أقضت أمس العملية الإرهابية في متحف باردو مضاجع مهنيي السياحة الذين استفاقوا على فاجعة قد تعصف بالآمال التي علقوها على الموسم السياحي الحالي بعد أن ضرب الإرهاب في قلب العاصمة على بضعة أمتار من المبنى السيادي لمجلس نواب الشعب . عملية أمس التي تعتبر الثانية من نوعها في تاريخ السياحة التونسية بعد تفجير كنيس الغريبة في أفريل 2002 الذي أدى إلى مقتل 14 شخصا منهم 6 سياح ألمان وجرح ما يزيد عن 30 شخصا أعتبرها رضوان بن صالح رئيس الجامعة التونسية للنزل ضربة قاسية للسياحة التونسية التي بدأت تستعيد أنفاسها . وتأتي عملية متحف باردو في الوقت الذي كانت فيه وكالات الأسفار وأصحاب النزل يستعدون لإبرام العقود مع منظّمي الرحلات الأجانب للأشهر القادمة باعتبار وأن 65 % من رقم المعاملات التي يحققها القطاع وتسجل عادة خلال النصف الثاني من العام. وتوقع رضوان بن صالح رئيس الجامعة التونسية للنزل أن تشهد الأيام القادمة إلغاء أو تراجع الحجوزات المبرمجة للصائفة القادمة كما توقع أن تكون نتائج هذه الضربة كارثية على القطاع. وأضاف بن صالح في تصريح ل«التونسية» «سننتظر الأيام المقبلة لنقيم ردة فعل الأسواق العالمية، لكن في كل الحالات التداعيات ستكون سلبية وأن الحجوزات ستتأثر بهذا الحادث من دون شك ، إنها ضربة جديدة للقطاع». واعتبر بن صالح أن حماية السواح هي الأولوية المطلقة لأصحاب النزل مؤكدا على أن المهنيين سيعملون بالتنسيق مع السلطات الأمنية على طمأنتهم وتمكينهم من مواصلة برامجهم السياحية في ظروف طيبة . من جانبه قال محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار ل«التونسية» أنه في زيارة عمل إلى العاصمة الروسية موسكو غير أنه قرر قطع رحلته والعودة في أول طائرة إلى أرض الوطن لبحث تداعيات هذه الضربة الإرهابية التي ستدفع السياحة كلفتها غاليا على حد تعبيره. وأشار التومي إلى أن عملية متحف باردو أصابت السياحة في مقتل من حيث التوقيت الذي حدثت فيه ومن حيث حجم الخسائر ، باعتبار وأن كل مهنيي السياحة يستعدون لاستقبال موسم جديد طالما علقوا عليه الآمال بعد نهاية المرحلة الانتقالية وتركيز المؤسسات القارة في البلاد وتحقيق الأمن للعديد من النجاحات في القضاء على الإرهاب . وأعرب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار عن استنكاره الشديد لهذه الحادثة الجبانة على حد قوله . ويشار إلى أن وزارة السياحة كانت تتوقع أن يبلغ عدد السواح خلال السنة الحالية سبعة ملايين سائحا مقابل 6 ملايين العام الماضي، وهو ما يجعل القطاع قريبا من الأرقام القياسية التي تم تحقيقها في 2010. وقد أعرب أمس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في بيان له عن إدانته الشديدة للعملية الإرهابية الغادرة على متحف باردو والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا بين تونسيين وأجانب واحتجاز عدد آخر من الرهائن من بينهم سياح يزورون بلادنا. واعتبرت منظمة الأعراف أن هذه العملية تمثل منعرجا خطيرا جدا في التهديدات الإرهابية التي أصبحت تستهدف البلاد، حيث أن هذا الهجوم الإرهابي الجبان جدّ قرب مقر مجلس نواب الشعب أحد رموز السيادة الوطنية، كما أنه أتى ليضرب القطاع السياحي أحد أهم ركائز الاقتصاد التونسي ولخلق مصاعب إضافية أمام الشعب التونسي الذي يعيش العديد من أبنائه بصفة مباشرة أو بصفة غير مباشرة من النشاط السياحي. ودعا الإتحاد إلى ضرورة الالتفاف وراء قوات الأمن والجيش الوطنيين في سعيهم للتصدي لظاهرة الإرهاب الخطيرة والغريبة عن المجتمع التونسي والتي تهدد أمن البلاد واستقرارها.