مثل أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة شاب في ال35 من العمر بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصّد. وجاء في أوراق القضية أن عمّال معمل تربية الإوز بجهة بيرين بفوشانة عثروا صباحا على جثّة حارس المعمل محروقة فاتّصلوا بأعوان الأمن الذين حلّوا بالمكان للمعاينة. وبالتحري مع أفراد عائلة الهالك أفادوا بأنه ليست له مشاكل مع أي شخص وبأنه عرف بدماثة أخلاقه وهو ما أكّده كذلك أصدقاؤه. وبعد حوالي أسبوع من تاريخ الواقعة وجّهت أصابع الاتهام إلى أحد أقربائه بعد العثور على هاتف جوّال الهالك لدى شقيقة زوجة المتهم التي ذهبت في زيارة لزوجة الهالك نظرا لصلة قرابة تربط بينهما فلاحظت هذه الأخيرة أن الهاتف الذي بحوزة الزائرة هو نفسه هاتف الهالك فاتّصلت سرّا بأعوان الأمن الذين حلّوا بالمكان وألقوا القبض على ضيفتها. وبالتحرّي معها بشأن الهاتف المحجوز أفادت بأنها اشترته من زوج شقيقتها ب10 دنانير مؤكدة أن لا علاقة لها بقتل الهالك الذي هو زوج خالتها. وبإلقاء القبض على زوج شقيقتها واستفساره عن الهاتف المحجوز أفاد أنه اشتراه من شخص بسوق سيدي عبد السلام لا يعرف هويّته وأنه فرّط فيه بالبيع لشقيقة زوجته ب10 دنانير وأنكر أية علاقة له بقتل حارس المعمل. أما أبناء الهالك فقد عبّروا عن قناعتهم بأن المتهم هو من قتل والدهم مشيرين إلى أنه تعلّقت به قضايا سرقة وإلى أنه كان قد عمل سابقا في معمل تربية الإوز وتعلّقت به تهمة سرقة كلب الحراسة. وقد أفاد الابن الأصغر للهالك أن والده اعتاد على حمل مبالغ مالية هامّة أثناء ذهابه للعمل مؤكدا أنه كانت بحوزته ليلة الواقعة قرابة 1000 دينار. من جهتها أكدت زوجة الهالك أنها ترجّح أن يكون المتهم هو من قتل زوجها باعتبار أنه من ذوي السوابق العدلية في السرقة ولاحظت أنه لم يحضر جنازة الهالك رغم أن زوجته هي ابنة أختها وأن هذه الأخيرة لم تحضر أيضا... وبالتحرير على زوجة المتهم أفادت بأنها لم تلاحظ أي سلوك غريب على زوجها بعد الواقعة وأنه اشترى ملابسا لابنه ملاحظة أنها لم تحضر الجنازة وزوجها لأنها كانت حينها نافسا... وقد أفاد أحد أصدقاء الهالك أنه لاحظ أن المتهم كان يصرف مبالغ مالية هامّة بعد الواقعة رغم أنه كان يعمل بالكاد يوما في الأسبوع. وباستنطاق المتهم تمسّك بإنكاره الجرم المنسوب إليه. أما لسان الدفاع فقد تدخل قائلا إن وجود هاتف جوّال الهالك لدى منوّبه لا يعني ثبوت التهمة في شأنه خاصة أن منوّبه تمسّك بالانكار منذ الطور البدائي وأنه ذكر بأنه اقتنى الهاتف الجوّال من شخص لا يعرفه مضيفا أن الهالك كان قويّ البنية ولا يمكن لمنوّبه قتله وحرقه بمفرده خاصة أن هذا الأخير ضعيف البنية وطالب الدفاع بعدم سماع الدعوى في شأن منوّبه. وقد قضت المحكمة بعد المداولات بسجن المتهم مدى الحياة.