ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية أبحاثه في جريمة قتل تورطت فيها فتاة في عقدها الثاني عمدت إلى التخلص من مولودتها مباشرة بعد ولادتها ووجهت لها تهمة قتل أم لمولودها ومن المنتظر أن يحال ملف القضية قريبا على أنظار المحكمة. وقد انطلقت التحريات في هذه القضية إثر إعلام ورد على السلط الأمنية في شهر جوان 2015 من قبل مواطن عثر على جثة رضيع في كيس بلاستيكي ملقاة بمصبّ للفضلات فتحولت دورية أمنية إلى المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة. وأمكن لأعوان فرقة الأبحاث العدلية التوصل إلى هوية والدة الرضيع فتم إلقاء القبض عليها وباستنطاقها أنكرت في البداية ما نسب إليها غير انه بتضييق الخناق عليها تراجعت في اعترافاتها وأفادت أنها ربطت علاقة عاطفية سريّة مع ابن عمها دامت سنوات وكانت كلما تطرّقت معه لموضوع الارتباط الرسمي كان يؤكد لها انه سيعلم والده بالموضوع في القريب العاجل. وفي إحدى المرات طلب منها أن يلتقيها لأنه أعد لها مفاجأة فذهبت للقائه وتوجها سويا في جولة ثم في طريق العودة استوقف سيارة أجرة ونزل بأحد الأحياء القريبة من مقر سكناهما وسار مسافة قصيرة إلى أن وصلا إلى منزل تم تشييده حديثا وفتح الباب وعندما استفسرته عن الأمر اعلمها أنه المنزل الذي قام بتشييده ليكون منزلهما ففرحت كثيرا بالمفاجأة وصدقت كلامه ونجح في ذلك اليوم إلى استمالتها وواقعها برضاها ثم غادرا المكان واتصلت به بعد يومين لتعلمه بأنّ عليه أن يتقدم لخطوبتها فكانت إجاباته «على قريب» إلى أن علمت على سبيل الصدفة عن طريق ابنة عمها انه يستعد للزواج في نهاية الصائفة الحالية وانه خطب فتاة من العاصمة منذ أكثر من شهرين فتأكدت أنه كان يماطلها وانه ليس جادا في ارتباطه بها والذي زاد الأمر حدة مصابها باكتشاف أنها حامل فاتصلت به هاتفيا طالبة لقاءه بصفة مستعجلة غير انه تعلّل بكثرة أشغاله ورفض لقاءها فعاودت الاتصال به وأعلمته هاتفيا بنبأ حملها فاعلمها انه غير مسؤول عن أخطائها وأنّ عليها أن تبحث عن أب لجنينها غيره فقررت انتظار أوان الولادة ثم إيجاد حل وعندما داهمها المخاض تسللت من مضجعها وصعدت إلى سطح المنزل ووضعت مولودا من جنس الذكور تولّت كتم أنفاسه بقطعة قماش وضعتها على فمه ثم وضعته في كيس بلاستيكي وتخلصت من الجثة في ساعة متأخرة من الليل ثم عادت إلى فراشها خلسة دون أن يتفطن إليها أي كان وتحملت ألامها في صمت. وأعربت الفتاة عن ندمها لدى التحرّي معها مضيفة أنها لم تجد من حلّ للتخلص من العار إلا بخنق المولود. وأضافت أنها بدورها ضحية التغرير بها من قبل قريبها وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها وإثر ختم الأبحاث وجهت لهاتهمة قتل أم لمولودها وستمثل قريبا أمام المحكمة.