أكدت سلمى اللومي وزيرة السياحة أنّ كلّ عائلات الضحايا الذين زاروا تونس مؤخرا حظيوا بعناية شاملة سواء على مستوى ظروف التنقل والإقامة أو الإحاطة النفسية مفنّدة بشكل غير مباشر الشائعات التي أشارت إلى تعرّض مواطن كولمبي فقد ابنه وزوجة ابنه في الهجوم الإرهابي الأخير إلى نقص في المعاملة. وأعلنت اللومي في تصريح ل«التونسية» عن حالة استنفار على كل الواجهات لامتصاص آثار حادثة باردو على السياحة التونسية التي بدت المستهدف الأول لجهة وزنها الاقتصادي والاجتماعي وثقلها في ميزان المدفوعات والميزان التجاري، إلى جانب تموقعها كركن بارز في الإشعاع الحضاري لتونس في محيطها الإقليمي والدولي ولا سيما صورة الانفتاح والحداثة. وأكدت وزيرة السياحة في هذا الصدد أن حجم الحجوزات السياحية التي تم إلغاؤها من قبل بعض منظمي الرحلات خلال الأيام الأخيرة كان نسبيا وغير مؤثر وهي ردة فعل حينية متوقعة لجهة خطورة الهجوم الأخير ومقارنة مع التفاعلات المعتادة للنشاط السياحي إزاء الأحداث الإرهابية في مختلف أنحاء العالم. مواقف إيجابية ولاحظت في المقابل أن مواقف البلدان الشقيقة والصديقة عكست إجمالا تضامنا واسعا مع تونس وقناعة بأن الهجوم الأخير هجين على الشعب التونسي وأن ظاهرة الإرهاب هي واحدة من التحديات المطروحة على الصعيدين الإقليمي والدولي ولا تقتصر على تونس. وأكدت سلمي اللومي أنه بالتوازي مع المتابعة الدقيقة لتداعيات الهجوم الأخير على القطاع فإنّ الوزارة بالتعاون مع المهنيين والديبلوماسية التونسية في الخارج تشتغل على كل الواجهات لامتصاص تلك التداعيات وتأمين كل عوامل النجاح للموسم السياحي القادم. بورصة السياحة وتحرص الوزارة بالخصوص على تكثيف المجهود الترويجي في الخارج لمزيد التعريف بما تزخر به تونس من ميزات تفاضلية تجعلها وجهة سياحية متميّزة إلى جانب استقطاب الشخصيات والمجموعات المؤثرة في بورصة السياحة العالمية. كما ستفرد هياكل الوزارة السياحة الداخلية والمغاربية بمجهود خاص على المستوى الاتصالي والترويجي ستظهر ملامحه الأولى في الرمق المتبقي من عطلة الربيع. دعم فرنسي يذكر أنّ عديد الشخصيات العالمية بما في ذلك رؤسا ء دول وحكومات قد عبّروا عن تضامنهم مع تونس كما أعلنت فرنسا عن استعدادها للإسهام في المجهود الاتصالي الترويجي للسياحة التونسية عقب الهجوم الأخير الذي تزامن مع انطلاق مخطط للرفع في عدد السياح هذا العام إلى نحو 7 ملايين سائح مقابل 6 ملايين عام 2014. كما تجدر الإشارة إلى أنّ تونس تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة الأورومتوسطية وتعد أكثر من 200 ألف سرير موزعين على نحو 700 مؤسسة فندقية.. كما يستفيد من النشاط السياحي بشكل مباشر وغير مباشر نحو ٪20 من السكان.