لا شك أن العمليات الإرهابية المتسارعة التي شهدتها تونس خلال الأشهر المنقضية قد أنهت الموسم السياحي قبل بدايته, هذا القطاع الذي مازال يلملم جراح الزلازل والهزات التي عصفت به إبان ثورة 14 جانفي وجد نفسه اليوم مكبلا بأزمة عالمية حقيقية مدمرة وهي مخاطر الإرهاب. فبعد أن تم تعليق الرحلات الاستكشافية وبات نسق المسالك السياحية بطيئا كشف أمس رئيس الجامعة التونسية للنزل رضوان بن صالح ل «التونسية» أن عملية اغتيال السياسي احمد البراهمي وما جد من أحداث مأساوية بجبل الشعانبي ستكون لهما تداعيات سلبية وواضحة على القطاع السياحي خلال الثلث الأخير من الموسم الحالى على حد تعبيره وأضاف « إن عدد إلغاء الحجوزات خلال بداية شهر أوت كان محدودا لكنه قد يتزايد خلال الأيام القليلة القادمة وخوفنا متجه اليوم نحو أواخر شهر أوت وشهري سبتمبر وأكتوبر فقد تكون هناك انتكاسة فى الفترة اللاحقة لموسم الذروة. .» و لم يخف محدثنا خوفه من المستقبل الضبابي الذي يحوم بالقطاع قائلا أن الحل هو سياسي بالأساس ثم تابع حديثه قائلا «إن بوادر الانفراج السياسي غير واضحة وإذا ما تواصل هذا الوضع من المنتظر أن تقوم العديد من الفنادق بإغلاق أبوابها لان المهنيين احتاروا وملوا من انتظار الحلول الفورية لان الكارثة لا تحتمل مزيد الانتظار وشخصيا أرى أن اقتراح المنظمة الشغيلة واتحاد الأعراف بتكوين حكومة كفاءات هو أفضل حل للخروج من الأزمة الحالية فنحن في هاوية حقيقية والسياحة لا تتحمل الإرهاب.» من جهته اقر محمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة ل«التونسية» أن نتائج شهر أوت ليست كارثية لان الحجوزات مضمونة سلفا وفسر ذلك قائلا « ما لايطمئن في أزمات مماثلة اليوم هو أن لدينا شركاء يتقاسمون معنا نسبة الخطر وقد وجدنا أنفسنا الآن في مواجهة الإرهاب الذي انجر عنه إلغاء لنسبة من الحجوزات من ضمنها حجوزات ايطالية كما أننا مهددون بإلغاء جميع الحجوزات إذا ما تواصلت هذه الأزمة والأخطر أن تفشل نهاية الموسم أي خلال أشهر أوت وسبتمبر وأكتوبر.» و أكد محمد علي التومي أن التبعات ستكون أخطر لأن الثقة ستنعدم مستقبلا بين الشريك الأجنبي والشريك التونسي قائلا « لقد بات متعهدو الرحلات يسألوننا عن تاريخ الانتهاء من كتابة الدستور وعن موعد تنظيم الانتخابات ونحن كمهنيين نتساءل عما إذا كانت السياحة تمثل أولوية في بلادنا أو عكس ذلك؟»