بحثت إدارة الترجي ومعها المدربون المتعاقبون على مقاليده الفنية طويلا خلال السنوات الفارطة عن «استنساخ» تجربة «البلدوزر» النيجيري مايكل اينرامو، الا أن كل المحاولات باءت بالفشل ولم تظفر الجماعة بما يشفي الغليل عدا بروز ظرفي للكامروني جوزيف يانيك نجانغ الذي غادر الفريق متوهّجا وعاد اليه نسخة مشوّهة للاّعب الذي ساهم في التتويج برابطة الأبطال، ولذلك تعدّدت الأسماء ولاقت نفس المصير على شاكلة ايديوك وكروز وكلوتي وبوغال وسيسوكو وغيرهم ممن جنوا «كارت فيزيت» من مرورهم بمحطة الترجي..ولكن الفريق لم يستفد منهم لا ماديا ولا رياضيا بسبب عدّة تراكمات وعوامل أدت الى هذا الوضع.. في أثناء ذلك، وعلى خلفية الفترة الانتقالية بين رود كرول وسيباستيان دوسابر قبل قدوم خالد بن يحيى منذ سنة ونصف، عرفت تمارين الترجي قدوم مهاجم فرنسي من أصول مالية وهو موسى ماريغا الذي جاء مغمورا بلا سند من نادي أميان الناشط بالدرجة الثالثة من فرنسا..وكان سلاحه الوحيد هو بروزه في اللقاءات الودية وقليلا من الدعم من دوسابر الذي لم ينجح انذاك في تثبيت نفسه فما بالك بهذا المهاجم.. حاول ماريغا عبثا افتكاك موطىء قدم بين الأقدام الموجودة ولكنه لاقى صدّا رهيبا رغم نجاحاته الدورية في اللقاءات الودية الى أن استقر الأمر شتاء على فسخ عقده مقابل تثبيت الثقة في جوزيف نجانغ، وبعد احترافه في مارتيميو البرتغالي، نجح ماريغا في كسب نزاعه بالفيفا مطالبا الترجي بتعويض قيمته مليارا. بعد كل هذا التجاهل، انتفض المهاجم المالي في الدوري البرتغالي وأثبت أنه يمتلك الكثير من الدهاء والنجاعة كانت قادرة على منح الإضافة للترجيين الذين حاولوا في فترة ما اقصاءه وتثبيت شقيق محمد علي اليعقوبي الذي كان تحت الاختبار حينها بفعل الحسابات والوساطات، ومع مرور كل جولة كانت معالم الحسرة تزداد لدى الترجيين بسبب التفريط في قيمة كروية ثابتة شقّت طريقها بنجاح لتصل الى ملعب «دراغون» مساء الاثنين وتعلن عن التوقيع لمدة أربع سنوات ونصف لمصلحة العملاق «أف سي بورتو» بقيمة اجمالية في حدود ثمانية مليارات.. ماريغا التحق بأحد أعرق الأندية البرتغالية والواضح أن بقاءه لن يدوم طويلا هنالك في بطولة تعدّ مرحلة انتقالية ومنجما لاستكشاف المواهب من قبل أبرز الفرق العالمية التي اصطادت فيغو ورونالدو وباوليتا وناني..من ملاعب برز فيها عدة نجوم كرابح مادجر وكواريزما وغيرهم وصولا الى زمن براهيمي وسليماني في انتظار أن يواصل ماريغا عزفه المنفرد الذي يكشف خورا كبيرا في سياسات شيخ الأندية التونسية وأصحاب القرار فيه، وهم الذين فوّتوا في جوهرة كروية وتمسكوا بأسماء فاشلة رغم كل فرص الاسعاف التي تم منحها إياها.. اسم ماريغا سيكون تأشيرا لفشل رياضي جديد في الترجي الذي انتهج سياسات خاطئة باهمال مواهب وقيم ثابتة منها أحمد العكايشي الذي لم ينتظر طويلا للبرهنة على ظلم كروي استهدفه في الترجي..وها ان الاسمين اللذين مرّا من حديقة الترجي ولاقا كل أطياف الظلم الكروي ينتفضان بعيدا عنه، فيما مازالت ادارة النادي تتمسّك باسطوانة الأزمة النفسية لهيثم الجويني وعاجزة عن تسويق ايديوك وسيسوكو وبعد معاناة كبيرة للتخلص من نجانغ كلفت الكثير على النادي..وهي دون شكّ عبر للاستخلاص لاحقا بالاعتماد على أهل الاختصاص في التقييم والرصد والمتابعة بعيدا عن كل أشكال المجاملة والحسابات الضيّقة التي باتت افرازاتها تطفو على السطح...