ريبورتاج: خولة الزتايقي انطلق أمس «الصولد» الشتوي لسنة 2016، بنسق بطيء من حيث اقبال المواطنين، وبانخراط محتشم من قبل التجار والمؤسسات التجارية، حيث لم ينخرط فيه إلا 800 تاجر فقط. «التونسية» جالت في شوارع العاصمة وتحدثت لأصحاب المحلات الذين أكدوا أن الأسعار في المتناول وأنه رغم التخفيض، فإن نسبة الإقبال محتشمة، فيما قال بعض الذين اعترضناهم في بعض المتاجر أن مردّ ضعف الإقبال غياب الشفافية في «الصولد» وعدم جديته، في حين اعتبر البعض الأخر أن «الفلس» وراء غياب الإقبال باعتبار أن غلاء المعيشة جعل التونسي عاجزا عن الادّخار. ليلى الأندلسي (52 سنة) قالت ل«التونسية» إن الأسعار في متناول الجميع، وأن المواطن التونسي قادر على اقتناء ما يريد خلال فترة التخفيضات، وأن السلع المعروضة في المحلات جيدة، وفيها إحترام لقرارات وزارة التجارة. أمّا منيرة الكحيلي (36 سنة)، فقبد اعتبرت أن الأسعار المتداولة في المحلات التجارية والفضاءات الكبرى فترة التخفيضات في متناول جميع التونسيين، أما بخصوص السلع المعروضة، فقد نبهت منيرة إلى وجود سلع قديمة وأخرى تتماشى مع الموضة، مع فرق بسيط في الأسعار. مشيرة إلى أن سبب عزوف بعض التونسيين عن «الصولد» هو الوضع الاقتصادي الذي أثّر على القدرة الشرائية لبعض التونسيين. من جهته أكد هشام الدريدي (35 سنة)، أن الأسعار في المتناول وأنه يمكن للمرء اقتناء ما يريد من البضائع بأسعار مقبولة، منبها إلى أن بعض المحلات تعرض سلعا قديمة، ما عدا المحلات والفضاءات الكبيرة التي تعرض سلعا جيدة بتخفيضات جيدة، منبها إلى وجود ظاهرة الترفيع في الأسعار في الفترة التي تسبق فترة «الصولد»، لتعود فيما بعد الأسعار القديمة في فترة التخفيضات، مضيفا أن بعض المحلات لا تحترم قرارات وزارة التجارة. «ما ثمّاش صولد»! «ما ثماش صولد».. هكذا استهل مروان العبيدي (28 سنة) كلامه، مؤكدا أن الأسعار لم تتغير، وأن أصحاب المحلات يرفّعون في ثمن سلعهم قبيل «الصولد»، ليخفضوا فيها زمن التخفيضات، وأنّ المواطن يشتري بالتالي بضاعة بثمنها الحقيقي وقت التخفيضات. فرق شاسع بين تونس وأوروبا قال إيهاب ميعادي (25 سنة) ل«التونسية» «لا وجود لشيء اسمه تخفيض، هي خدعة يبتكرها أصحاب المحلات لإخراج وبيع وتسويق السلع القديمة والتي لم تعد تتماشى مع موضة اليوم، والتي مازالت موجودة في مخازنهم»، ميعادي تحدث أيضا عن التخفيض في البلدان الأوروبية، قائلا «أنا مقيم في ميلانوبإيطاليا وجئت إلى تونس في إجازة، وأنا أؤكد لكم الفرق الشاسع بين التخفيض الموجود هنا في تونس، وبين التخفيض في إيطاليا»، واعتبر إيهاب أنّ «الصولد» في إيطاليا حقيقي، أما في تونس فإن ما نعيشه هو لعبة يمارسها أصحاب المحلات، إذ يقومون بالتّرفيع في سعر البضاعة قبل فترة «التخفيضات»، ليعود الثمن الأصلي في فترة التخفيضات. وفي نفس السياق، أكد خالد التليلي (31 سنة) أنه كان في ألمانيا في الفترة الماضية، وأنه لا يمكن المقارنة بين التخفيضات هنا وهناك، مشيرا إلى أنّ نسبة التخفيضات في البلدان الأوروبية تصل إلى 60 و70 بالمائة، ولمدة 15 يوما، وأن الإقبال كبير جدّا من قبل المواطنين، لأنّ «الصولد» حقيقي على حد تعبيره، مضيفا «الصولد في تونس لا يتجاوز 20 أو 30 بالمائة، ثم تزيد نسبة التخفيضات بطول المدة، إضافة إلى وضع أصحاب المحلات تخفيضات على سلع قديمة، لم تعد تتماشى مع موضة اليوم وهو عكس ما يحصل في الدول الأوروبية التي يشمل فيها التخفيض جل السلع». إقبال ضعيف... مروى العلواني (28 سنة) مشرفة على محل لبيع الملابس، قالت إنّ إقبال الناس على اقتناء السلع المعروضة ضعيف رغم التخفيضات، مضيفة «الناس مقبلة على الماكلة، أما الحوايج والدبش ما ثمّاش»، منبهة إلى أن جل المحلات تحترم التخفيضات المقرّرة، معتبرة أن سبب عدم إقبال التونسي على «الصّولد» هو انعدام ثقته في «الصولد»، مؤكدة أن المواطن يؤمن بنظرية عدم وجود تخفيضات وأن المحلات ترفع في ثمن السلع المعروضة قبل فترة «الصولد»، لتعيد ثمنها الأصلي وقت التخفيض، وهو غير صحيح على حد قولها. مروى تحدثت أيضا عن شكوى المواطن التونسي من مشكل عرض سلع قديمة مع التخفيضات، في حين أن السلع الجيدة لا يشملها التخفيض، منبهة إلى وجود سلع لا تخضع للتخفيض وذلك حسب القانون، وهي السلع التي لم تتجاوز فترة وجودها في المحل شهرين و السلع غير الموجودة في السوق أو الغير متوفرة بكثرة في السوق، والبقيّة تشملها «التخفيضات». في نفس السياق أكد طارق دبكي (38 سنة) صاحب محل، أن إقبال المواطن ضعيف وضعيف جدا، نظرا للظروف المادية الصعبة التي يمر بها، والتي لا تسمح له باقتناء ما يريد، خاصة أنه «يحب الحاجة الباهية ويحبها رخيصة، والباهي غالي»، منبها إلى أن هدفه هو بيع بضاعته بثمن يكون ربحه فيه 5 أو 10 دنانير لا أكثر، مضيفا أنّ الإقبال ضعيف رغم التّخفيضات. وقال طارق أن إقبال المواطنين كان جيدا قبل الثورة، نظرا لتوفر الأمن والأمان والاستقرار المالي، خاصة وان «الفلوس تدور»، مشددا على أن المواطن أصبح يقتصد في مصاريفه، منبها إلى أن أولويات المواطن التونسي هي ضمان عيشه وإستمراره «أعطيه يأكل في كرشو ويوكّل أولادو ويقرّيهم ويلبس من الفريب» مؤكدا أن السلع المعروضة في محلاتهم متماشية مع ما تفرضه الموضة، وأن ما يتم الترويج له اليوم هو مغالطة كبيرة، وأن من يقدم القديم ويعرضه في محله هي المحلات الكبرى التي تفضل تخزين بضاعتها الجديدة لبيعها خارج فترة التخفيضات.