ملعب قابس المعشّب تشكليتا الفريقين: الملعب القابسي: الرباعي(العثماني) – سيسي – الهمامي – الجلاصي – البكوش – بن طرشة(الماجري) – الشعباني(حدة) – الكثيري – الفوزاعي – حسني – السيفي. باكاري دجان المالي: كوياتي – سماكي – دياراي – دياكيتي(سانقاري) – ديدو – تراوري – ماليكو – كوليبالي(كوناتي) – سيديباي(مايقا) – بانقورا – سينبارا. تحكيم: المغربي سمير الكزاز الانذارات: دياراي – ديدو (باكاري دجان) علي الهمامي – يوسف الفوزاعي – وجدي الماجري (الملعب القابسي) الأهداف: عبدول سيديباي (دق 23) (باكاري دجان) هشام السيفي (دق 44) (الملعب القابسي) واصل الملعب القابسي كتابة التاريخ، بعد أن وفق عشية اليوم في التأهل إلى الدور التمهيدي الثاني من مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي، إثر تغلبه بضربات الجزاء (4 – 3) على ضيفه باكاري دجان المالي بعد أن انتهت المباراة في وقتها الأصلي بتعادل إيجابي بهدف من الجانبين وهي ذات نتيجة مباراة الذهاب في مالي. وتدين «الستيدة» في تأهلها التاريخي هذا لحارسها الشاب صالح العثماني الذي عوض باقتدار زميله الرباعي ونجح في التصدي لضربة جزاء حاسمة حققت أحلى الأمنيات ل«القوابسية» في أولى مشاركاتهم الإفريقية. بداية متوازنة بصافرة المغربي سمير الكزاز انطلق لقاء الملعب القابسي وضيفه باكاري دجان المالي بضغط محلي طفيف بحثا عن التسجيل المبكر، حيث تحرك كل من أحمد حسني ويوسف الفوزاعي وهشام السيفي ولكن دون تركيز في الأمتار الأخيرة لمناطق المنافس الذي عرف لاعبوه كيف يمتصون ضغط منافسهم ويتفادون العاصفة «القابسية» ومن ثمة الانطلاق في مناوشة الحارس سليم الرباعي، لينجحوا في ظرف وجيز في السيطرة على وسط الميدان بفضل سرعة تحركات بانقورا وسيديباي وتوري الذي كان قريبا في الدقيقة العاشرة من التسجيل ولكن تسديدته القوية صدها القائم الأيسر لحارس «الستيدة»، فرصة لم يتأخر رد أبناء المدرب عبد الرؤوف المزوغي عليها بما أن الفوزاعي اقترب من افتتاح النتيجة في الدقيقة 14 بعد تسديدة قوية تصدى لها حارس الفريق المالي ادريسا كوياتي الذي تألق مجددا في الدقيقة 17 في صد تسديدة السيفي الأرضية. فرصة توازن بعدها اللعب مع أفضلية نسبية للضيوف من حيث امتلاك الكرة وسلامة التدرج بها. هدف مباغت مع تقدم الوقت ومع عجز زملاء علي الهمامي في التسجيل، تضاعف منسوب الثقة لدى ممثل الكرة المالية الذي واصل تحكمه في النسق مما مكنه في الدقيقة 23 من أخذ الأسبقية بعد هجمة سريعة ولخبطة في دفاع «الستيدة» استغلها على أحسن وجه عبدول سيديباي وبتسديدة جميلة باغت الرباعي وكل من في ملعب معلنا عن تقدم مستحق لفريقه بحكم سيطرته الميدانية. «السيفي» يجيب بعد هدف الضيوف كان لزاما على الملعب القابسي القيام بردة فعل قوية للعودة في النتيجة وهذا ما كان فعلا حيث فرض زملاء أحمد حسني ضغطا رهيبا على الماليين تجسم في عديد المخالفات والركنيات والتسديدات ولكن دون جدوى في ظل التسرع الكبير وغياب اللمسة الأخيرة على المهاجمين واكتفاء لاعبي وسط الميدان بالجانب الدفاعي وعدم توفيقهم في خلق الزيادة العددية في مناطق المنافس. وفي الوقت الذي كان الشوط الأول يسير فيه نحو النهاية بتقدم باكاري دجان بهدف نظيف تحصل أليو سيسي في الدقيقة 44 على مخالفة جانبية نفذها سيسي على رأس هشام السيفي الذي لم يجد صعوبة في تحويلها إلى هدف التعادل الذي أشعل مدارج