سأعوض مجسم شكري بلعيد الذي هشموه هو واحد من النحاتين المثيرين للجدل سواء بسبب تصريحاته ومواقفه أو من خلال أعماله، فهو صاحب مجسم الشهيد شكري بلعيد الذي تم تهشيمه بالمنزه، وذاته الذي هشم متشدّدون منحوتات معرضه بتطاوين وتحدى واليها وهو أول من رفع شعار «ديقاج» في وجه وزير الثقافة الأسبق. ضيفنا في هذا العدد النحات حلمي الناجح الذي استدرجناه الى حوار نقرأ تفاصيله في هذه المساحة التالية: أين أنت بعد كل الجدل الذي أثرته؟ أنا بصدد العمل واعداد منحوتات تحضيرا لمعرض قادم، وذلك بعد أن فقدت كل منحوتاتي الضخمة التي قام بتهشيمها متشدّدون والتي تبلغ قيمة موادها الأولية حوالي مائة ألف دينار دون الحديث عن قيمتها الفنية. ولماذا تم استهداف منحوتاتك؟ لأنهم رأوا أنها مخلة بالحياء، ومثلما تم غزو فضاء العبدلية قاموا بغزو معرضي، كما أنني تعرضت للعنف الشديد بسبب ابداعاتي، اضافة الى تهشيم مجسم الشهيد شكري بلعيد الذي أعددته وتم وضعه بالمنزه ولكني أعد بتعويضه بمجسم أكبر سيوضع مكان سابقه. يقال إنك بكل هذا تسعى الى جلب الانتباه.. فكيف ترد على هذه التهمة؟ لم أسع الى جلب الانتباه، ولم أفكر في ذلك أصلا، والدليل أنني لم أوظف هذه الأحداث إعلاميا وأن منحوتاتي أشهر مني.. أنا صاحب مواقف ومبادئ لن أتخلى عنها، ولي ثقة في أعمالي لذلك لا أستجدي وسائل الاعلام ولا أسعى الى الظهور.. المهم بالنسبة لي هو أن أقدم أعمالا ابداعية مخالفة للسائد والمألوف. هل ترى أن هناك جدوى من النحت في وقتنا الراهن؟ النحت ككل الفنون يظل ضروريا لأي زمان وأي مكان، وما نحتاجه هو أن يقع الاهتمام بهذا الفن الجميل الضارب في القدم كأن تشجعنا الدولة على وضع مجسمات في الساحات وفي المفترقات وأمام المؤسسات وداخلها حتى لا تظل منحوتاتنا مسجونة داخل ورشاتنا وداخل الفضاءات التي لا يزورها الا القليل، كما أننا نحتاج وسائل الاعلام للتعريف بأعمالنا. هل مازلت متمسكا بطلب اللجوء الثقافي؟ اذا تواصلت المضايقات سأطالب باللّجوء الثقافي اذ ليس من المعقول أن يتعرض مبدع للعنف الشديد ولتهشيم أعماله والى الهرسلة والمسؤولين يتفرجون دون تحريك أي ساكن. ختاما.. ماذا تقول؟ سأواصل العمل والتحدي ودفاعي عن فني بشتى الطرق وإلا فلا حلّ آخر الا طلب اللجوء الثقافي كما سبق أن ذكرت.