ملعب السويس دون حضور الجمهور أرضية ميدان ممتازة حرارة ورطوبة عاليتان تشكيلتا الفريقين: الأهلي المصري: الشريف إكرامي باسم علي سعد سمير محمد نجيب (رمضان صبحي) صبري رحيل حمام غالي محمد رزق وليد سليمان مؤمن زكريا (أحمد عبد الظاهر) عماد متعب (تريزيقي) عبد الله السعيد. النجم الساحلي: أيمن البلبولي علية البريقي غازي عبد الرزاق زياد بوغطاس عمار الجمل أيمن الطرابلسي مروان تاج حمزة لحمر إيهاب المساكني (أمير العمراني) يوسف المويهبي (زياد السوسي) الخليل بانقورا. الحكم: السينغالي مالانق ديديو الهدف: من توقيع وليد سليمان (دق36)
مثلما كان منتظرا لم يقو النجم الساحلي على مجاراة نسق الأهلي المصري على امتداد التسعين دقيقة بسبب الغيابات العديدة التي عرفتها التشكيلة الأساسية ورغم قيمة الخصم وحجم الغيابات فإنّ النجم الساحلي كان قريبا من الخروج بنقطة التعادل على الأقل لو أحكم خطّ هجومه تجسيم الفرص الخطيرة التي أتيحت له. تحوّل النجم إلى القاهرة لم يغيّر كثيرا في وضعية الفريق بما أنّه يتواجد في المركز الثاني وينتظر استقبال الأهلي بسوسة في مباراة العودة، وبعيدا عن حسابات المرور والعبور يبقى الأهلي المصري رقما صعبا في الكرة الإفريقية مهما تغيّرت عناوينه بدليل نجاحه في تجاوز كبار القوم في كرة القدم التونسية ونعني النادي الإفريقي والترجي الرياضي وأخيرا النجم. جاء الشوط الأول من حوار قمّة المجموعة الأولى لكأس الكنفدرالية الإفريقية بين النجم الرياضي الساحلي ومضيفه الأهلي المصري على أرضية ملعب السويس دون جسّ نبض أو مقدّمات من أصحاب الأرض حيث لم تمض أكثر من ثلاث دقائق حتى كان قائد الأهلي عماد متعب قريبا من افتتاح النتيجة إثر إمداد في عمق دفاع النجم ومن حسن حظّ البلبولي أنّ تصويبة متعب القويّة مرّت جانبية.. الأهلي استمرّ في اعتماد الكرات في ظهر دفاع النجم انطلاقا من وسط الميدان في ظل غياب النجاعة اللازمة في إيقاف العمليات الهجومية من خلال ما وجده لاعبو الفريق المصري من فضاءات لاختراق وسط ميدان النجم وهو ما أثبت التأثير الواضح لغياب فرانك كوم ومحمد أمين بن عمر وجعل خطّ الدفاع يتحمّل عبء المباراة. أوّل فرصة للنجم في الدقيقة 22 على امتداد العشرين دقيقة الأولى لم يصنع النجم أيّ خطر على مرمى شريف إكرامي وكانت أوّل محاولة في الدقيقة 22 من كرة ثابتة نفّذها بدقة حمزة لحمر ولكن حارس الأهلي المصري إكرامي كان أسبق من عمار الجمل. «المويهبي» يضيع افتتاح النتيجة بينما كان الأهلي المصري يبحث عن الوصول إلى مناطق الحارس أيمن البلبولي يعكس يوسف المويهبي الهجوم مستغلا تقدّم لاعبي الأهلي ليجد نفسه بمعية الخليل بانقورا ومروان تاج في حالة تفوق عددي أمام دفاع مصري لم يكن فيه أكثر من مدافعين إثنين وفي الوقت الذي كان فيه باستطاعة المويهبي أن يمهّد لبانقورا أو تاج اختار الحلّ الفردي وسدّد بقوة (دق25) ولكن الامتياز كان للحارس شريف إكرامي.. وبعد دقيقتين من هذه الفرصة يضع يوسف المويهبي بكرة بينية علية البريقي في وضعية سانحة للمباغتة ولكن تصويبة معوّض حمدي النقاز مرّت فوق مرمى إكرامي. عودة السيطرة المصرية بعد ثلاث فرص متتالية أهمّها التي أهدرها يوسف المويهبي في الدقيقة 25 عاد الأهلي لصنع الخطر في مناطق النجم حيث مهّد عماد متعب لعبد الله السعيد ولكن زياد بوغطاس كان حاسما في تدخله (دق30). هدف مشكوك في شرعيته خبرة عماد متعب حضرت مرّة أخرى مطلع الدقيقة 36 بلمسة ذكيّة في اتجاه عبد الله السعيد الذي تصدّى دفاع النجم لكرته قبل أن يستقبلها وليد سليمان بتصويبة قويّة في الزاوية العليا لمرمى البلبولي معلنا افتتاح النتيجة وقد أثار هذا الهدف جدلا بما أنّه مشكوك في شرعيته على اعتبار وجود صانع الهدف عماد متعب في بداية العملية في وضعية تسلّل.. الأهلي لم يكتف بهذا الهدف بل كرّر من عملياته ومرّ في مناسبتين