رغم الهزيمة القاسية التي تعرض لها الفريق عشية أمس في صفاقس، فإن جميع الملاحظين أجمعوا تقريبا على أن الإفريقي قدم يوم الأربعاء أفضل مباراة له منذ انطلاقة الموسم وأنه كان يستحق الفوز بدل الهزيمة لو كان لاعبوه أكثر حظا وتركيزا ولو لم يرتكب دفاعه وحارسه أخطاء قاتلة مكنت فريق عاصمة الجنوب من فوز لم يكن يستحقه صراحة. لاعبو الإفريقي أظهروا في كلاسيكو الجولة الثالثة عشرة روحا قتالية عالية ورغبة كبيرة في الفوز ولكن غياب الواقعية عن المهاجمين أجلت صحوة أبناء محرز بن علي إلى المباراة القادمة والتي سيستضيفون فيها مستقبل القصرين بحضور الجماهير التي استوفت عقوبة «الويكلو» المسلطة عليها. ماذا أصاب «بالقروي»؟ لاحظ الجميع تراجع أداء المدافع الجزائري هشام بالقروي منذ انطلاقة الموسم الحالي حيث كان نقطة ضعف واضحة في الخط الخلفي تسببت في فقدان الفريق لعدة نقاط كانت في متناوله، الجزائري لم يكتف بمردوده المتواضع بل شهد سلوكه تغيرا كبيرا في المنحى السلبي طبعا حيث ترك الميدان وانخرط في تصرفات عدائية مع لاعبي الفرق المنافسة كلفته الإبعاد لمدة أربع جولات بعد تبادل العنف مع حمزة المسعدي مهاجم الترجي الجرجيسي وكادت تكلفه أول أمس ورقة حمراء جديدة لولا رأفة حكم الكلاسيكو ماهر الحرابي. تصرفات تكشف بوضوح بأن اللاعب لم يعد يرغب حقيقة في اللعب بألوان الفريق ورغبته الملّحة في المغادرة خاصة بعد أن تحصل في الفترة الأخيرة على عرض من الشارقة الإماراتي رفضته هيئة الرياحي لتواضعه ماديا. تذبذب أداء الجزائري وعدم انضباطه قد يدفعان هيئة الإفريقي لتسريحه خاصة في ظل تكلفته العالية وإضافته المحدودة. «تقا» و«الوسلاتي» يبهران «كاسبارجاك» مقابل تواضع أداء هشام بالقروي، برز سيف تقا بشكل كبير في المحور وكان إحدى العلامات المضيئة في دفاع الأحمر والأبيض، ورغم الهفوة التي كانت وراء الهدف الأول لنادي حمام الأنف فإن تقا قدم في المباريات التي خاضها إلى غاية اللحظة أداء غزيرا ثبته كأساسي في التشكيلة إلى جانب متوسط الميدان عبد القادر الوسلاتي رجل الكلاسيكو الأخير. «كادار» برهن مجددا أنه صفقة رابحة للفريق بما يمتلكه من فنيات عالية وقدرة كبيرة على حمل الخطر إلى دفاعات الفرق المنافسة. تألق تقا والوسلاتي لن يمر في الخفاء بما أن المعلومات التي تحصلنا عليها تفيد بأن مدرب المنتخب الوطني هنري كاسبارجاك معجب بما يقدمانه في الفترة الأخيرة وبات يفكر بجدية في توجيه الدعوة لهما في المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي ستقام في رواندا انطلاقا من يوم 16 من الشهر الجاري. ماذا يفعل «الهمامي»؟ يبدو أن إشكال حراسة المرمى سيظل كابوسا مزعجا في الفريق بما أن إراحة فاروق بن مصطفى وتعويضه بزميله عاطف الدخيلي لم يحل الإشكال، حيث قبل الأخير أهدافا سهلة في لقاءي نادي حمام الأنف والنادي الصفاقسي، وإن لا يجب أن نقسو على الحارس عاطف الدخيلي بحكم ابتعاده لفترة طويلة على أجواء المنافسات الرسمية، فإن التساؤل يبقى مشروعا عن قيمة الإضافة التي قدمها مدرب الحراس عادل الهمامي، فأداء بن مصطفى تراجع بشكل كبير وبداية الدخيلي لم تكن مشجعة مع نقطة ضعف مميّزا على مستوى الكرات الثابتة. الهمامي وكما أشرنا سابقا لم يكن يوما حارسا مميّزا حتى يمكن له أن يطور أداء الحراس كما أن الأخير لم يساير التطور الكبير في أساليب تدريب الحراس وعليه مراجعة حساباته قبل أن يجد نفسه خارج الحديقة. «خليل» مرة أخرى رغم رحيل نبيل الكوكي، فإن حال أحمد خليل لم يتغير كثيرا بما أن محرز بن علي خير إبقاءه على دكة البدلاء ومواصلة الاعتماد على غازي العيادي الذي لم يكن مؤثرا رغم اجتهاده الكبير، استبعاد أثار استغراب الجميع خاصة وأن إبن الشبيبة خرج نجم كل المباريات التي شارك فيها وهو ما يشير إلى أن هناك من يدفع إلى ابعاده عن التشكيلة مقابل فرض أسماء أخرى. فهل سينصف اللاعب قريبا أم سيتواصل تجاهله؟؟؟ «بن علي» ينهي مرحلة الذهاب رغم تواصل المحادثات مع أكثر من مدرب، فإن النية تتجه إلى تثبيت بن علي إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب إذ سيشرف الأخير على تدريب الفريق في مباراتي مستقبل القصرين والنادي البنزرتي وبعدها سيكون وصول المدرب الجديد الذي سيكون له الوقت الكافي للتعرّف على المجموعة بما أن البطولة ستركن إلى راحة مطولة تصل إلى شهر ونصف بسبب مشاركة منتخب المحليين في نهائيات ال«شان». «رايفيتش» يدخل السباق بعد توقف المحادثات مع المدرب الفرنسي لنادي تي بي مازمبي الكونغولي باتريس كارتيرون بسبب شروطه المادية المجحفة، وبالتوازي مع تواصل المفاوضات مع الهولندي رود كرول الذي قد يصل الأحد القادم إلى تونس، دخل المدرب الصربي ميلوفان رايفيتش «كاستينغ» اختيار المدرب الجديد حيث تكفل احد الوكلاء بعرض ملفه على طاولة الرئيس سليم الرياحي. رايفيتش صاحب ال56 عاما صاحب سجل تدريبي محترم للغاية حيث سبق له وأن قاد المنتخب الغاني إلى نهائي كأس أمم إفريقيا سنة 2010 وإلى ربع نهائي كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 وانسحب وقتها ضد منتخب الأروغواي بركلات الترجيح كما درب المنتخب القطري ونادي الأهلي السعودي. هذا وتشير المعلومات التي بحوزتنا بأن المدرب الصربي سيصل خلال اليومين القادمين إلى تونس للجلوس إلى الرياحي والتفاوض معه حول إمكانية تولي مهمة تدريب الفريق.