الملعب وأعاد الفريق إلى المباراة، هدف السيفي كان بالإمكان تدعيمه بهدف ثان في الوقت البديل ولكن سيسي لم يستغل التمهيد الذكي لأحمد حسني حيث مرت تصويبته فوق العارضة لتنهي الفترة الأولى على تعادل إيجابي مع تكافئ كبير في حجم اللعب المقدم من الجانبين. انخفاض النسق على عكس الفترة الأولى، انخفض النسق والإيقاع كثيرا في الفترة الثانية، حيث لاح تخوف الفريقين من قبول هدف ثان جليا وهو ما أثر بشكل كبير على الأداء الهجومي من الجانبين وخاصة من جانب ممثل كرة القدم التونسية الذي لم يقدم صراحة ما هو مطلوب منه رغم التغييرات التي قام بها مدربه عبد الرؤوف المرزوقي باقحام حمزة حدة ووجدي الماجري مكان بن طرشة والشعباني في محاولة منه لإعطاء عمق هجومي أكبر لفريقه ولكن الأمور لم تتغير كثيرا في ظل التمركز الجيد للاعبي الفريق المالي ولغياب تخطيط وتنظيم واضح لهجمات «القوابسية» التي كانت قليلة للأمانة وكان أبرزها في الدقيقة 77 بعد تسديدة قوية من يوسف الفوزاعي حولها الحارس كوياتي إلى ركنية لم تأت بالجديد لتنتهي المواجهة على نفس نتيجة الذهاب ويلجأ الفريقان بالتالي إلى ضربات الجزاء. «المرزوقي» يلعب ورقة «العثماني» قبل نهاية الوقت الأصلي للمواجهة بدقيقة واحدة وتحسبا لركلات الجزاء قام المدرب عبد الرؤوف المرزوقي يتعويض الحارس الأول سليم الرباعي بزميله الشاب صالح العثماني الذي كان في مستوى ثقة مدربه ونجح في تأهيل فريقه إلى الدور الثاني بعد أن وفق في التصدي لركلة الجزاء السادسة للفريق المالي الذي أخفق في الجملة في إضاعة ثلاث ركلات جزاء فيما أخفقت « الستيدة» في ركلتين لتكون الكلمة النهائية لممثل كرة القدم التونسية بنتيجة (4 – 3) وسجل ضربات جزاء الملعب القابسي كل من يوسف الفوزاعي وحمزة الجلاصي وعلي الهمامي وأليو سيسي فيما أخفق هشام السيفي وحمزة البكوش. نجم المباراة لقب يمنح مناصفة لكل من أليو سيسي والحارس الشاب صالح العثماني فالأول قدم مباراة كبيرة وأثث بامتياز الرواق الأيسر وكان وراء توزيعة هدف التعادل، فيما وفق الثاني وفي أول ظهور له في تشكيلة «الستيدة» في التصدي لضربة جزاء منحت تأهلا تاريخيا لفريقه. مردود الحكم المغربي سمير الكزاز نجح في إدارة المواجهة حيث لم يرتكب أخطاء كبيرة من شأنها أن تؤثر على النتيجة النهائية، وقد ساعده في ذلك حضوره البدني المتميز والانضباط الكبير للاعبين. حلّة أنيقة بعد أشهر من الإغلاق وبعد تعهده بالصيانة، عاد عشية أمس الملعب القابسي إلى ملعبه الرئيسي الذي ظهر في حلة جميلة، فالأرضية كانت في أفضل حال وكذلك المدارج والمنصة الشرفية و منصة الصحفيين وحجرات الملابس، كما تم تثبيت صبورة لامعة من الطراز الرفيع. والأمل كل الأمل أن تقع المحافظة على هذا المكسب وأن تتم صيانته بانتظام حتى لا يكون مصيره ذات مصير عديد المنشئات الأخرى. دقيقة صمت قبل بداية المباراة وقف الجميع دقيقة صمت على روح اللاعب السابق ل«الستيدة» الجيلاني مامي الذي قدم الكثير لفريقه ولكرة القدم التونسية. الدخلة في الموعد جماهير الملعب القابسي لم تفوت فرصة العودة إلى ملعبها الرئيسي وفرصة تواجد فريقها في المسابقة الإفريقية وكانت حاضرة بأعداد غفيرة للمساندة والدعم وقد بدأت المواجهة بدخلة رائعة أكدت عشق «القوابسية» للعبة، جماهير الفريق تحلت بروح رياضية كبيرة وسهلت مهمة الأمن الذي أحسن بمعيّة هيئة ممثل كرة القدم التونسية تنظيم المواجهة.