بجانب الهدف الثاني في الدقيقتين 39 و45 بواسطة حسام غالي وعبد الله السعيد. النجم أفضل في الشوط الثاني في الفترة الثانية جاء مردود النجم الساحلي أفضل ممّا ظهر به في الشوط الأوّل حيث انتبه المدرّب فوزي البنزرتي إلى حالة عدم التوازن في وسط الميدان وأصبح لاعبو النجم أكثر فاعلية في الانقضاض على الكرة.. ولئن غابت الفرص من الجانبين على امتداد الفترة الثانية فإن المعطيات تغيّرت مع الدقيقة 80 عندما كان الخليل بانقورا وجها لوجه مع الحارس شريف إكرامي ولكن غيني النجم لم يُحكم استغلال الفرصة وجاء ردّ فعل المحليين سريعا عن طريق البديل تريزيقي (دق82) ولكن دفاع النجم كان جاهزا لإبعاد الكرة إلى الركنية قبل أن يعود بانقورا لصنع الخطر من تمريرة من مروان تاج (دق85) والدفاع المصري يضع الكرة في الركنية.. وفي الدقيقة 88 يضيّع غازي عبد الرزاق فرصة التعديل إثر تمهيد من الخليل بانقورا حيث كان الامتياز للحارس شريف إكرامي واستمرت الدقائق الأخيرة على نفس الوتيرة من حيث فرص تغيير النتيجة حيث أضاع رمضان صبحي (دق90) كرة الهدف الثاني بعد تمهيد من عبد الله السعيد قبل أن يجيب النجم الساحلي بعملية من صنع بانقورا في اتجاه زياد السوسي ومرّة أخرى يتألّق شريف إكرامي ليحافظ على أسبقية الأهلي وفي الثواني الأخيرة من الوقت البديل ينفرد وليد سليمان بأيمن البلبولي لتصل الكرة إلى أحمد عبد الظاهر الذي صوّب فوق المرمى. غياب «كوم» و«النقاز» أثّرا بوضوح أن يواجه النجم الساحلي الأهلي المصري في عقر داره بتشكيلة يغيب عنها خمسة لاعبين من الركائز فإنّ ذلك ليس بالأمر الهيّن خاصة عندما يكون المنافس في أفضل حالاته ولكن ما أظهرته مباراة الأمس أكد بأن النجم الساحلي فقد الكثير من توهجه في غياب فرانك كوم وحمدي النقاز انطلاقا من أهمية الدور الذي يلعبه هذا الثنائي في افتكاك الكرة (كوم) وخلق فرص للتهديف من خلال ما يتميّز به النقّاز من مقدرة على تجاوز منافسيه والصعود باستمرار للهجوم ولو أن علية البريقي استطاع خاصة في الشوط الثاني أن ينشط الرواق الأيمن معتمدا على فنياته. من دون رأس حربة التشكيلة التي قدّمها أمس المدرّب فوزي البنزرتي غاب عنها قلب الهجوم الصريح من خلال الاعتماد على لاعبي رواق مثل يوسف المويهبي والخليل بانقورا.. وفي غياب بغداد بونجاح ودياقو أكوستا لم تكن أمام البنزرتي حلولا كثيرة ما عدا أنه كان باستطاعته أن يراهن على هيثم بن سالم في موقع قلب هجوم أو أمير العمراني منذ البداية ولكن الجنرال كان له رأيا آخر أكيد أنه نابع من تقييمه لمدى جاهزية لاعبيه ثم إنّ لقاء بحجم حوار أمس ضد الأهلي كان يحتم التعويل على من لديهم الخبرة الكافية بمثل هذه النوعية من المقابلات. النجم ممنوع من المخالفات إلى جانب إقراره لشرعية هدف الأهلي الذي كان مسبوقا بتسلل تفنّن الحكم السينغالي مالانق ديديو في حرمان النجم الساحلي من المخالفات القريبة من منطقة جزاء الأهلي المصري.. وعلى امتداد مباراة كاملة لم يمنع السينغالي سوى مخالفة وحيدة قريبة نسبيا من مناطق الأهلي نفذها بدقة حمزة لحمر في الشوط الأول وكادت أن تحدث الفارق لولا وصول شريف إكرامي قبل عمار الجمل.. أما في الشوط الثاني ولمّا تحسّن مردود النجم ولعب كثيرا في مناطق الأهلي كان له الحكم بالمرصاد بقرارات ذكيّة أبعدت النجم عن مواقع الدفاع المصري.. وللإشارة فإنّ ممثل الكرة التونسية اكتوى الموسم الفارط أمام نفس المنافس من صافرة سينغالية للحكم كومان كوليبالي الذي أصرّ على حرمان النجم من المرور إلى المربّع الذهبي. «الزرافي» يُفلت من الرقابة ! نجح مبعوث الإذاعة التونسية ذاكر الزرافي من تأمين النقل الكامل للمباراة رغم المحاصرة التي ضربت عليه من المنظمين بملعب السويس فضلا عن تألقه بدقة الوصف والقراءة الجيّدة لمجريات المباراة مؤكدا بأنه من خيرة المعلّقين الرياضيين.