تنظر أواسط هذا الشهر إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية اختطاف "الرضيعة سارة" من قبل امرأة بمستشفى الأطفال بباب سعدون. وقد انطلقت الأبحاث في هذه القضية على إثر تقدم امرأة إلى مركز الأمن الوطني بباب سويقة وأفادت أنها تحولت في أوائل شهر جويلية 2010 إلى مستشفى الأطفال بباب سعدون بنية الكشف عن ابنها البالغ من العمر 7 سنوات المصاب بمرض الصرع حاملة معها ابنتها "الرضيعة سارة" وابنة شقيقها. وقد تحولت إلى أحد الطوابق أين تم الكشف على ابنها وقد قرر الطبيب المباشر الاحتفاظ به وأذن لها بإتمام إجراءات الإيواء. وقد مكثت بالطابق المذكور قرابة الساعة إلى أن فوجئت بقدوم ابنة شقيقها التي قدمت لها علبا من الياغورت مؤكدة أن امرأة كانت تجلس حذوها بقاعة الانتظار هي التي جلبت لها تلك العلب وقد تركت عندها "الرضيعة سارة". فتحولت الأم بسرعة إلى قاعة الانتظار إلا أنها لم تجد تلك المرأة التي اختفت رفقة ابنتها الرضيعة ولم يتسنى العثور عليها رغم قيام أعوان الأمن الصحي بالبحث عنها في كافة أرجاء الفضاء الصحي بناء على الأوصاف المدلى بها من قبل ابنة شقيقها. هذا وفي تاريخ 6 سبتمبر 2010 تمكن أعوان الأمن من العثور على "الرضيعة سارة" بجهة العزيب من معتمدية منزل جميل ولاية بنزرت. وقد تمكنت الأم من التعرف على ابنتها. وقد كان وضعها الصحي جيدا كما تم إخضاعها للتحاليل الجينية التي أظهرت بصفة جلية أنها من صلبها. وجاء في الأبحاث أن المتهمة في قضية الحال قد تزوجت خلال عام 2007 بالمتهم الثاني في قضية الحال والذي كان يعاني من القصور الكلوي والسكري مما حال دون إمكانية إنجاب أطفال. وقد أرادت تبني طفلا من إحدى المؤسسات الاجتماعية بجهة بنزرت إلا أن مساعيها باءت بالفشل وأصبحت منذ ذلك الوقت تعيش حالة من الاكتئاب جعلتها تضع وسادة ببطنها لإيهام محيطها العائلي أنها حامل وتنتظر مولودا ثم خامرتها فكرة التحول إلى تونس العاصمة وبالتحديد مستشفى الأطفال بباب سعدون. وقد قامت بذلك واختطفت "الرضيعة سارة". ويحال المتهمان في هذه القضية على معنى الفصلين 250 و 251 من المجلة الجنائية من أجل تعمد اختطاف شخص سنه دون الثامنة عشر باستعمال الحيلة والمشاركة في ذلك.