عرف مقر اتحاد الكتاب التونسيين صباح هذا اليوم تجمعا احتجاجيا لعدد من الكتاب والمثقفين جلهم من المنضوين تحت لواء "نقابة كتاب تونس" ورفعوا شعارات تنادي بضرورة انسحاب الهيئة المديرة الحالية للاتحاد والمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي.. هذه الشعارات قابلها أعضاء الهيئة المديرة الحاضرين بالحوار والنقاش وتبادل الرأي وهو ما تم رفضه قطعيا على اعتبار أنه لا مزايدة على الكتاب وعلى مطالبهم الشرعية التي كبلتها الهيئة المديرة الحالية للاتحاد. * سير الأحداث كانت البداية بالدعوة إلى اجتماع داخل القاعة وتم تكليف الكاتب "الناصر التومي" برئاسة هذا الاجتماع حيث جلس إلى جانبه "لسعد بن حسين" الكاتب العام لنقابة كتاب تونس و "جميلة الغرياني" و"محمد الهادي الجزيري" الكاتب العام لاتحاد الكتاب..وهنا تدخل الكاتب "محمد المي" مطالبا "الجزيري" بالالتحاق بالأعضاء داخل القاعة وترك مكانه..وانطلقت بذلك شرارة الخلاف والتراشق بالتهم بين بعض أعضاء الهيئة المديرة وأعضاء نقابة كتاب تونس..ورغم محاولات عدد من الكتاب لتهدئة الأجواء إلا أن ذلك لم يضع حدا للجدل الكبير الذي تحول إلى خارج قاعة الاجتماع بعد انسحاب كامل أعضاء هيئة نقابة كتاب تونس لترتفع شعارات " اتحاد مستقل والقواعد هي الكل".."لا للمزايدة على الاتحاد" .."نقابة كتاب تونس تساند أحرار الكتاب".."نقابة كتاب تونس لا لكتبة التقارير"..وحمل أعضاء نقابة كتاب تونس "محمد الهادي الجزيري" الكاتب العام لاتحاد الكتاب التونسيين و"جميلة الماجري" التي تمت إقالتها المسؤولية الكاملة في تهميش دور الاتحاد. وفجر "محمد المي" مفاجأة تمثلت في سعي رئيسة اتحاد الكتاب السابقة والكاتب العام إلى الإساءة له في شغله من خلال تلفيق تهم باطلة لدى وزير الثقافة والمحافظة على التراث حتى يتم إيقافه عن العمل على اعتبار أنه (أي محمد المي) يعمل موظفا في الوزارة. * سامي السنوسي: المحاسبة المالية لهيئة الاتحاد وفي تصريح ل"التونسية" قال "سامي السنوسي" عضو نقابة كتاب تونس: "جئنا إلى مقر اتحاد الكتاب كهيئة نقابة كتاب تونس رغم معارضتنا منذ زمن طويل لهيئته المديرة التي أصبحت شعبة دستورية وأردنا أن نجمع نقابة كتاب تونس وما بقي من الشرفاء في الاتحاد في جبهة تقديمه ولكن لاحظنا أن نفس هذه الهيئة تحاول الالتفاف على هذا النفس الحر الديمقراطي وتحاول قمع أصواتنا وهو ما يجعلنا ننسحب ونعلن أن ما بقي من هيئة اتحاد كتبة التقارير غير شرعية ولا يمثل كتاب تونس الحقيقيين".. وأضاف "سامي السنوسي" : "إننا كنقابة كتاب تونس ندعو إلى إقالة الهيئة المديرة للاتحاد ومحاسبتها ماليا على وجه الخصوص ولن نسمح لأي طرف بالالتفاف على مكاسب الشعب لأننا لا نطلب سوى تطبيق القانون لإعطاء صورة جيدة للكاتب التونسي القائمة على الحرية وحق الاختلاف في نطاق القانون ولا شيء غير القانون". * نور الدين الشمنقي (رابطة الكتاب الأحرار) وجوابا عن سؤال حول موقف رابطة الكتاب الأحرار المحظورة قال "نور الدين الشمنقي" عضو الهيئة المديرة للرابطة: "رغم أن رابطة الكتاب الأحرار التي تأسست منذ حوالي 10 سنوات ولم تحصل على التأشيرة القانونية لممارسة نشاطها الفكري والإبداعي فهي تدعم المطالب الشرعية لنقابة كتاب تونس التي تصب كلها في نفس مبادئ رابطة الكتاب الأحرار..وهي مبادئ تنتصر لقيم حرية الإبداع والمساواة بين كل التعابير والمواقف الفكرية. * الهادي الجزيري يتبرأ: مرحبا بكل الكتاب من ناحيته أعلن "محمد الهادي الجزيري" التبرأ التام من كل ما عاشه اتحاد الكتاب التونسيين وقال إنه حافظ على الهدوء رغم تعرضه لمحاولة الاعتداء..إن الظرف يفرض التوحد..لا للتراشق بالتهم..أن الكتاب في حاجة ماسة اليوم إلى الحكماء والعقلاء..مقر اتحاد الكتاب مفتوح لكل الكتاب بما في ذلك نقابة كتاب تونس..مرحبا بكل المبدعين لدعم مكاسب ثورة الشعب والحفاظ عليها . لكن هذا التبرأ لم يشفع ل"الجزيري" لدى الكتاب الذين أعلنوا الرفض القطعي للهيئة المديرة مهما كانت التبريرات. * عدل منفذ لإخلاء الاتحاد واتجه عدد من الكتاب لتكليف أحد عدول التنفيذ بإبلاغ إعلام بإخلاء مقر الاتحاد من طرف الهيئة المديرة الحالية فقد طفح الكيل على حد تعبيرهم ولا مجال للعودة إلى الوراء...