طالب أعضاء من رابطة الكتاب الأحرار، برحيل أعضاء النظام السابق وأعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي من حكومة الوحدة الوطنية الحالية. كما طالبوا بترخيص لرابطة الكتاب الأحرار وبتوفير مقرّ رسمي لها. جاء ذلك في اجتماع نظموه ظهر أول أمس بمنزل رئيس رابطة الكتاب الأحرار الكاتب جلول عزونة والذي مثل منذ تأسيس الرابطة مقرّ اجتماعاتها. وقال الكاتب جلول عزونة: «المثقفون يطالبون أن تسير الثورة الى مجالها الأخير، فهي ربع الطريق ولا نحن «أغة» ولا نحن «سيدي تاتا» ولا نحن «دراويش» و«ما نصدق إلاّ ما نعنّق».. جاءت هذه الألفاظ الشعبية الدارجة في اطار موقفه من أعضاء النظام السابق في الحكومة الحالية، والذين طالبهم قائلا: «قليلا من الحياء من فضلكم.. لو هؤلاء لهم ذرة واحدة من الحياء لمكثوا بمنازلهم.. ولا يمكن أن أصدق محمد الغنوشي». كلمات متقطعة وانفعالية صفق لها الكتاب الحاضرون وعن نشاط الرابطة قال الكاتب جلول عزونة إنّ الرابطة قامت منذ أواخر ديسمبر الفارط بعقد 10 اجتماعات وأصدرت 4 بيانات. طالبوا فيها بمجلس دستوري يوم 12 جانفي وقد حضر هذه الاجتماعات على حدّ تعبيره الكاتب «حبيب الحمدوني» بالتداول معه (جلول عزونة) وأردف رئيس رابطة الكتاب الأحرار حديثه قائلا: «طالبنا بترخيص للرابطة وباطلاق سراح حمّة الهمامي وطالبنا أولا بوقف اطلاق النار». مطالب جديدة كما أكد الكاتب جلول عزونة أن رابطة الكتاب الأحرار لم يكن معترفا بها في النظام السابق وفرض هذا النظام على حدّ تعبيره رقابة يومية على مقرّها غير الرسمي وهو منزل السيد جلول عزونة، وكان أعوان الأمن الذين يراقبون هذا المنزل يمنعون الزائرين أحيانا من الدخول ويسألونهم غالبا عن المكان الذي يقصدون. وفي هذا الاطار، أكد كل الحاضرين من الكتاب ما سرده الكاتب جلول عزونة في هذا الخصوص. ومن هذا المنطلق طالب أعضاء الرابطة في تدخلاتهم بتوفير مقرّ لرابطة الكتاب الأحرار. وقال الكاتب جلول عزونة في هذا السياق: «نحن لنا حلم تماما كحلم مارتان لوتركينغ، بأن يصبح مقرّ التجمّع بشارع محمد الخامس مقرّا للجمعيات الثقافية..». وبمجرد أن عبر عن حلمهم دخل رئيس رابطة الكتاب الأحرار في انتقاد تصميم مدينة الثقافة وخاصة تلك الغرفة كورية الشكل المقيّدة من 4 جوانب، والتي يجب أن لا تكون كذلك وأن تكون أعلى البناية رمزا لحرية التعبير وحرية الابداع، مشيرا الى أن مصمّمها دون وعي، سقط في تفكير النظام السابق. النقابة تساند الرابطة وقد حضر اجتماع أعضاء رابطة الكتاب الأحرار الكاتب العام لنقابة الكتاب التونسيين لسعد بن حسين وهو أيضا عضو بالرابطة وكان ممثلها في ولاية قابس، وطالب الى جانب بقية أعضاء رابطة الكتاب الأحرار برفع الصنصرة والمراقبة على الكتاب وبدعمهم المادي من قبل سلطة الاشراف (مطلب جماعي). كما دعا لسعد بن حسين الى عقد مؤتمر أول للرابطة، يكون انتخابيا ودعا أيضا الى التفكير في نشرية ومواصلة المطالبة بمقر للرابطة. وأكد في ختام كلمته بأنه ككاتب عام لنقابة الكتاب سيساندون الرابطة مطالبا بضرورة أن يكون أعضاء الرابطة مختارين أي لا ينخرط بها إلاّ من اعترف بنظافته في السابق وعدم التعامل مع النظام المخلوع، لأن أي كاتب يمكن له الانخراط بالنقابة على حدّ تعبيره. وماذا عن الاتحاد وبخصوص اتحاد الكتاب التونسيين أوضح الكاتب جلول عزونة أنه أرسل في السابق ثلاث رسائل الى هيئات الاتحاد الثلاث الأخيرة طالب فيها بتطبيق الفصل الأول من القانون الأساسي المتعلق بحرية التعبير، ومؤكدا أنه الى حدّ الآن لم يتلق إجابة من الرؤساء الثلاثة للاتحاد وآخرهم الشاعرة جميلة الماجري التي يحب شعرها على حدّ تعبيره. كما أبرز في هذا الصدد أنه يجب التفريق بين الانتماء السياسي وبين مهنة الكاتب، مشيرا الى أن الاتحاد يجب أن يبقى منظمة مستقلة بعيدا عن الانتماءات السياسية. خلاف وفوضى اجتماع رابطة الكتاب الأحرار، لم يسلم بدوره من الفوضى كما حصل في اجتماعات لمنظمات أخرى ثقافية انعقدت في الأيام السابقة وسبب هذه الفوضى حضور الكاتبة حياة الشايب في اجتماع الرابطة حيث تعالت الأصوات من قبل الكاتبة فاطمة الشريف وخاصة الكاتبة رشيدة الشارني مندّدين بحضورها ومتهمينها بكونها تعاملت مع النظام السابق وحزبه وتعدّدت الاتهامات والصياح. الشيء الذي أنهى الاجتماع.