المجني عليه أحسّ بالهزيمة خلال شجار فضرب رأسه على الحائط هذه الواقعة جدت بمدينة باجة يوم 12 أوت 2006 حيث نهض صاحب الدكان باكرا وفتح محله المعد لتصليح الدراجات النارية وقد شرع في عمله كالمعتاد. في المقابل كان الهالك قد شرع في احتساء الخمر على الرصيف المقابل للمحل ولما نفدت القوارير توجه الى أحد حرفاء المحل وطلب منه 500 مي ليقتني بها قارورة كحول المعدة للوقود فاعلمه الحريف بكل لطف انه لا يملك الصرف لانه يملك ورقة نقدية من فئة 30 دينارا لكن هذه العبارات اغضبت الهالك ودخل في مناوشة كلامية مع الحريف فتدخل صاحب المحل واطرده من المكان معلما اياه انه مكان عمل وعليه ان يحترمه لكن الهالك امسك برقبة المتهم (أ) وتشابك معه بالأيدي ولتخليص نفسه اصابه بقبضة يده على رأسه في الاثناء مر احد الاشخاص من المكان فاشعر شقيق صاحب الدكان (م) واعلمه ان شقيقه قد اجرى شجارا فاقبل بسرعة الى المحل فقال له حرفيا: «ابعد يرحم والديك خلي خويا يخدم على روحو» ثلاث مرات امام جمع من المواطنين فتراجع الهالك الى الوراء اثر هذا الخلاف لانه احس بالهزيمة وضرب رأسه على الحائط في مناسبتين متتاليتين ثم سقط مغشيا عليه وسط دهشة الحاضرين فعمد بعضهم الى رشه بالماء فاستفاق من غفوته وغادر الدكان اين التقى بأحد معارفه وواصل شرب الخمر معه لكن هذا الاخير لاحظ اثار عنف بادية على وجهه فطلب منه العودة الى بيته خاصة وان الطقس حار ويمكن لهذه الكدمات ان تتسبب له بعض الاضرار لكن الهالك اصر على البقاء وبعد ساعتين من الواقعة احس بدوار شديد (ودوخة) وسقط مثل المرة الاولى مغشيا عليه على الارض لكن هذه المرة لم يعد الى الحياة لانه فارقها وقد سجلت وفاته على الساعة 8 مساء داخل المستشفى الجهوي بباجة وامام هذه الوفاة المستراية اذنت النيابة العمومية بنقل الجثة وعرضها على مركز الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتشريحها وتحديد اسباب الوفاة وفتح بحث تحقيقي في الموضوع من اجل قتل نفس بشرية عمدا تعهد به اعوان فرقة الشرطة العدلية بباجة وبالبحث في الموضوع وبعد الاستماع الى شهادات الشهود تبين لهم وان وراء الجريمة شقيقان احدهما صاحب محل لتصليح الدراجات النارية فتوجهت اليهما الفرقة واوقفتهما وخلال التحقيق معهما اعترف الاول وهو صاحب الدكان ان الهالك اقبل الى المحل وكان بحالة سكر واراد ازعاج الحرفاء ولما طلب منه المغادرة اعتدى عليه فرد الفعل واصابه على رأسه بقبضة يده اما شقيقه فقد حل بالمكان لفض النزاع ولا دخل له بالموضوع اطلاقا وتبين حسب بعض الشهادات ان شقيق صاحب المحل أمسك بالهالك من يده محاولا احراجه من المحل بالقوة لانه تشبث في البقاء فتم تسجيل اقوال الشقيقين لدى الباحث المناب ثم احيلا بحالة ايقاف امام السيد قاضي التحقيق واعادا نفس الاقوال السابقة وقد تم سماع جميع الشهود بعد ان اقسموا بقول الحق وجاء في تصريحهم كون المتهم (أ) هو من اعتدى على الهالك على رأسه بمعية شقيقه (م) وبعد هذا الاعتداء ضرب المجني عليه رأسه على الحائط لانه احس بالهزيمة وخسر المعركة وقد استنتج السيد قاضي التحقيق ان المتهم (أ) هو من تولى قتل الهالك وشقيقه (م) اقتصر دوره على المشاركة لانه التحق بالمحل بعد نشوب المعركة وعقب نهاية التحقيقات وجهت دائرة الاتهام للاول تهمة قتل نفس بشرية عمدا ولشقيقه المشاركة له في ذلك طبقا لمقتضيات الفصل 205 من القانون الجزائي وبمثولهما امام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنزرت نال الاول حكما ب7 أعوام سجنا في حين نال الثاني حكما ب15 يوما فطعن المتهمان في هذا الحكم في حين لم يستأنف القائمون بالحق الشخصي وقبلوا ما صدر عن المحكمة الابتدائية وباحضار المتهمين مجددا امام هيئة الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت ذكر احدهما ان له ثقة في العدالة في حين اكتفى الثاني بطلب العفو ورافع عنهما الدفاع وناقش الفرع الجزائي من الحكم واكد ان الهالك توفي لانه اصيب بارتجاج في المخ وهذا حسب ما أكده الطبيب الشرعي في صلب تقريره وهنا استبعد الدفاع ان يكون منوبه وراء عملية القتل لانه بعد الخلاف مباشرة ضرب رأسه على الحائط بقوة وربما تكون هذه الضربة هي التي ادت الى وفاته وليست لكمة منوبه هي التي قتلته وسبب الوفاة غير واضح الى حد الآن ولهذا التمس من المحكمة بالنقض والقضاء مجددا بعدم سماع الدعوى واحتياطيا اعتبار الافعال من قبيل الاعتداء بالعنف الناجم عنه الموت والحكم بغاية التخفيف فقضت المحكمة بعد المفاوضة القانونية باقرار الحكم الابتدائي مع التعديل في نصه من حيث مبدأ الادانة والنزول بالعقاب الى 5 اعوام عوضا عن 7 أعوام بالنسبة للقاتل وسجن شقيقه لمدة 15 يوما فقط.