طالب النائب عن الجبهة الشعبية بمجلس الشعب عمار عمروسية خلال مناقشة مشروعين قانونين يتعلقان بقرضين من البنك الإفريقي للتنمية اليوم الثلاثاء 9 فيفري 2016 بعقد جلسة عامة بمجلس نواب الشعب تخصّص لموضوع المديونية. وفي السياق ذاته، أطلق عدد من النواب صيحة فزع من هذه الظاهرة، معتبرين أنها تهدّد الاقتصاد الوطني، حسب وكالة تونس افريقيا للأنباء. وفي هذا السياق، قال النائب بمجلس نواب الشعب، عن الجبهة الشعبية، فتحي الشامخي، في تصريح ل "التونسية"، إنه هذين القرضين اللذين تمت المصادقة عليهما اليوم بمجلس نواب الشعب من بين 5 مشاريع القوانين المتعلقة بالقروض التي ستتم مناقشتها اليوم، ليست فيها أية نتائج اقتصادية أو اجتماعية تذكر، مشددا على أنها قروض مكلفة ومجحفة وخارجة عن أي منطق اقتصادي. وأوضح الشامخي أن القرض الأول الرقاعي تم الحصول عليه من السوق المالية اليابانية وتقدر قيمته ب 786.500 مليون دينار وهو قرض تم الحصول عليه في شهر أكتوبر سنة 2014 بمعنى أن هذا القرض تم صرفه قبل المصادقة عليه. وشدد على أن كلفة هذا القرض عالية جدا وباهضة، خاصة وانه سيتم تسديده دفعة واحدة بعد 10 سنوات أي في سنة 2024، مشيرا إلى أن كلفته تقدر ب 313 مليون دينار بمعنى ان نسبة الفوائد ومجموع المصاريف سترتفع الى 40 بالمائة، معتبرا أن نسبته فاجعة في حد ذاتها. أما بخصوص القرض الثاني تم التعاقد بخصوصه في بداية 2015 ، مشيرا الى أنه قرض رقاعي أيضا وتم الحصول عليه من السوق المالية العالمية (خاصة من الولاياتالمتحدةالامريكية) وتبلغ قيمته مليار دولار أمريكي أي 1933 مليون دينار وتصل نسبة الفائدة منه إلى 58.1 بالمائة أي أنه سيتم تسديد 3055 مليون دينار بعد 10 سنوات دفعة واحدة. وأضاف أنه في الأثناء سيتم تسديد الفوائد السنوية ب 5.75 بالمائة أي سيتم تسديد كل سنة على كل مليار دولار امريكي 5.75 بالمائة. وبالتالي فإن القرضين الرقاعيين في السوق المالية يعكسان التدهور الخطير لشروط الاقتراض الخارجي التونسي الذي وصلت كلفته إلى 40 و58 بالمائة، مشيرا الى أنها اموال خصصت الى الميزانية ولم يتم تخصيصها إلى مشاريع استثمارية كما انه تم صرفها قبل المصادقة عليها، حسب تأكيد الشامخي. وشدد الشامخي على أن تونس دخلت في وضع خطير، مؤكدا أن الانهيار أصبح ممكن في أي وقت باعتبار ان تونس دخلت في دوامة الاقتراض المكلف والباهض دون انعكاسات اجابية اقتصادية او اجتماعية يمكن ذرها وهو ما سيعمق الأزمة الاقتصادية لتونس.