جعلت من إعاقتها الطفيفة حافزا و لم تثنها عن مواصلة الإبداع في عالم المسرح. هي الممثلة و المخرجة المسرحية "سعيدة المناعي"، إعاقتها كانت الجسر الذي حملها إلى عالم المعوقين و جعلها تفكر أن تتحدى إعاقتها رفقة ثلة من الموهوبين في الميدان المسرحي، هي مبدعة و ناشطة و في نفس الوقت رئيسة جمعية "الفن المسرحي لتحدي الإعاقات". تقول إن الإعاقة لا تحجب الإبداع و بالنسبة لها و لمجموعتها المسرحية الإعاقة هي إعاقة الفكر و الضمير لا إعاقة الأعضاء و الجسم. و تضيف الهدف من المسرح ليس الربح المادي بقدر ما هو مبادرة و عطاء و قد قدموا مسرحيات في فضاء مركز رعاية المسنين في القيروان، الغاية منها الترفيه عن المسنين و إخراجهم من دائرة الوحدة و العزلة. و في هذا السياق تشير المخرجة المسرحية "سعيدة المناعي" إلى غياب كلي للرعاية المعنوية لذوي الاحتياجات الخاصة من لدن وزارة المرأة و الطفولة و المسنين. في الوقت الذي ما انفكت جمعيتهم في الاهتمام بهذه الفئة و تمكينهم من حقهم في الترفيه. و عن نشاطهم في الفترة القادمة علمت "التونسية" أنه و في إطار فعاليات موسم "طاطا" للحناء و الفنون في أغادير تنظم المملكة المغربية أسبوع الثورة التونسية انطلاقا من 25 جوان 2011 إلى موفى الشهر. و ستكون لهم عروض فيه إلى جانب الإمارات التي ستحتضن الجمعية من يوم 16 جويلية الى 26 جويلية 2011 و من ثم الأردن. و من هنا تدعو هذه الجمعية وزارة الثقافة و المحافظة على التراث بلفتة تدعمها ماديا لاقتناء التذاكر لزيارة فلسطينالمحتلة لعرض مسرحات مميزة مشيرة إلى أن الجهة الوحيدة التي تدعمهم حاليا هي الخطوط الجوية التونسية. و تضيف أن هذه الزيارات ليست الأولى بعد ثورة 14 جانفي فقد قدمت جمعية الفن المسرحي لتحدي الإعاقات عرضها الأول في المغرب يوم 26 مارس 2011 بدار الثقافة "الزمامرة" و ذلك في إطار أيام الاحتفال باليوم العالمي للمسرح و فعاليات ملتقى "مازيغن" المغاربي للمسرح في دورته الرابعة، و كانت المشاركة جد فعالة حيث عرفت تجاوبا مميزا مع الجمهور في المسرحية "حاول مرة أخرى" للكاتب الإماراتي "صالح كرامة العامري" و إخراج الفنانة "سعيدة المناعي".وقد حضرها الجمهور بكثافة حبا و تقديرا لهاته الفرقة التي ما فتئت تمتعهم بأعمالها المتميزة على مدى دورات الملتقى الثلاث و حبا في الشعب التونسي. و هكذا تكون جمعية "الفن المسرحي لتحدي الإعاقات" خير مثال للعمل الجمعياتي ليكون برهانا آخر و ليس الأخير على قوة الشعب التونسي ودعمه لأواصر المحبة بين الشعوب العربية و العالمية. و بالرغم من محاولات الإقصاء التي تعرضت لها الجمعية خلال العهد السابق إلا أنها تواصل إبداعها و تقديم فن نوعي داخل الوطن و خارجه. تقول المخرجة المسرحية في هذا الإطار إنه و اثر تصريحات أدلت بها لمجلة أردنية "احتياجات خاصة" عن موضوع مسرحيتها "حرقص" التي يدور موضوعها حول حاكم طاغية ينتهز الحياة من أجل الوصول إلى مبتغاه و إن الظلم و الطغيان سبب من أسباب تخلفنا و تراجعنا حضاريا، تعرضت إلى الضرب من طرف أعوان الأمن اثر استدعائها الى وزارة الداخلية و اتهموها بالتعامل مع جهات مشبوهة ضد النظام في تونس الذي ما فتئ يمارس سياسة قمعية ضد الثقافة التي حسب رأيها لا تزال تعاني من قرارات الحكومة المؤقتة. و في الختام تدعو المخرجة المسرحية "سعيدة المناعي" وزارة الثقافة و المحافظة على التراث و وزارة المرأة و الطفولة و المسنين بالتكاتف لدعم الفن المسرحي بصفة عامة و الفن المسرحي لتحدي الإعاقات بصفة خاصة لدوره الفعال في إدماج المعوق في الحياة الثقافية و الاجتماعية لكونه إنسانا و تونسيا قبل كل شيء.