التونسية (تونس) أكد الناشط الحقوقي التونسي المهتم بالشأن الليبي مصطفى عبد الكبير أن حوالي 150 تونسيا يقبعون حاليا في السجون الليبية، وفق إحصائيات محينة، وأن هؤلاء يتوزعون على عدة سجون بالقطر الليبي، متابعا بأن عدد التونسيين المفقودين في هذا القطر يبلغ 18 حتى الآن. وأضاف عبد الكبير، خلال ندوة صحفية مشتركة مع مجلس حكماء ليبيا أمس حول المفقودين التونسيين هناك، أن عدد الجالية التونسية في ليبيا يقدر ب 20 ألف شخص حاليا مقابل 150 ألفا قبل 2011، مبينا أن هذا التراجع يثبت أن الوجهة الليبية لم تعد الوجهة المفضلة للعمال التونسيين على خلفية انتشار الإرهاب في هذا البلد. وفي الإطار ذاته أعلن عبد الكبير أنه سيتم خلال الساعات المقبلة (و قد يكون ذلك قد تم ليلة البارحة) الإفراج عن الثلاث سجينات تونسيات متبقيات في ليبيا من جملة 6 ، ملاحظا أن التهم التي أوجبت سجن النساء التونسيات الست في ليبيا باطلة. و أوضح أن إطلاق سراح التونسيات السجينات الثلاث أمر متأكد، وذلك بناء على اتفاق سابق تم إبرامه مع الجهات الليبية وقع بموجبه العفو عن السجينات اللاتي لم تنته مدة محكوميتهن بعد، مضيفا أن السجينات الثلاث سيصلن تونس قبل موفى السنة الحالية، وهو الأمر الذي أكده كذلك نائب رئيس مجلس حكماء ليبيا أيوب الشرع موضحا أنه تم إصدار مذكرة من مكتب النائب العام الليبي تقضي بإطلاق سراح السجينات التونسيات. الدولة مطالبة بالتحرك و طالب عبد الكبير السلطات التونسية بضرورة التحرك بسرعة لإطلاق سراح المساجين التونسيين في ليبيا، مبينا أن من بينهم من يقضي عقوبات سجنية على خلفية قضايا وهمية وبسيطة. واعتبر أن الدولة التونسية مطالبة بالتنسيق مع الجهات الليبية بخصوص هذا الملف، خاصة بالنظر لدقة وخطورة الوضع الأمني في الجارة الليبية، مشددا على ضرورة وضع استراتيجية واضحة في الغرض. أما نائب رئيس مجلس حكماء ليبيا، فقد أشار من جانبه إلى أن المجلس يعمل على التدخل في تسوية أوضاع التونسيين المتواجدين بليبيا، مؤكدا إطلاق سراح البحارة التونسيين الذين تم احتجازهم مؤخرا في ميناء الزاوية الليبي. ولاحظ أن المفقودين التونسيين ال18 في ليبيا من العمال، وأنه تم فقدان كل قنوات الإتصال بهم. وأعقب بأن مجلس حكماء ليبيا بصدد التنسيق مع جهات ليبية أخرى لمعرفة مصير المفقودين التونسيين في بلاده. وعن وضع المهجرين الليبيين في تونس، قال الشرع إنهم يتعرضون إلى بعض التضييقات الأمنية خلال تنقلاتهم. وبين أن مردّ هذه التضييقات هو الوضع الإستثنائي الذي تمر به تونس، ملاحظا أن أمن البلدين واحد، وأن تفعيل حالة الطوارئ قرار مهم جدا في ضبط الوضع الأمني في تونس. أبو عياض موجود في ليبيا من جهة أخرى قال الناشط المهتم بالشأن الليبي ل«التونسية» إن زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور سيف الله بن حسين المكنى ب«أبو عياض» موجود في ليبيا بعد أن عاد منذ فترة من سيناء المصرية. وأشار إلى تواجد أعداد كبيرة من الإرهابيين التونسيين في ليبيا. وبخصوص مستجدات ملف اختفاء الصحفيين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا، قال مصطفى عبد الكبير إنه لا جديد يذكر في هذا الملف.وقد تم خلال الندوة تكريم مصطفى عبد الكبير من طرف مجلس حكماء ليبيا بمنحه درع الأخوة والسلام كأحسن حقوقي لسنة 2015 تقديرا للجهود التي يبذلها لحلحلة عديد الإشكاليات بين تونس وليبيا من ذلك التوسط لإطلاق سراح المختطفين التونسيين في الجارة الليبية وتسهيل بعض الإجراءات المتعلقة بالمهجّرين الليبيين في تونس. و تعليقا منه على هذا التكريم، قال الناشط التونسي إن التلاحم المجتمعي التونسي الليبي هو السبيل للإنتصار على الإرهاب. سنيا البرينصي