اعطيت عشية اليوم اشارة انطلاق مجلس الاعمال التونسي الافريقي الذي يهدف الى مزيد تعزيز التعاون الاقتصادي بين تونس والقارة الافريقية وتمتين العلاقات بين المستثمرين، وذلك بحضور عدد من رجال الاعمال التونسيين والخبراء الماليين يتقدمهم كل من جلول عياد وزير المالية الاسبق ورجل الاعمال بسام الوكيل والخبير الاقتصادي انيس الجزيري اضافة الى عدد من السفراء الافارقة بتونس. وفي كلمته الافتتاحية أكد جلول عياد الرئيس الشرفي للمجلس على البعد الافريقي في تنمية الاقتصاد التونسي ودفع الشراكة مشددا على أهمية الديبلوماسية التونسية والشراكة بين القطاعين العام والخاص في دفع الاستثمار والرفع من المبادلات التجارية بين تونس والدول الافريقية. وفي كلمة خص بها «التونسية»، اكد جلول عيّاد ان بعث هذا المجلس يقوم على 3 اهداف، اولها توفير المعطيات اللازمة لرجال الاعمال والمستثمرين الراغبين في الاستثمار بالقارة السمراء التي تتوفر على فرص ضخمة للاستثمار. أما الهدف الثاني فهو ان يكون المجلس شريكا فاعلا مع الحكومة للعمل معها لارساء استراتيجية جديدة في افريقيا وتابع قائلا: «لا بد من تعزيز الحضور الديبلوماسي بشكل كبير وفاعل » أما الهدف الثالث فهو ضمان تواجد تونس في مختلف المحافل الاستثمارية والمعارض والملتقيات بإفريقيا حتى يكون المستثمر على علم بكل التطورات التي تهم القارة الافريقية، مضيفا :«تونس مدعوة اليوم الى التوجه الى افريقيا لما تتوفر عليه من فرصة خصوصا أنها موجودة على كامل شاشة رادار الدول الكبرى والشركات الاستثمارية، ولا بد هنا ان نستغل الرصيد الجيد والتقدير الذي تحظى به تونس لدى اشقائنا الافارقة والتعاطف الإقليمي بحكم اننا في قارة واحدة». وفي اجابته على سؤال حول مدى قدرة المؤسسة التونسية على منافسة الاتراك والصينيين والمغاربة، اوضح جلول عياد ان عددا من المؤسسات التونسية تشتغل بكل نجاح رغم عدم توفير الدعم لها من قبل الدولة التونسية وان ذلك دليل على ان التونسيين قادرون على النجاح في افريقيا، مبينا ان الافارقة اليوم يرغبون في التعامل مع الدول التي تشابهم في التجربة الحديثة بحكم التقارب الثقافي مضيفا :«في تونس نتحوز على كفاءات كبيرة في مجالات وميادين مهتمة بها افريقيا ..». من جهته بيّن بسام الوكيل رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي الدور المحوري الذي سيقوم به المجلس في تجميع كل الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات والهياكل المهنية من اجل تفعيل رؤية جديدة للقارة الافريقية تهدف الى حث المستثمرين التونسيين على التوجه الى السوق الافريقية والاحاطة بهم للحد من المخاطر وتوفير المعلومة الدقيقة حول مناخ الاعمال بكل بلد افريقي. وتابع في كلمة خص بها «التونسية» ان السبب الرئيسي لتكوين هذا المجلس جاء نتيجة نقص تواجدنا في القارة الافريقية اضافة الى لوم الجهات الافريقية للمستثمرين التونسيين على ضعف اقبالهم على السوق الاقتصادية بالقارة السمراء. وقال بسام الوكيل انه بالمقارنة مع حضور الاتراك أو المغاربة فإن المستثمرين التونسيين بعيدون كل البعد عن الحضور رغم ان تونس كانت رائدة في التواجد بإفريقيا عبر الشركة التونسية للبنك التي فتحت فرعا لها في نيجبريا سنة 1984 قبل ان يتراجع هذا التواجد وتابع :«وامام هذا النقص قررنا ايجاد هيكل يعمل بالتعاون مع UTICA و CEPEX وكوناكت ووزارة الخارجية يجمع رجال اعمال يغامرون في افريقيا ولكن بطرق مضمونة عبر توفير المعلومة والارشاد وارساء رحلات جماعية لهم لاستكشاف الاسواق ..». واوضح بسام الوكيل ان المجلس هو وليد مبادرة خاصة وأن برنامجه سيقوم على التعاون مع كل الاطراف الفاعلة والمتدخلة حتى نتمكن من الترفيع في حجم المعاملات الاقتصادية التي بلغت في 2014/ 600 مليون دينار مشيرا الى انه من بين برامج المجلس الرفع من هذا الرقم خلال السنوات الخمس القادمة ليبلغ 2400 مليون دينار اضافة الى اختيار رجال أعمال قادرين على المنافسة في افريقيا كاشفا عن وجود 500 شركة تونسية قادرة على النجاح في افريقيا بعدة ميادين على غرار المجالات الطبية والاستشفائية والتعليم الخاص و البناء والاتصالات والاعلامية،والمجالات الطاقية مستشهدا ببعض الاسواق الافريقية التي تحصلت عليها «الستاغ الدولية» مبينا ان السوق الافريقية تطلب في السنوات الاخيرة يد عاملة بشكل كبير على غرار المهندسين والتقنيين وان ذلك قد يسهم في معاجلة ولو جزئية لمشكل البطالة في تونس. اما عن مرافقة البنوك التونسية للمستثمرين التونسيين فقد اعتبر بسام الوكيل ان تواجد المصارف التونسية في افريقيا مازال دون المأمول على عكس البنوك المغربية داعيا الى تكثيف تواجدها في الاسواق الافريقية حتى ترافق المستثمر التونسي عند تحوله الى هناك وتضمن له سبل النجاح. وبخصوص مشكل التنقل الى افريقيا قال بسام الوكيل ان هناك نقاشات جارية مع وزارتي النقل والخارجية لايجاد خطوط جوية نحو عدد من الوجهات الافريقية. من جانبه قال طارق الشريف رئيس منظمة «كوناكت» إن المجلس سيعود بالنفع على المؤسسات والاقتصاد مع المحافظة على التصدير، موضحا ان حضور «كوناكت» سيدعم التوجه الى افريقيا من خلال فتح اسواق فاعلة بها. وعلى هامش حضورهما، قال التوهامي العبدولي ان هذا المجلس سيساعد في الانفتاح على السوق الافريقية وتنويع الشراكة معها. أمّا علي العريض فقد قال ان القارة الافريقية تتحوز على فرص مهمة للاستثمار داعيا الى الالتفات الى الجنوب جنوب وعدم الاكتفاء بالشمال أو الشرق معربا عن تفاؤله بأن يسهم هذا المجلس في فتح الآفاق امام المستثمرين التونسيين بالقارة السمراء. أحمد فضلي