذكر الدكتور رياض دغفوس مدير مركز اليقظة الدوائية أنّه لوحظ خلال الفترة الأخيرة تزايد وتيرة تشكيات أخصائيي التخدير والإنعاش من الأعراض الجانبيّة لمخدر «بروبوفول» الذي يعدّ الأكثر استعمالا في تونس. وأضاف في تصريح ل«التونسية» أنّ العقار المذكور لم يسبّب حالات خطيرة لكنه أدّى إلى أعراض جانبية بعد مرحلة الجراحة لدى عدد من المرضى وقد أكدت تحاليل المركز علاقة العقار بتلك الأعراض الجانبيّة. وبين أنّ الإشعارات التي تصدرها مخابر تصنيع الأدوية هي شبيهة بالبلاغات الصادرة عن شركات تصنيع السيارات المتعلقة بأخطاء الصنع والتي تستهدف سلسلة إنتاج بعينها. يذكر أنّ وزارة الصحّة قد أكّدت خلال الأيّام الأخيرة أنّ الأشهر الستّة المنقضية سجّلت 8 حوادث ناتجة عن التّبنيج. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذه المعطيات هو لماذا لم تبادر تونس بالبحث عن بديل للعقار المذكور منذ الإشعار الدولي الأوّل على الأقل خصوصا في ضوء تواتر الحوادث وتشكيات أخصائيي التخدير والإنعاش؟