ضربة موجعة جديدة تلقاها القطاع السياحي أول أمس بعد قرار بعض الدول الغربية (الدنمارك وايرلندا) دعوة رعاياها الى مغادرة تونس اثر قيام بريطانيا بتحذير مواطنيها «بعدم السفرالى تونس الا للضرورةبسبب ما اعتبرته «تصاعد» خطر حصول هجمات ارهابية جديدة، وهو ما اعتبره خبراء بمثابة «وضع الملح على الجرح». وعلّق محمّد الجراية الخبير الاقتصادي على القرار البريطاني في تصريح ل «التونسية» قائلا « أن مثل هذه الإجراءات متوقعة…على الحكومة أن تتأهب لكل التداعيات الممكنة لتراجع مردود القطاع السياحي الذي يمثل 8 بالمائة من الناتج الداخلي للبلاد» . وأضاف الجراية أن وصفة علاج الاقتصاد التونسي في الوقت الحالي لن تكون إلا بالتعويل على الإمكانيات الذاتية ودفع القطاعات المنتجة على غرار الفسفاط والفلاحة ووقف نزيف الإضرابات والاحتجاجات الاجتماعية. واشار الجراية ان تأثير ضربة سوسة كان واضحا وكبيرا حيث فقد الاقتصاد حوالي 250 مليون دينار و2500 موطن شغل بعد اغلاق العديد من النزل خاصة في الجنوب مشيرا ان وضعية السياحة كارثية مضيفا « نأمل ان يأتي السياح الجزائريين لتحسين الوضع» معتبرا من جهة أخرى ان مبادرة اتحاد الاعراف لانعاش الاقتصاد جيدة داعيا اتحاد الشغل الى التفاعل معها كما دعا المواطن ايضا الى العودة للعمل وان يفهم ان الاقتصاد لن يتحسن الا بمساهمة كل الاطراف. السوق البريطانية تحتل المرتبة الثانية وكانت السوق البريطانية قبل حادثة نزل «الامبريال» قد حافظت على نسقها التصاعدي خلال السداسي الأول من السنة الحالية مقارنة مع العام الماضي وهذا ما جعل وزارة السياحة تأمل في تجاوز السوق البريطانية لعتبة نصف مليون سائح. هذا العام السوق البريطانية تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة للأسواق حيث وفرت هذه السوق العام الماضي أكثر من 425 ألف سائح . وكانت وزيرة السياحة قد استقبلت قبل مدة عددا من ممثلي أهم منظمي الأسفار العاملين على تونس وخاصة «توي» و«توماس كوك» و«سان شاين» حيث شددت على أهمية تواصل التعاون والثقة في الوجهة التونسية خاصة وأن الدولة حريصة على تأمين الأمن والسلامة لجميع ضيوفها. ألمانيا تراقب والدنمارك وفنلندا تحذّران قالت وزارة الخارجية الالمانية إنها تراقب الموقف عن كثب وترتب النصائح بالسفر بصورة منتظمة. وحتى الان ليس هناك تغير مباشر لنصائحها بالسفر التي تم تحديثها للمرة الاخيرة منذ خمسة أيام، عقب قتل ألمانيين في هجوم سوسة. وقالت وزارة الخارجية الدنماركية في بيان مخاطبة مواطنيها «إذا كنتم موجودين في تونس ولا سبب حيويا لديكم للبقاء فيها، ننصحكم بالمغادرة بمساعدة وكالة سفر أو عبر رحلة تجارية».. كما حذرت سفارة فنلندا لدى تونس الجمعة على موقعها الالكتروني مما وصفته ب «اضطرابات سياسية داخلية، وخطر متزايد لحصول هجوم جديد ضد السياح» منبهة من ان السفر الى المناطق الحدودية ممنوع. من جهتها، نصحت ايرلندا الجمعة مواطنيها بعدم التوجه الى تونس، وقال وزير الخارجية الايرلندي تشارلي فلاناغن في بيان «قررنا تبديل نصائحنا للمسافرين الى تونس عبر توجيه النصيحة لهم بعدم القيام بأيّة رحلة غير ضرورية».