التونسية (مكتب صفاقس) ابناء صفاقس كانوا ينتظرون من الحكومة ان تهبّ هبة واحدة للتأكيد على انها تضع هذه المدينة الكبيرة المهمشة ضمن اولوياتها وتبادر بتحسين بنيتها التحتية المترهلة وتقوم بانجاز ما تيسر من المشاريع العمومية المعطلة وعددها كبير الى جانب العمل على تحسين جودة العيش بالسعي الى القضاء على التلوث وغلق مصنع السياب او تحويل صبغة نشاطه ليصبح صديقا للبيئة الى جانب الاسراع بتنظيف المدينة من اطنان الاوساخ والفضلات والزبالة التي غزت ارجاء الولاية بالطول والعرض ... ابناء الولاية كانوا ينتظرون دعم أحقية صفاقس في الاستفادة من واجهتها البحرية الشمالية وتحقيق المصالحة مع البحر انطلاقا من الكازينو والى حدود سيدي منصور ... ابناء صفاقس كانوا ولا زالوا ينتظرون تمتيع المدينة وهي من المفروض انها مدينة اقتصادية مهمة بحقها في ميناء تجاري للمياه العميقة ... كانوا ينتظرون ... ينتظرون .... وينتظرون ... وكل الخشية ان تكون مجرد اضغاث احلام ... اذن كانوا ينتظرون الكثير حتى لاسناد ملف ترشح المدينة لاستضافة دورة العاب البحر الابيض المتوسط لسنة 2021 ... وكانوا ينتظرون توفير كل المتطلبات لانجاح تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 ولكن الواقع يظهر ان قدر المدينة ان لا تنال من كل ذلك سوى مزيدا من التهميش ومن قلة الاشتغال على تغيير واقع الحال ... وايضا محاصرة بعض ابناء الجهة الذين يتحركون في كل الاتجاهات من اجل تحقيق شيء ما للجهة وبعضهم لا يجد سوى جزاء سنمار ... آخر من تمت مجازاتهم جزاء سنمار هو الوجه النشيط جدا محمد قويدر الرئيس المدير العام السابق لشركة تهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس «تبارورة» والذي تمت اقالته من منصبه وتكليفه بتسيير المكتب العربي التونسي الليبي واختيار محمد الاخضر القاسمي خليفة له في «تبارورة». هذا القرار شكل صدمة للمجتمع المدني بصفاقس الذي رأى أن إزاحة محمد قويدر من منصبه لم يكن قرارا حكيما مدروسا بل ربما هو قرار يزيد من الحيرة والغموض بخصوص مستقبل بعض المشاريع المعطلة ومنها مشاريع «تبارورة» اذ لا يخفى على احد ان محمد قويدر كان رجلا ومسؤولا نشيطا وحيويا ودافع بكل قوة عن مشروع تهيئة السواحل الشمالية وتغيير وجه المدينة نحو الافضل وهو يملك شبكة علاقات مهمة للغاية ولا ننسى حرصه على الالمام بكل ما يتعلق بالمشروع وبمحيطه وكذلك النجاح في الحصول على توسيم ّ مشروع تبارورة بعلامة الاتحاد من اجل المتوسط خلال اجتماع قمة الاعضاء 43 للاتحاد من اجل المتوسط الذي انعقد في ديسمبر الماضي ببرشلونة الاسبانية عديد الاطراف بالمجتمع المدني اعتبرت ان تنحية محمد قويدر من منصبه لم يكن قرارا حكيما ولا مدروسا بل هو قرار «عقابي» لمحمد قويدر الذي وقف بصمود وبدون حسابات مع كل التحركات التي تهدف الى تحقيق المصالحة بين صفاقس وواجهتها البحرية الشمالية بما في ذلك منطقة الكازينو عديد الناشطين عبّروا عن امتعاضهم وعن رفضهم لقرار تغيير محمد قويدر مطالبين بإعادته الى منصبه باعتباره الاكفأ والاقدر الان على دفع مشروع «تبارورة».