التونسية (تونس) نظرت أمس إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير في جريمة قتل تورط فيها كهل عمد إلى إصابة غريمه عل مستوى رأسه وقررت تأجيل النظر فيها إلى بداية الشهر المقبل مع العلم أن القضية شهدت لدى التحقيق غموضا كبيرا وتضاربا في تقرير الطبيب الشرعي مما أدّى إلى تغيير التكييف القانوني من القتل غير العمد إلى القتل العمد بعد أن بين التقرير الثاني أن الوفاة ناجمة عن إصابة قوية على مستوى الرأس وليس كما ورد في التقرير الأول نتيجة جلطة. وبالعودة إلى معطيات هذه القضية التي ترجع إلى شهر أفريل 2015 فإن الهالك أتم بناء منزله الجديد واستعد للسكن فيه ومن اجل ذلك حزم أثاثه لنقله على متن شاحنة إلا أن حمولتها لم تسع كامل الأثاث فاتفق مع السائق- الذي توسط فيه احد أصدقاء الهالك – على العودة في نهاية الأسبوع المقبل لشحن البقية نظرا لأن صاحب المنزل قد سوغه لشخص آخر واتفق معه على اخلائه بتاريخ ذلك اليوم... خاصة وأنه أعلمه انه لايستطيع العودة في ذلك اليوم مجددا في سفرة ثانية لحمل بقية الأثاث فأودع الهالك ما تبقّى من الأثاث لدى أحد أجواره على أن يأتي في الأسبوع الموالي لحملها. وقبيل الموعد المحدد اتصل به لإعلامه إلا انه تلدد وواصل تعلاته على مدار أسبوعين فقرر الهالك التوجه إليه دون سابق إعلام رفقة السائق لحمل أثاثه الذي استأمنه عليه لكن دهشته كانت عظيمة عندما اعلمه انه قد باع ما تركه في عهدته دون سابق استئذان من مالكه فثارت ثائرته ونشبت بينهما مناوشة كلامية تحولت إلى تبادل للعنف عمد أثناءها المتهم إلى إصابته بضربة على مستوى رأسه فأصابه دوار خفيف غادر على اثره المكان وصعد إلى السيارة باتجاه محل سكناه الذي يبعد قليلا عن مسرح الحادث وكان في حالة صحية حرجة. وقد لاحظ السائق ذلك ولكنه لم يبادر بإشعار السلط الأمنية لأنه كان محكوما عليه غيابيا بثلاثة أشهر سجنا من أجل النفقة وجريمة إهمال عيال وخاف من التبعات ولكنه بادر بالاتصال بصديق الهالك واعلمه بوضعه الصحي المتردي وأوصله أمام المنزل وانصرف. في الأثناء شاهدته إحدى الجارات وهو في حالة صحية حرجة فاتصلت بالأمن وحضر كذلك صديقه وقد كان الهالك يتقيأ وحاول الأطباء تقديم الإسعافات اللازمة له لكنه نزف بقوة من أنفه وفارق الحياة. وإثر وفاته انطلقت التحريات في الواقعة وتم عرض جثة الهالك على الطب الشرعي الذي أفاد أن وفاته تعود بصفة مبدئية إلى غضب شديد تسبب له في تقطع احد الشرايين ونزيف دموي داخلي. أما بالنسبة للخدش الذي يحمله على مستوى الرأس فهو بسيط ولا يمكن بحال أن يكون سببا في وقوع الوفاة الشيء الذي جعل السلط القضائية توجه تهمة القتل غير العمد إلى المتهم... لكن شكوك العائلة وتوجسها حول حقيقة وفاته جعلها تطالب بإعادة تشريح الجثة للوقوف على أسباب الوفاة الحقيقية وبيّن التقرير الثاني أن الهالك تعرّض إلى إصابة على مستوى رأسه بآلة صلبة وهو ما تسبب في وفاته وبناء على ذلك تم استئناف الأبحاث مجددا في هذه القضية مع المتهم والشاهد مبدئيا في هذه القضية.... واستنادا إلى ما ورد في تقرير الطب الشرعي تم استئناف الأبحاث من جديد مع طرفي القضية المتهم والشاهد الذي واكب كلّ مجريات الواقعة وقال المتهم الرئيسي أنه كان بحوزة الهالك مبالغ مالية غابت في ما بعد ورجح أن يكون الشاهد قد اعتدى على الهالك وسلبه أمواله. وإثر ذلك تمّ توجيه الاستدعاء للشاهد للحضور إلا انه تغيب لمرات متكررة واتّضح أنه غادر التراب التونسي وأنه تم استصدار برقية جلب دولية في شأنه. في المقابل اعتبر دفاع الهالك أنّ الغياب المفاجئ للشاهد قد يكون مؤشرا على أنّه متورط في الوفاة غير انه مؤخرا عاد هذا الأخير إلى تونس وألقي عليه القبض ولدى التحقيق معه ثبتت براءته من التهمة المنسوبة إليه وتم ختم التحقيق في ملف القضية وأحيل المتهم على أنظار المحكمة.