مطلوب تجريم الإرهاب الالكتروني في قانون الإرهاب كشف سيف الله الهيشري رئيس جمعية «آفاق» للأمن الداخلى والديوانة ل«التونسية» انّ عدد المواقع الإلكترونية التي تحرّض على الإرهاب وتستقطب الشباب وصل إلى نحو 4200 موقع حاليا بعدما كان 1200 موقع في 1998 وذلك حسب دراسة قام بها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية في تونس ،وقال انّه يتم استقطاب ألف شاب تونسي سنويا عبر «النات» ل «الجهاد» في عدة بلدان . وأكد الهيشري أن هناك مظاهر جديدة للاستقطاب والتجنيد والتحريض على الإرهاب تتم عبر الشبكة العنكبوتية وان ذلك يتطلب التعمق في هذه الظواهر ودراستها والعمل على تسليط الضوء عليها لتسهيل التوقي منها ،إلى جانب التعرف على خصوصياتها والعمل على تفكيك رموزها وتشعباتها لإحكام التعامل معها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها. وقال إن التعاطي الأمني مع ملف الإرهاب لا يكفي لوحده وأن المعالجة الأمنية تستطيع القضاء على بعض الظواهر إلى حين ولكنها تعجز عن معالجة الأسباب وأنه يجب العمل على التعامل مع الظاهرة من مختلف أركانها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية التوعوية ، ملاحظا انه أمام التطورات التكنولوجية الحاصلة في العالم بات من الواجب مراجعة التشريعات والقوانين وذلك فى اتجاه توفير امكانية مراقبة أو حجب بعض المواقع عند الاقتضاء بقرار قضائي عن كل من يثبت تورطه في الدعوات إلى التكفير والإستقطاب دون أن يتم المساس بالجوانب التي تخص حرية الإبحار أو النفاذ الى المعلومة. واعتبر الهيشري انّ التشريعات الموجودة حاليا لا تتضمن نصوصا تخص «الجهاد الإلكتروني» والاستقطاب الذي يحدث عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة وشدد على ضرورة إدراج تجريم الإرهاب الالكتروني ضمن القانون الجديد لمكافحة الإرهاب خاصة في ظل تواصل غياب التشريعات والقوانين التي تجرّم الاستقطاب والتحريض الإلكتروني. وقال ان ظاهرة الاستقطاب وتجنيد الشباب والتحريض الالكتروني على الإرهاب التي تتم عبر الوسائل الحديثة دفعت بجمعية «آفاق» إلى إلقاء الضوء على الدور الذي يجب ان تضطلع به الدولة والجماعات المحلية للتصدي إلى هذه الظاهرة وأنها نظمت ملتقى أختتم أول أمس بالحمامات وكان تحت شعار «الأمن مسؤولية الجميع والموضوع الإرهاب الالكتروني خطره و ضرورة مكافحته». وأضاف انّ الجمعية تسعى إلى بناء إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب بمشاركة المجتمع المدني بعد دراسة وتحليل ظاهرة الإرهاب من كل جوانبها ، مع التأكيد على ان مواجهة الإرهاب تقتضي إستراتيجية تقوم على ثلاثة محاور رئيسية وهي الوقاية والمعالجة والتنمية. توصيات الى مجلس نواب الشعب وركز محدثنا على ضرورة أن يعي أعضاء مجلس نواب الشعب ومكونات المجتمع المدني بالحاجة الملحة على التنصيص على الإرهاب الإلكتروني ضمن القانون الجديد خاصة أنه لا يمكن تسليط العقاب القانوني على أي شخص في ظل غياب النص. وقال ان الجمعية سترفع قريبا عدة توصيات الى مجلس نواب الشعب حول القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب تتعلق بتعديل الفصول 13 و28 و67 و68 و51 و58 . ضعف المنظومة التربوية والبطالة في قفص الإتهام أما عن الأسباب التي قد تؤدي إلى انخراط الشباب في الجماعات الإرهابية فيرى محدثنا ان هناك أسبابا إجتماعية منها ارتفاع نسبة الأمية والبطالة والفقر والتهميش والتفاوت بين الجهات وغياب التنمية في المناطق الداخلية وانتشار المال الفاسد ...واعتبر ان هناك أيضا أسباب تربوية وتعليمية إلى جانب ضعف المنظومة التربوية والتعليمية وغياب المواد التي تشجع على تنمية ملكة التحليل والنقاش خاصة في الشعب العلمية إضافة إلى ضعف الميزانية المخصصة للبحث العلمي وضعف التأطير الثقافي والفني مثل (غلق الفضاءات الثقافية وعدم العناية بها والإنقطاع الدراسي المبكر والكبت وغياب الاحاطة النفسية وخلايا الانصات داخل المعاهد). مشكل الخلط بين السجناء ؟ وقال الهيشري انّ القوانين الجائرة قد تضر بفئة معينة من الشباب من خلال العقوبات السالبة للحرية والظروف السيئة داخل السجون وتأثيرها على الحالة النفسية للفرد واستغلال الوازع الديني للشباب ، وانه من شأن الخلط بين سجناء الحق العام والجرائم الإرهابية ان يساعد على مزيد استقطاب الشباب. وفي ما يتعلق بالأسباب الإجتماعية قال محدثنا إنها تعود إلى الشعور بالإحباط وغياب الإحاطة النفسية والأسرية. وأشار الهيشري إلى أن الجمعية ركزت من خلال الملتقى الذي نظمته مؤخرا على الدور الذي تستخدمه التنظيمات الإرهابية في إقناع الأفراد بأفكارها ملاحظا ان ذلك يستدعي تبادل المعلومات والخبرات الحديثة بين العاملين والباحثين في مجال الوسائل الحسية وعلى إعادة النظر في طرق الوقاية والمكافحة والوقوف على المستجدات والمتغيرات الالكترونية وتقويم وتقوية ادوار الأسرة والتعليم والمساجد في تعرية الإرهاب الالكتروني. تجفيف المنابع وأكد رئيس جمعية «آفاق» للأمن الداخلي والديوانة على أهمية الارتقاء بالنظام التعليمي و إصلاح المنظومة التربوية لإعادة إدماج الشباب المغرر بهم، إلى جانب تكثيف المراقبة على المواقع المشبوهة وتفعيل دور الإعلام . كما دعا إلى التنسيق مع الدول المجاورة على الصعيد الإستخباراتي وإحداث نموذج تنمية يتضمن التوازن بين الجهات وإيجاد حلول للبطالة والتهميش وتجفيف منابع تمويل الإرهاب وخاصة التهريب بجميع انواعه. واعتبر ان دار الإفتاء وبعيدا عن الأطر المعتادة كالمناسبات الدينية قد تلعب دورا مهما في توعية الشباب والحيلولة دون مزيد انخراطه في الظاهرة الإرهابية.