التونسية (تونس) مثل أمس أمام الدائرة الجنائية الثالثة بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة شاب لم يتجاوز الثامنة والعشرين من العمر بتهمة قتل نفس بشرية عمدا. وباستنطاق المتهم الذي يعمل بمحلّ فواكه جافّة قال إنه تشاجر مع ابنة جاره فاشتكته إلى والدها الذي توجه إليه بعصا للاعتداء عليه وأضاف أنه للدفاع عن نفسه استل سكينا من محلّ خضر أمام محلّه وأنّه عندما تفطّن والد الفتاة لذلك افتكّ صندوقا حديديا من بائع الخضر ووجه له به ضربة على رأسه مضيفا أنه خلال محاولاته التصدّي للصندوق طعن أخاه في رقبته الذي كان قد حضر مسرعا إلى المكان عندما علم أنه يتشاجر مع أحدهم. وقال المتهم أنه بسبب الضربة التي تلقاها على رأسه بالصندوق أغمي عليه وأنّه لم يعلم بأنه قتل شقيقه إلاّ بعد استفاقته. وقد تدخل الدفاع ليبيّن أنّ منوّبه قتل أخاه على وجه الخطأ وأنّه لم يكن ينوي قتله مضيفا أنّ موكّله لم يتفطّن حتى لوجود أخيه زمن الواقعة وأنّه كان غاضبا أثناء شجاره مع والد الفتاة ولم يتصوّر أن تكون نتيجة الشجار طعنة خاطئة وقاتلة أودت بحياة شقيقه. وأضاف لسان الدفاع أن منوّبه يعاني من أزمة نفسية بسبب الواقعة إضافة إلى العائلة التي خسرت الابن الأوّل ولا تريد أن تخسر الثاني مضيفا أن والدته في حالة صحية حرجة وكذلك والده المقعد، وقد تدخل هذا الأخير قائلا إن ابنيه القاتل والمقتول كانا على علاقة وطيدة وكانا يحبّان بعضهما البعض وكانا قد قرّرا إقامة حفل زواجهما في يوم واحد وأضاف أنه متأكد من أن ابنه المتهم لم يقتل شقيقه عمدا. وأكّد الدفاع أن القتل كان على وجه الخطإ وأن شهود العيان الذين كانوا حاضرين زمن الواقعة أكدوا ذلك وطالب الدفاع بعدم سماع الدعوى بشأن تهمة القتل العمد واعتبار التهمة القتل على وجه الخطإ مضيفا أن منوّبه موقوف منذ سنتين ونصف وأنها مدة كافية لشخص لم يتعمّد القتل. وقد قضت المحكمة بالإفراج عن المتهم والاكتفاء بالمدة المقضاة.