هذه أبعاد الفصل بين المهام الحزبية والحكومية أكد أمس الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع البرلمان والقيادي بنداء تونس ل«التونسية» أن الحكومة ستقدم برنامجها في حينه، مضيفا، في رد له على الإنتقادات التي تطلقها بعض الأطراف السياسية مؤخرا ومن بينها رئيس حزب التكتل مصطفى بن جعفر الذي قدم أمس في تصريحات صحفية له على هامش اجتماع نظمته كتلة ما يسمى ب «الأحزاب الإجتماعية الديمقراطية» انتقادات لاذعة لحكومة الصيد، أنه من حق بن جعفر وغيره انتقاد أداء الحكومة مشددا على أن برنامج حكومته سيتم تقديمه في وقته وأنه لكل حادث حديث وفق كلامه . و عن القرار الذي اتخذه نداء تونس أول أمس الأربعاء والقاضي بالفصل بين الوظائف التنفيذية في الدولة والوظائف التنفيذية في الحزب، قال العكرمي إن اتخاذ هذا القرار جاء على خلفية عدم قدرة مسؤولي النداء على التوفيق بين مهامهم في الحزب ومهامهم في الحكم موضحا أن الفصل بين الوظائف الحزبية والحكومية يمكّن نداء تونس من المرور نحو مؤتمره المقبل بكل نشاط. و بخصوص البيت الداخلي للنداء في ظل الأزمة الداخلية التي شهدها مؤخرا، أوضح الأزهر العكرمي أن الشق الذي يسعى إلى الإضرار بالحزب ما زال «يخدم» ملاحظا أن ما عرفه النداء خلال الفترة الأخيرة لا يصب في مصب الأزمة بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، مبينا أن عددا من الأشخاص كانوا قد اعترضوا سابقا على دور الهيئة التأسيسية على خلفية أنها تنفرد بالتسيير ليقترحوا بعد ذلك تشكيل مكتب سياسي وهو ما تم. وأعقب في سياق متصل بأن عملية انتخاب المكتب السياسي للحزب لم تكن في صالح هؤلاء ولذلك رفضوا التعامل معه. و شدد محدثنا على أنه لا وجود لتيار إصلاحي في نداء تونس لأن الحزب ليس فاسدا حتى يصلحه هؤلاء، مضيفا أن النداء حزب قائم الذات بقيادته ومؤسساته وهياكله المختلفة. ولاحظ أن جهات من خارج نداء تونس تقف وراء الأزمة التي شهدها خلال الفترة الأخيرة مؤكدا في ذات الصدد أن جميع المساعي والمحاولات لتفجير وتقسيم الحزب خابت وفق تعبيره . و كانت حركة نداء تونس قد أعلنت في بيان صادر عنها أمس الأول الفصل بين الوظائف الحزبية والحكومية بالنسبة لمسؤوليها وذلك بهدف تكريس تفرغ المسؤولين التنفيذيين للمهام الحزبية اليومية وتحسين سير الحزب، إضافة الى تفعيل اللجان المختصة والإعداد المحكم للمؤتمر المقبل وفق ما جاء في نص البيان. كما تم تعيين لجنة خاصة بضبط مهام الوظائف التنفيذية صلب الحزب وتحديد الصلاحيات داخله إضافة إلى مناقشة تشابكات الأزمة الداخلية الأخيرة ومحاولة إيجاد آليات لرص الصفوف الندائية وتجاوز الإشكاليات المطروحة دون نسيان التطرق إلى المشهد السياسي العام بالبلاد.